الوسم: الـــدّمَـــل

الـــدّمَـــل

من أهم ما أدخله ملاحو الخليج العربي قديماً على بناء سفن الغوص والسفن التجارية الكبيرة هو تثبيت الشراع والصواري وذلك للاستفادة من هبوب الرياح الموسمية والمحلية في أثناء رحلاتهم البحرية، وقد أطلقوا مسمى (دقل) على صاري السفينة، أي العمود الذي ترفع عليه الأشرعة عند الإبحار.

وقد صنع أهالي الإمارات والخليج عامة الدقل في الأصل من جذع النخيل، وبعد تطور صناعة السفن ودخولها في مهنة التجارة مع الهند وسواحل أفريقيا، تم استيراد أخشاب النارجيل والساج القوية لصناعة الدقل منها.

تحكّم ال (قلاليف) أي صناع السفن في الخليج في طول وقصر وحجم ونوعية (الدقل) حسب السفينة التي يصنع لها، وكذلك حمولتها. وكان لبعض السفن الكبيرة (دقلين) اثنان على الأكثر للاستفادة القصوى من الرياح، وكذلك من التيارات المائية على مدار العام في أثناء انتقال السفينة من موقع إلى اَخر. وفي حال انكسار دقل السفينة يسارع النوخذا ب (البندره) بالقرب من أي (بندر) قريب لإصلاح الدقل الذي انكسر بسبب العواصف الشديدة، والسفينة غالباً لاتحمل دقلاً احتياطياً حيث يقوم البحارة أنفسهم باصلاح الدقل حتى لو لم يكن بينهم (قلاف)، ويتم هذا في سفن الغوص التي لا تخرج عن نطاق الخليج العربي، أما تلك التي تسافر إلى الهند وزنجبار وجنوب أفريقيا فكان لابد من وجود (قلاف) ماهر على ظهر السفينة لتفادي مثل هذه العوائق التي من شأنها أن توقف حركة السفينة الذي قد تترتب عليه أضرار أخرى جسيمة. •