:046n: :046n: :046n: :046n: :046n: :046n: :046n: :046n:
تحملني نسائم الشوق الى أيام ماضية ،
وأتلهف الى حضن أمي الغالية ، أضع على صدرها رأسي الصغير ،
وتغني في أذني نغمات أنشودة قديمة ، عن سفينة كبيرة ، تجوب بحرا عظيما،
وعليها رجال شجعان ، يخوضون غمار موجها العالي ،
وتمسح على شعر رأسي ، وتضمني الي صدرها الحاني ،
ثم تطبع قبلة على خدي الصغير الرقيق ،
ثم تكمل أنشودتها عن البحر ،
وتخبرني عن عاصفة هائجة ، اطاحت بهم يمينا وشمالا،
ثم تتحطم سفينتهم على شاطئ مهجور،
لم ينجو منهم إلا شاب واحد ، يحمل في نفسه إرادة صلبة ،
وعزيمة قوية ، ثم أرفع وجهي الصغير نحو وجه أمي ،
فأراها تنظر الى نافذة بيتنا القديم ، وعبرها ترى السماء الواسعة،
وكأنها تعيد شريطا مصورا ، لأحداث مرت ،
وامسكت بطرف يدي الصغيرتين بعباءة امي التي على راسها ،
واقول لها وانا متلهف والفضول يعتصرني
"وماذا حدث بعد ذلك يا أمي؟"
فتنزل رأسها وتنظر ناحيتي وتقول والبسمة على وجهها ،
"وعاش الشاب القوي على ما يجده في الجزيرة النائية ،
ويقتاد مما يصيده ، حتى مر عليه شهران ،
ويصارع الوحوش للبقاء ، لقد كان رجل تعلم فنون الرجولة صغيرا،
وابحر في عباب بحر الحياة قبل ان يبحر في عباب بحر الأرزاق،
حتى جاءت سفينة ذات يوم ، ورست بقرب الجزيرة ،
فجرى الشاب ناحيتها ، وكأنه يجرى ناحية نبع الروح ، وإكسير الحياة"،
ومسحت أمي على رأسي مرة أخرى ، ثم انزلت يديها الجميلتين على وجهي ،
وتنفخ عليه وكانها تقرأة المعوذتين ، ثم تحلق في وجهي ، وكأنها تسترجع أيام قديمة ،
"ثم ماذا حدث يا أمي ؟ أخبريني " ،
فينير وجهها أبتسامة واسعة ، وهي ترى تلهفي وفضولي ،
"ثم جاؤا به الى هنا ، وكان حديث القرية عن شجاعة شاب صغير ، يعيش وحدة على جزيرة نائية ،
ويصارع الوحوش ، حتى جاءه الفرج "،
وأمسكت أمي برأسي الصغير ، ووضعته على فخذها ، ثم غطت وجهي بعباءتها ، وهي تهدهدني ،
فإذا برائحة العود والبخور ، تخترق انفي الصغير ، واتذكرها جيدا ، فهو عطر أمي ورائحتها،
وأغمضت عيني فقد تسلل النوم الى عيني الصغيرتي ، وهممت ان انام ، وإذا بقطرة من ماء ساخنة ،
تسقط على جبيني لتوقظني فجأة ، فأرفع عباءة أمي وأراها ، تبكي في صمت ، ودموع عيناها تنحدر على مهل ،
مخافة ان توقظني ،
فقلت لها " ماذا بك يا أمي ؟"
قالت :" لا شئ يا ولدي" ،فقلت:" لما تبكين إذا ؟" ،
قالت :" تذكرت شيئا حزينا؟" ،
قلت :" وما هو يا أمي؟" ،
قالت :" تذكرت الشاب الشجاع الذي عاش بالجزيرة وحده؟" ، قلت :" لما تبكين إذا لقد كانت قصة جميلة يا أمي ؟"،
ونظرت الى وجهي مرة أخرى ،
ثم طبعت قبلة على جبيني ، وكأن ورود الدنيا كلها جاءت تقبلني ، فرائحتها ملأءت صدري وانفي،
ثم قالت :" لقد كانت قصة حقيقية يا ولدي ؟" ،
فقلت :" واين ذلك الشاب الشجاع يا أمي؟" ،
فخف بريق أبتسامتها،
وأجلستني على فخذها ناحية مرآة قديمة معلقة على جدار الغرفة
وقالت :" تراه في هذه المرآة يا ولدي ؟" ،
فالتفت ناحية المرآة فإذا انا جالس على فخذ امي ، ودموعها تسيل وتلمع كأنه لؤلؤ منثور،
وقالت :" كان الشاب الشجاع يا ولدي هو ابوك الذي توفي ولم يراك ، وها انت تحمل ملامحه في وجهك "،
فاستدرت ناحية امي وحضنتها بقوة ،
ودفنت راسي بين صدرها ، وكأني ادفن راسي في حقل من الورود والعطور ،
وأعود الى زمني هذا ، لأتذكر كلماتي أمي ، ورائحة أمي ، وهمس أمي ، ودمعة أمي، واتمنى لو أني أجد رائحتها ، فقد كنت ابحث عن " لمسة عطر" منها ،تعيدني الى الوراء مرة اخرى ،
منقوووووووووووول .
التي تحمل مشاعر الام وجمالها
مشكوره اختي
الجاسوسه على
القصه الطيبه
وننتظر منج المزيد
تحياتي لج
ومشكوووووووووور مديرنا على مرورك المميز والمستمر والدائم
وسلااااااااااامي لك سلااااااامي……….
وربي يعطيج الف عافيه,,,
الله يوفقج ويعطيج العافيه………………..
وبصراحه ننتظر كل جديد …………………
ومشكووووورة على مرورج المميز اختي………
وسلااااااامي لج الغلااااااا……
وعلى مرورج الغاااااااوي……..
وسلااااااااامي الحار لج سلاااااااااامي………….