سطرت صفحاتي بأحرفي، وبأسلوبي الخاص , أنقل حقيقة لا تتحدث سوى عني أنا، أنا الطفلة … البريئــة .. التي حرمت من الحب والحنان ..، أصبحت لا أفرق بين السعادة والحزن ,الموت و الحياة.
والدي : هو الذي كان يعطيني الامل بحياتي .. فلن أنسى تلك اللحظات الجميلة التي كنت أقضيها معـه .. لانه كان همه الوحيــد هو ارضائي وأن أعيش .. حياة جميــلة .. لكن للاسف والدي لم يكن معي في جميع لحظات حياتي , لانه كان دائم السفر من حين الى آخر .. كنت دائماً أتمنى لو يبقى شهر متواصـل عندي دون سفر …
في بيتي ومدرستي .. كنت أجد الكثيرون من البشر .. لكن لم أهتم لهم .. وكأنهم يمرون كنسمة هواء من حولي ..لحظة .. الهواء يساعديني لكي أتنفس لكن .. للاسف البشر لم يساعدونني بشئ ..سوى المعــاناة المستمرة ..
في يوم وانا في مدرستي .. أتت إلي فتاة تتحدث الي ,لكني لم أقبل أن أتحدث معها .. وحينما بدأت الحديث معي .. لم أسمع لها .. ولم أعيرها أي أهتــــمام… , فقابلتها بنظرة كره عابرة وخرجت…
مضت الأيام وأنا أُسمِع تلك الفتاة كلاماً قاسياً و أتهمها بأشيـاء .. هي بريئة منهــا .. وأسمعها كلمــات جارحــة ..، في كل مرة تساعدني ولا تهتم لكلامي .. ، كنت أقابلها بكل ما هو سيء … بكل وسائل الشتم .. ، ورغم ذلك لم تعبأ بكلامي وإهاناتي….، بل تزداد حباً لي كل يوم…
بعد كل هذا راجعت نفسي لأوّل مرة، لأتذكر كل ما قامت به من أجلي ولماذا هي تعاملني هكــذا .. وهي لماذا .. ليست مثل هؤلاء الذين حولي .. ولماذا وهبتني التقدير والاحترام رغـم تصرفاتي البشـعة معها … ، فشعرت بلذة الأمر ومرارة ما أذقته لهذه الإنسانة العظيمة ، فوجدت أن ليس كل البشر يتصفون بالكذب والحقــارة ، فأنا لم أرى من هذه الفتاة سوى كل خير ، حتى أصبحت لها شاكرة وعاشقة…
وقررت بأن أذهب إليها في يوم من الايام لأشرح لها سبب تصرفي هذا لعلها تسامحني وتعذرني، فقد أصبحت في نظري إنسانة عظيمة…
أتى ذلك اليوم، رأيتها من البعيد أنسانة عظيمـة … عندما أقتربت منها .. أصبحت الكلمات تنساب من شفتي ولا أدري من أين تأتي .. وكأني نسيت قلبي الذي يحمل الكراهيـة والحقـد .. وأصبحت الوم نفسي على ما فعلته مع تلك الانسانة العظيــمة .. فعلمت ان ليسوا جميع البشر واحــد ..
لا أيها البشر، منكم من هو كاذب ويستحق أن أكرهه، ولكن عذرا فما كان ظلمي وما كان كرهي سوى لضعفي وجهلي…
كلمات مؤثرة فعلا
ومشاعر مرهفة
سلمت يمناج يالغلآ
والله يعطيج العافية
لآتحرمينا يديدج
تحياتي