بالله عليكم كم تسمعون من المجازر التي تحصل في الطرقات على النساء؟! إذا ذهبن من آخر الليل إلى أعمال بعيدة عن بلادهن إلى بلد آخر مسافة قصر أو أكثر ثم ترجع في آخر النهار وكثيرا ما يعترضها الأخطار الكثيرة فهي مهددة من ناحية عرضها والسطو عليها، مهددة من ناحية سلامتها، وكم حصل من الحوادث المروعة التي يذهب فيها كثير من النساء، وهذه عقوبات من الله سبحانه وتعالى للمسلمين لعلهم ينتبهون، لعلهم يرجعون، لعلهم يتركون المرأة وعملها الشرعي اللائق بها ولكن أين من يعتبر؟ أين من يتعظ؟! أين من يفيق؟!
والسبب في هذا أن عمل المرأة خارج بيتها فيه طمع دنيوي دراهم، ولذلك نرى الناس أو كثيرا من الناس يلهثون وراء هذه الدراهم ويتركون نساءهم يخرجن إلى هذه الأعمال رغم ما يترتب عليها من الأخطار؛ لأن فيه دراهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذه الدراهم تكون ثمنا لكرامة المرأة وعزتها ومكانتها، وثمنا لعملها الذي لا يقوم به غيرها.
بالله عليكم أليس كثير من شباب المسلمين الآن المؤهلين بالشهادات العالية معطلون من الأعمال لأنهم لا يجدون وظائف؟ فلماذا تتنادى تلك الأصوات بتوظيف وإشغال المرأة والرجال لا أحد يلتفت إليهم ولا أحد ينادي بمشكلتهم؟! إلا أنها خطة ومكيدة مدبرة من عدو الإسلام والمسلمين تلقفها من أبناء المسلمين من في قلبه مرض، أو فيه شك، أو فيه ضعف إيمان فصار ينادي بذلك وينعق، فهم ينعقون بأصوات غيرهم كالببغاوات ولا يفكرون في أن هذه الأصوات ضدهم، وأنها تطعن في نحورهم وفي مجتمعهم أفلا يتقون الله؟! ألا يرجعون إلى عقولهم؟! ألا يرجعون إلى تفكيرهم؟! لأنهم يزعمون أنهم مفكرون، وأنهم مثقفون أين الثقافة؟ وأين الفكر؟ إنها ثقافة متعفنة وفكر منحرف على هؤلاء أن يتوبوا إلى الله، وأن يرجعوا إلى صوابهم وأن يكونوا دعاة للخير بدل أن يكونوا دعاة للشر.
أيضا ينادون بإزالة الفوارق بين الرجال والنساء في المجالس، وفي المكاتب، وفي الانتخابات وفي المجالس البلدية وفي الغرف التجارية وغيرها أن تكون المرأة إلى جنب الرجل سافرة عن فتنتها وعن زينتها متبرجة ينادون بهذا؛ لأنهم يعلمون أن هذا سلاح فتاك في المجتمع، فالله حرم الاختلاط ولذلك حتى في مواطن العبادة المرأة إذا صلت مع الرجال تكون خلفهم، ولو كانت وحدها ولا تصف مع الرجال لما في ذلك من الفتنة، فإذا كان هذا في موطن العبادة فكيف بموطن العمل وكيف بالاختلاط؟ إذا كان هذا في موطن العبادة ومع رجال صالحين يعبدون الله ويذكرون الله أمرت ألا تختلط بهم بل تكون خلفهم.. فكيف بمخالطتها لرجال ليسوا على هذا المستوى من الدين والعقل، وليسوا على مستوى من الورع؟!
والمرأة فاتنة حتى لأتقى الناس النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) ويقول صلى الله عليه وسلم: (فاتقوا النساء فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) فالأتقياء عليهم خطر فكيف بمن دونهم من ضعاف الإيمان إذا اختلطت بهم وخلت معهم في المكاتب أو غيرها؟! أما يتقون الله سبحانه وتعالى؟ أما يخافون من العقوبات التي حلت ببني إسرائيل بسبب نسائهم وتمردهن على شرع الله عز وجل؟
إذا كان الله جل وعلا يختار للمرأة أن تبقى في بيتها وتصلي في بيتها ولا تخرج إلى المسجد للصلاة فكيف تخرج للعمل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن) بيوتهن خير لهن، يعني صلاتهن في البيوت خير لهن من صلاتهن في المساجد، فإذا كان بيت المرأة أفضل من المسجد لأداء الصلاة فكيف بالعمل الدنيوي الذي تخرج له طامعة فيما وراء ذلك من الدراهم، أو يطمع بذلك وليها ويغريها بذلك حتى تأتيه بالدراهم دون نظر إلى ما يعترضها من الخطر في عرضها وفي عفتها فليتق الله هؤلاء.
ينادون بقيادة المرأة للسيارة، ولا ينظرون إلى ما يترتب على قيادة المرأة للسيارة من المحاذير، المرأة إذا سلمت السيارة صارت حرة ليس لوليها عليها كلام ولا سلطة بل تخرج من بيتها بالليل والنهار تشغل سيارتها وتذهب ويركب معها من شاءت من الرجال، وربما يقف لها رجال يركبون معها، إما بالاختيار وإما بالقهر يركبون معها ويعترضون لها لأنها ليس معها من يحميها وهي امرأة ضعيفة أليس هذا كافيا في الخطر من قيادة المرأة للسيارة؟!
إنها تخرج عن رقابة وليها، وأنها تكون حرة في الخروج متى شاءت، وأنها قد يتصل بها الأشرار وهي على فراشها ثم تخرج إليها وتشغل سيارتها وتستقبلهم ويستقبلونها، أما يخشى المسلمون من هذا؟! هل هذا بعيد؟! هذا والله واقع وكثير، المرأة مع أنها تحت رقابة وليها تحت نظر الرجال تعلمون ما حصل من المشاكل فكيف إذا أعطيت الحرية ومكنت من سيارة تقودها، أرأيتم لو حصل لها حادث في الطريق من الذي يتولاها؟!
يجتمع عليها الرجال والمرور والسائقون من غير محارمها في هذه الحالة الحرجة، إذا حصل عطل في سيارتها أليست تذهب إلى محل إصلاح السيارات وحدها؟! ومحلات إصلاح السيارات لا تخلو من ذئاب البشر. فالمحاذير في هذا كثيرة جدا فعلى المسلمين أن يتنبهوا لهذه المكائد، هم لا يقصدون أن المرأة تقود السيارة مجرد قيادة، وإنما يقصدون ما يترتب على قيادتها من المفاسد هم يقصدون هذا فلننتبه لمكائدهم، ولا ننخدع بدعايتهم المضللة، وأن المرأة بحاجة إلى قيادة السيارة، وأن قيادة المرأة للسيارة أولى من أننا نستقدم سائقا أجنبيا .. يا سبحان الله.. استقدام السائق الأجنبي أكثر ضررا من قيادة المرأة للسيارة؟! نعم.. استقدام السائق الأجنبي فيه ضرر ولكن ضرر قيادة المرأة للسيارة أشد وآكد، وكما هي القاعدة أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وارتكاب أخف الضررين واجب لدفع أعلاهما، فليفكر هؤلاء.
يطالبون أن تخرج المرأة في وسائل الإعلام مع الرجال أمام الشاشات وفي الاستوديوهات، والله يعلم ما يحصل في تلك المحلات من الخلوة، ومن المضاحكة ومن الممازحة ومن المخالطة ثم يظهرن أمام الناس في هذه الشاشات، أو تظهر أصوات النساء في وسائل الإعلام فماذا يحصل؟!
المرأة إذا خلت مع رجل واحد أو ظهرت أمام رجل واحد سافرة والضرر محصور بينهما لكن إن ظهرت في وسائل الإعلام صار الضر على جميع الأمة على من يراها ومن يسمعها فالضرر كبير بوسائل الإعلام فعلى المسلمين أن ينتبهوا لذلك، وأن ينتبهوا لكيد عدوهم، وأن لا ينخدعوا بهذه الدعايات، وإذا أصلح الغرب وضع نسائهم ورجعوا بنسائهم إلى جادة الصواب ساغ لهم أن يتكلموا، أما أن يتكلموا ونساؤهم ضائعات مضيعات ويظنون أن الإسلام هضم حق المرأة فهذا تعام عما هم عليه، وإلصاق ذلك بالمسلمين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون (118) ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليمِ بذات الصدور(119) إن تمسسكم حسنةِ تسؤهم وإن تصبكم سيئةِ يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيطِ (120)} [آل عمران].
*عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء.