بودرياه وصل وينكم

.,., الجن تلبسته وتشكلت بهيئته وأرعبت الناس به .,.,

أشهر كائن خرافي عرفه أهل الإمارات والخليج، وأكثر كائن قد تكون الجن تلبسته وتشكلت بهيئته وأرعبت الناس به وهو (بابا درياه).
انتشر ذكره عند سكان المدن الساحلية وتحديداً عند من يسمون أهل الساحل وهم سكان المدن الواقعة على الخليج العربي، وهم فئة من الناس التي تمتهن البحر مثل الغوص والسفر وصيد الأسماك وقطع وبيع الحجارة المرجانية.
التسمية: الأصل في التسمية (بابا درياه) لكن الشائع اليوم تسمية (بو درياه) وهو اسم سواحلي يتكون في الأصل من شقين بابا ودرياه.

"" بــابــا ""
تعني راعياً أو سيداً أو مالكاً أو قائداً أو حاكماً أو مسيطراً.
درياه: تعني في السواحلية والفارسية والأوردية البحر.
إذن فهو سيد البحر أو حاكمه أو المسيطر عليه أو كل المعاني آنفة الذكر فهو بقوته وجبروته يستطيع فعل أي شيء في البحر أو ساحله أي على السواحل.
انتشرت هذه الصفة أو التسمية بين فئات عديدة من الناس لارتباطها بمهن وتجمعات خاصة كجماعات الزار وجماعات الطرق البرزنجية والقادرية والصوفية وفرق النوبان أي الطمبورة وغيرها مما يتحدر من أصول شرق افريقية، ثم ما لبث ان ظهر اسم (ماما) وهي صفة مقابلة للبابا.

"" الوصف ""

أهم وصف لبابا درياه انه مبتور اليدين، فكل من ذكره أو زعم انه رآه أو حتى من رآه بالفعل، قال إن به (زموع) أي مبتور خلقه ويداه بلا أكفّ، وهو أسود نحيل، مبتور الشفتين، مما يزيد في شكله رعبا، كما يذكرالبعض انه كان مخفي الملامح لأنه يظهر دائما في الظلام الدامس ولكنه بهيئة رجل قوي ضخم.

"" الحكاية ""

يروي بعض الرواة أن (بابا درياه) كائن من الجن العتاة مرعب مخيف كان يتسلل إلى مراكبهم في الفترة ما بين صلاة العشاء وأذان الفجر ويختطف أحد البحارة ليأكله ويعبث في السفينة ليتلفها فتغرق، لذا فإنهم يجعلون في كل سفينة نوبة للحراسة لاتقاء حيله وشروره.
ويقولون إنهم كثيرا ما سمعوا حركته على ظهر السفينة وأرعبوه بصوت المناشير والمطارق كي يهرب.
وهناك رواة آخرون يقولون إنه من المردة العفاريت وإنه يعيش في لجج البحر وكان يظهر على هيئة إنسان بشع مخيف الخلقة، يسمعون صياحه من بعيد في عرض البحر وكأنه غريق، فإذا أنقذوه سرق طعامهم وربما أتلف سفينتهم، وان استفرد بأحد البحارة قتله.
وبين هذا المشهد وذاك فإن أشد ما يخيف البحارة أن يقعون فريسة لبابا درياه فيقتنصهم ويقتلهم، وقد اعتاد بابا درياه مغافلة البحارة والغدر بهم بأن يأتيهم من الخلف فيقبض على رقابهم ثم يرتمي واياهم في البحر فيأكلهم.
أما الجديد في موضوع بابا درياه أن كثيراً من الرواة أكدوا انه كان يظهر في المدينة أيضا، بين الأزقة وفي الأحياء المختلفة، بعيدا عن البحر، وكان يقتنص ضحاياه في عتمة الليل إذا ما ظفر بهم، ولكنه كما يروون لا يدخل البيوت بل يقتنص الضحايا خارجها.
وقد يسكن بابا درياه في المقابر وفي الخرائب وفي البيوت المهجورة، فيتصيد أبناء الليل ممن يرتادون هذه الأماكن لفعل المعاصي والمنكرات.

"" الوقاية منه ""

أهم وسيلة للوقاية منه هي قراءة القرآن الكريم وبالأخص آية الكرسي والمعوذات، ثم ذكر الأدعية والأذكار المخصصة لطرد الجن والشياطين، وأهم من ذلك الطهارة الدائمة.
الوسيلة الأخرى هي أنهم يجعلون في كل سفينة نوبة للحراسة بها اثنان أو ثلاثة بحارة مهمتهم إخافته، فإذا سمع الحراس صوت (بابا درياه) تصايحوا (هاتوا الميشاره والجدوم) أي المنشار والقدوم فإذا سمعهم هرب.
وهناك وسيلة ثالثة استخدمها بعض المستعربين ممن وفدوا للمنطقة وهي (الحرز) وهي تمائم كانوا يضعونها في لفائف ويخفونها في قلائد جلدية أو فضية، أو أساور جلدية تربط على الذراع.

"" في اللغة ""

إذا لم نأخذ معنى بابا بمعنى الأب، فإن أقرب المعاني إذن إلى المعنى المقصود هو المقيم بالمكان: أباء بالمكان: أقام به، أباء مكانا: أنزل فيه، أباء الشيء أو بالشيء إليه أو عليه: أرجعه.

يقال أن بابا درياه قد تكون انتقلت من الأساطير الهندية أو الفارسية إلى شرق افريقيا ثم انتقلت إلى الخليج من شرق افريقيا، لذا فقد احتفظت باسمها الأعجمي (بابا درياه).
وقد تناقلها الإماراتيون لأنها تناسبهم، وذلك للتسلية وللترهيب، خاصة لارهاب البحارة الجدد حتى لا يتمادوا في تغيير ربابنتهم والانتقال من واحد إلى آخر كما جرى العرف بينهم، وكذلك لإخافة أبنائهم الصغار حتى لا يذهبوا إلى البحر بعد العشاء. وقد تكون الرواية الثانية أقرب إلى الصحة لتركزها في مخيلة الصغار أكثر من البحارة أنفسهم والذين اعتبروها بدعة يمكن أن تعالج في حالة صدقها بالأدعية وقراءة سور من القرآن الكريم.

للجميـــع خالص الود والاحترام..

منقوووول للرعب والفائده