تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصة فتاة

قصة فتاة 2024.

لم نكن فقط ابنتي خالة ، بل كنا أختين و صديقتين ، زميلتين في المدرسة ، جارتين في المنزل ، رفيقتي عمر !

هكذا نشأت أنا و ابنة خالتي التي ولدت بعد ولادتي بثلاثة أيام ، دائما معا كتوأمين !

الأقارب و اجيران و الأصدقاء … الزميلات و المدرسات … الجميع في كل مكان كان يرانا مقترنتين ببعضنا البعض في كل مكان …

كنت متعلقة بها تماما كتعلقها بي ، تقاسمنا الأسرار … الضحكات … الدموع … الطعام … و حتى الملابس !

لم يكن لدي فستان جديد أرتديه في حفلة خطوبة صديقتنا صفاء ، تفحصت خزانتي جيدا و لم أجد فيها ما يناسب . شعرت بالغيظ الشديد ! لا يمكن ألا أحضر هذه الحفلة !

اتصلت مباشرة بلبنى و أخبرتها بأنني لا أجد فستانا مناسبا ! و كان جوابها : ( تعالي و اختاري أحد فساتيني الجديدة التي أحضرها والدي مؤخرا ! )

و لأن حجمينا كانا متقاربين كثيرا ، بدا الفستان الذي اخترته غاية في الجمال و الأناقة على جسمي .

و ذهبنا سوية لتلك الحفلة . و كم كانت رائعة ! كل شيء كان رائعا و كانت عبارات الإعجاب بأناقتي تحيط بي من كل جانب ، ما أشعرني ببعض الزهو و قليل من الغرور !

و انتهت الحفلة الجميلة و دعوت ابنة خالتي لبنى للمبيت في بيتي .

في تلك الليلة تحدثنا كثيرا عن الزواج …

كنا فتاتين مراهقتين لا نفهم شيئا في مثل هذه الأمور … و لكن خطوبة صفاء فتحت أعيينا البريئة على أمور لم تكن تخطر لنا على بال …

كانت هي المرة الأولى التي نتكلم فيها عن الزواج و شعرنا ببعض الخجل في البداية و لكننا لقربنا الشديد من بعضنا البعض سرعان ما تفتحت أفكارنا و مشاعرنا لبعضنا البعض … و اعترفت !

( أنا أتمنى أن أتزوج من ابن خالتنا أمين ! )

ضحكت لبنى من أمنيتي في البداية فغضبت منها و تشاجرت معها و بكيت ثم تصالحنا و نمنا بسلام !

أمين كان هو الشاب الوحيد في عائلتنا الذي يكبرنا سنا . لا أظن أن هناك شيء ما يميزه عن غيره و لكنه كان
( الرجل ) الوحيد الذي احتككت به … و لم يكن في ذلك الوقت قد تجاوز الثالثة و العشرين بعد !

بعد أسبوعين من حفلة صفاء … تفاجأت بأول عريس يطرق الباب !

لقد كان شقيق صفاء الأكبر . والدة صفاء قد أعجبت بي ( و قد يعود الفضل لفستان لبنى ! ) و جاءت تحدث والدتي عن الأمر !

كان حدثا رهيبا عجيبا في حياتي لم يسبق لي المرور بمثله … أنا أتزوج !؟ ألا تبدو نكتة سخيفة !

لم أحمل الموضوع محمل الجد … و دعوت نفسي للعشاء في بيت خالتي في اليوم التالي و بادرت باخبار لبنى عن الأمر … ثم أخذتنا موجة عاتية من الضحك !

( أرأيت يا لبنى ! يبدو أنني كنت أجمل مما اعتقدت ! )

( لا تنسي الفستان الذي أعرتك إياه ! لو ارتديته أنا لكان العريس من نصيبي ! )

ضحكنا و ضحكنا … و انتهى الأمر … إلى أنني لازلت صغيرة … و لست أهلا للزواج في الوقت الحالي ، و صرف العريس صرفا مهذبا .

بعد سبعة أشهر من هذا الحدث … بدأت المشكلة .

أمين … خطب لبنى !

كنا نتناول أطباق التحلية بعد العشاء حين أخبرتني والدتي بأن شقيقتها أم أمين قد خطبت لبنى يوم الأمس …

لم أستطع ابتلاع قطعة الكعك التي كانت في فمي … أخرجتها في المنديل و سألت أمي : ( أمين خطب لبنى ؟ )

كان الذهول واضحا على وجهي و سألتني أمي : ( ألم تخبرك ؟ )

لا لم تخبرني ! لا بد أنها ستخبرني ! بالطبع هي تفكر في إخباري ! ربما تأتي غدا لتتناول الغذاء معي … و تخبرني … و ننفجر ضحكا … و ينتهي كل شيء !

لكن أي شيء لم ينته !

بل بدأ …

اتصلت بها بعدما يئست من انتظار اتصالها لإبلاغي … و حاولت ألا أوجه السؤال مباشرة … لكني انتهيت الى قول : ( هل صحيح النكتة التي سمعتها من أمي ! أمين طلب الزواج منك !؟ )

بدت خجلى و مترردة في كلامها على غير العادة …. كل شيء تغير منذ تلك اللحظة … و إلى الأبد .

لم أكن أتخيل … أنني أملك هذه المشاعر الأنثوية … لم أكن أدرك أنني كنت إمرأة … لا طفلة تداعب لعبتها !

أمين … خطبها هي … و لم يخطبني أنا !

لا يمكن أن تقبل هي بذلك ! فقد كانت تسخر من أمنيتي بالزواج منه ! إنه لا يثير اعجابها … لم تقل أنه يعجبها و لا يمكن أن تقبل الزواج منه !

كانت هذه هي الأفكار التي تسيطر علي طوال الوقت .

لبنى وافقت على الخطبة و بعد أيام قليلة ستقام حفلة صغيرة لهذه المناسبة !

ماذا عني أنا ! كيف أسمح لهذا أن يحدث ؟

لماذا بدت لبنى غريبة عني ؟

انتهزت احدى الفرص قبل الخطوبة و قلت لها : ( هل تذكرين ليلة حفلة صفاء ؟ لقد بت معي في غرفتي ! أتذكرين ما كنا نتحدث عنه ؟ )

أجابتني و هي تحاول تغيير الموضوع : ( كنا نتمازح ! )

ثم استأذنت للقيام ببعض شؤونها اللازمة قبل الحفلة .

و حان موعد الحفلة ، و كان علي أن أحضر … فأنا التوأم المرافق دوما للبنى … و توقع الجميع أن أرتبط في وقع قريب و أن نتزوج في نفس اليوم !

كم كانت جميلة في فستان الحفلة …

كم تبدو الفتيات جميلات و رائعات في حفلات الخطوبة ! هل سأبدو كذلك أنا أيضا ؟

بعد خطوبتها لم تعد لبنى كما كانت .

لم أعد استطيع الإجتماع بها الا قليلا … كانت دائما مشغولة مع خطيبها و من أجل الإعداد للزواج .

كنت أراها وهي خارجة الى أو عائدة من نزهة مع خطيبها . لقد سرقها مني تماما .

حالتي النفسية تدهورت كثيرا و بدأ جسمي يهزل . بدت الحياة تعيسة في نظري . بدأت أكثر من الذهاب للحفلات و الأعراس هروبا من كآبتي . و في أحد الأيام اتصلت بلبنى اسألها إن كانت ستذهب معي لأحد الأعراس فاعتذرت لكونها مرتبطة بموعد مع خطيبها .

( حسنا ، ما دمت لن تذهبي معي فهل لا أعرتني فستانا جديدا أرتديه ! فقد حضرت مناسبات كثيرة مؤخرا و ارتديت كل ما لدي ! )

لبنى أجابت : ( آسفة ! يجب أن أحتفظ بملابسي الجديدة من أجل الزواج كما تعلمين ! )

بعد ذلك اليوم … بدأت الغيوم تتكدس فوق سمائي بكثافة … غيوم سوداء … داكنة …

بدأت أشعر بغيرة لم يعرف لها قلبي معنى ذات يوم ….

لم أدع أي لقاء بيني و بين لبنى يمر … إلا و أحدثت شجارا بسبب أو بدون … و لجأت لكثير من السخرية و الاستهزاء بها و بعريسها … و كثيرا ماذكرتها بأنها كانت تضحك منه … فكيف تقبل الزواج منه بغباء ؟

لبنى بدأت تتضايق مني و من أسلوبي الجديد في معاملتها و وصفتني بأنني لازلت طفلة كما كنت … و تدهورت علاقتنا كثيرا … للحد الذي رفضت معه حضور زفافها نهائيا .

أنجبت لبنى طفلها الأول … ثم الثاني … خلال الخمس سنوات التالية .

كنت ألتقي بها صدفة حين أزور خالتي ، و لم أكن أتحدث معها .

كنت أراقبها و هي تمارس دور الأمومة و أشعر بالغيظ الشديد … فأنا لازلت كما كنت . لو أنني قبلت الزواج من شقيق صفاء … لكان ….

و عندما ينتقل الحديث عن الشؤون الزوجية و الأمور النسائية فإنها كثيرا ما كانت تقول :

( أخبركن بالأمر لاحقا على انفراد ) تقصد في عدم وجودي أنا فقد كنت الوحيدة العزباء بين الموجودات .

أمين بدا الآن أكثر رجولة … و تضاعف إعجابي به … كما تضاعف حقدي على لبنى لأنه حظيت به …

قررت أن أوقع بينهما بأي شكل من الأشكال ….

و هداني شيطاني لطريقة بشعة … لم أتخيل أنني سأستخدمها ذات يوم … و خصوصا مع من كانت توأم طفولتي و صباي ….

كنا في خالتي أم أمين … نتبادل الأحاديث ، و لبنى مشغولة بطفليها … و أمين في الحديقة يعتني ببعض الأشجار …

تظاهرت بأنني منصرفة الى البيت ، و تعمدت ترك حقيبتي حيث كنت أجلس ، و بقيت والدتي و شقيقتيها و ابنة خالتي مشغولات بالحديث … و خرجت أنا للحديقة حيث أمين ….

كان منهمكا في تنظيم مجموعة من الزهور … اقتربت منه و قلت بصوت أنثوي شديد النعومة :
( أمدك الله بالعافية يا ابن خالتي ! كم أنت ماهر في تنسيق الأشجار ! تبدو بديعة جدا ! )

أمين ارتبك … و تلعثم قليلا ثم تمتم بعبارات الترحيب و الشكر …

قلت بمكر : ( هل لا نظمت لي باقة صغيرة من هذه الورود … وفقا لذوقك ! )

بدا أكثر اضطرابا و خجلا ، و اختار خمس وردات جميلة و قدمها إلي …

أخذتها بدلال ، و شكرته بحرارة …

عدت للداخل و أنا أحمل الزهور الجميلة … و أقول : ( لقد نسيت حقيبتي ! )

الجميع نظر للزهور في يدي ، و أمي سألتني عنها فقلت بخبث : أهدانيها ابن خالتي !

و رمقت لبنى بنظرة سامة و ابتسمت ابتسامة خبيثة …. رأيت الشرر يتطاير من عينيها …

إذن فقد نجحت !

شعرت بها تراقبني و أنا أخرج … و تطل من النافذة لتراني و أنا أقبل نحو أمين قبل مغادرتي ، و أمد إليه بإحدى الزهور قائلة : ( احتفظ بهذه ! )

التورتر نشب في علاقة أمين و لبنى بعد هذه المكيدة … و زدت الأمر اشتعالا … حيث أخذت أتصل ببيت أمين و حينما تكلمني لبنى أقول : ( أرغب بمحادثة ابن خالتي لأمر خاص )
و في أحيان أخرى أقفل السماعة بمجرد سماع صوتها .

و عندما كان أمين يرد ، كنت أحدثه بدلال بأي موضوع يخطر ببالي لحظتها …

أمين بدأ يتضايق من اتصالي و يشعر بالخطر يهدد علاقته بزوجته ، لذا قال لي ذات مرة :
( من الأفضل ألا تتصلي بي … فلبنى تتصور أمورا … )

علمت أنني أصبت الهدف فقلت ببراءة مصطنعة :
( أية أمور ؟ ! إنك ابن خالتي ! )

قال :
( نعم و لكن … أصدقيني القول … ماذا تريدين ؟ )

سأل مباشرة و دون مقدمات ، الأمر الذي جعلني أرد مباشرة و دون مقدمات أيضا :
( ماذا أريد ؟ … أريدك أنت ! )

اكتشفنا بعدها أن لبنى كانت تتصنت على مكالمتنا من سماعة أخرى لأن صوت اقفال سماعة ما قد دوي بآذاننا …

أقفل أمين بعدها السماعة ….

و كانت هي آخر مرة أسمع فيها صوته …

خرج أمين و لبنى من بيتهما متوترين بعد شجار حاد … أصرت لبنى على الذهاب لأمها ذلك الوقت ربما كانا ما يزالان يتشاجران بعنف حين اصطدمت بهما سيارة أخرى … و انتهى شجارهما للأبد … تاركين طفلين يتيمين …..

بعد أربع سنوات أخرى … طرق باب بيتنا العريس الثاني …

و الذي كنت أنتظره منذ سنين ….

رفضته …

و رفضت أن أربط حياتي بأي رجل …

سأقضي ما تبقى من عمري في رعاية الطفلين ….

ما تبقى لي … من توأمي الراحل …

——————————————————————————–

مشكككككككككور اخوي ابو عويمر
مشكوررررررر اخوي على القصة
مشكورين ع المشاركة واقول اخوي sv6 ترا انا الي كاتب الموضوع مب بو عويمر
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.