أكدت مصادر إعلامية وأمنية أفغانية مقتل نحو 12 مدنيا في الهجوم الذي نفذه الجيش الأميركي يوم الاثنين غربي البلاد، في حين أكد الجيش أن جميع القتلى من المسلحين. يأتي ذلك في وقت تستعد الإدارة الأميركية لإرسال 17 جنديا أميركيا لأفغانستان في إطار تغيير للإستراتيجية الأميركية المتبعة في المنطقة.
ووفقا لقائد الشرطة بالمنطقة الغربية إكرام الدين ياوار فإن القتلى بالهجوم الذي استهدف خياما للبدو بالضواحي الشرقية لمدينة هرات عاصمة إقليم هرات، هم ست نساء وطفلان بالإضافة إلى ثمانية رجال.
وقال ياوار إن محققا في الشرطة الأفغانية عثر على قطع لبنادق "أي كي 47" قرب الخيام، كما عثرت الشرطة على مركبتين مسروقتين قرب المنطقة المستهدفة.
غير أن وكالة رويترز قالت إن عدد الضحايا المدنيين في الهجوم الأميركي بلغ 12 مدنيا بينهم طفل واحد.
ونقلت الوكالة صورا لأشلاء مشوهة وهي كل ما تبقى من العديد من الأشخاص الذين قتلوا في خيام البدو وأجزاء من جيف حيوانات نفقت بالغارة أيضا وجثة طفل.
بدوره قال الجيش الأميركي إن قواته استهدفت قائدا للمسلحين اسمه غلام يحيى أكبيري وأتباعه في "هجوم دقيق"، وأكد أن ما يصل إلى 15 مسلحا مشتبها باتصالهم بيحيى قتلوا في الهجوم.
وقال الجيش في بيانه إنه لا توجد تقارير رسمية في الوقت الحالي تفيد بسقوط ضحايا من المدنيين، "إلا أننا في حصولنا على تقارير مؤكدة فإننا نتعامل مع تلك التقارير بجدية شديدة ونحقق فيها مع نظرائنا من الأفغان".
وأثارت قضية استهداف القوات الأجنبية للمدنيين الأفغان حنق المواطنين، في حين حث الرئيس الأفغاني حامد كرزاي هذه القوات على توخي مزيد من الحذر لتجنب الخسائر في أرواح الأبرياء، كما أدت في أحيان كثيرة إلى اندلاع احتجاجات واسعة في أنحاء البلاد.
بعد أكثر من سبع سنوات لم تنل القوات الأميركية والدولية من طالبان (الجزيرة-أرشيف)
ويأتي هذا الحادث قبل يوم من إعلان الأمم المتحدة عن مقتل 2100 مدني في أفغانستان العام الماضي، بزيادة نسبتها 40% عن عدد القتلى المدنيين عام 2024.
ووفقا للأمم المتحدة فإن من بين 2118 مدنيا قتلوا في 2024 سقط 1160 منهم بأيدي مسلحي حركة طالبان بينهم 725 قتلوا في تفجيرات انتحارية أو عبوات ناسفة مزروعة على جوانب الطرق، في حين لقي 271 مصرعهم في عمليات اغتيال.
زيادة القوات
وفي تطور آخر أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أقر أمس الثلاثاء إرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان من أجل تحقيق الاستقرار هناك، وذلك في إطار تغيير للإستراتيجية الأميركية المتبعة في المنطقة.
وحسب المتحدث باسم البيت الأبيض فإن أوباما وقع على قرار إرسال هذا العدد الكبير من القوات الإضافية بحلول الصيف المقبل.
وقال أوباما في بيان مكتوب إن قرار زيادة عديد القوات الأميركية في أفغانستان ضروري وجاء بناء على توصيات وزير الدفاع روبرت غيتس من أجل استقرار أفغانستان الذي لم يحظ بالأهمية الإستراتيجية والموارد الذي يتطلبها الوضع على وجه الاستعجال.
يشار إلى أن أميركا تنشر حاليا 38 ألف جندي بأفغانستان، وتنوي رفع هذا العدد إلى 60 ألفا خلال الأشهر المقبلة في ضوء توجه الإدارة الجديدة التي تعتبر ذلك البلد ساحة رئيسية في الحرب على ما يسمى الإرهاب.
واشنطن تسعى لزيادة قواتها أملا بالسيطرة على مقاتلي طالبان (الفرنسية)
وكان مصدر عسكري أميركي بأفغانستان قد كشف في وقت سابق أن ثلاثة آلاف جندي وصلوا مؤخرا للمنطقة بدؤوا مهامهم القتالية عمليا لتحقيق الأمن في اثنتين من أكثر الولايات الأفغانية اضطرابا، وهما ولايتا وردك ولوغر.
يذكر أن تقريرا أعده المعهد الأميركي للسلام الممول من قبل الكونغرس كان قد دعا إلى ضرورة أن تتركز المساعي الجديدة لتحقيق الاستقرار بأفغانستان على زعماء العشائر، وتوفير تدريب أفضل للقوات والشرطة الأفغانية وحث كابل على محاربة الفساد.
ودعا التقرير الذي جاء تحت عنوان "تأمين أفغانستان" إلى اتخاذ الخطوات السريعة لمعالجة الأخطاء المرتكبة في الحرب على هذا البلد منذ الإطاحة بحكم طالبان عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
المصدر
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0….htm%20ط§ظ„ط¬ط²ظٹط±ط©
ربي يحفظج