تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » إذهبْ إلى الخادمة

إذهبْ إلى الخادمة 2024.

إذهبْ إلى الخادمة

الكاتبة :هناء الحمراني

خليجية

تقضي في المدرسة خمس ساعات يومياً في أفضل الحالات..وعندما تعود إلى منزلها..تستقبل أطفالها المتعطشين للقائها..يتعلقون بها. كالمجانين..يصرخون ويبكون ويشكون..
إنها مرهقة..مرهقة لدرجة أنها لا تستطيع تحمّل ضوضائهم..لا تمتلك طاقة لملء دلوها الفارغ من معين العاطفة..
وتصرخ غضبى منادية الخادمة:
– خذي هؤلاء ليناموا..
****

سهْرة الليلة عند زميلتها..نادت الخادمة:
– أعطيه عشاءه ثم أدخليه لينام..لا تفتحي الباب لأي أحد غريب..مفهوم؟

****

– أمي..أنا جائع..
– اذهبْ إلى الخادمة..
– أمي..أريد تبديل ثيابي..
– أوووه.. اذهبْ إلى الخادمة..
– أمممي..أريد أن أجلس معك..
وتدفعه بقوة:
– اذهبْ إلى الخادمة..

****

كنت قد هدأت قليلاً بعد موجة غضب ورعب وبكاء قد أصابتني..ثم عدت لثورتي هذه وأنا أكتب هذا المقال..
فيلم التقطته (كاميرا) المراقبة لمنزل أم عاملة تركت أطفالها الصغار مع الخادمة..
كلا..لن أتحدث عن هذا (الفيلم)..سأخبركم عن قصة تلك الطفلة التي بُترت قدماها نيجة انتقام الخادمة..
لا..لا..هناك قصص أكثر رعباً..سأحكيها لكم..
هل أنتم بالفعل متعطشون لمعرفة هذه القصص..ربما تعرفون قصصاً أكثر إرهاباً وإيلاماً من القصص التي أود روايتها لكم..

****

في مجلس نسويّ..صرخت ربة المنزل:
– نيني..تعالي وخذي السفرة..
تأتي(نيني) وتلملم السفرة بتذلّل..تقلّب أم علي عينيها..تزمزم أم ناصر شفتيها..ترفع أم محمد رأسها..وتخرج نيني بالسفرة..ويبدأ تقطيع لحمها وتوزيعه بين الحاضرات!!
– أكلن أموالنا..
– عقّدْن أبناءنا..
– أذهبْن البركة من منازلنا..
وتقوم إحداهن بتقليد خادمتها ساخرة منها..ويعج المجلس بالضحك..وصغارهن بين أيديهن في غرفة مجاورة..هذا إذا لم تكن هؤلاء الأمهات قد تركن أبناءهن مع الخادمات في المنازل..

****

اسمحوا لي أن أعود لموجة غضبي..حاولوا أن تتقبلوا ذلك..لماذا ننجب الأبناء؟
ليكن السؤال موجهاً لنا معشر النساء..من أين جاء هؤلاء الصغار؟ أهم من حجر أم قطعة من أكبادنا؟
سعادتنا أين نجدها؟ في تحقيق ذاتنا من خلال خروجنا للعمل.. وليُصفع أبناؤنا..وليُركلوا.. وليُضربوا..وليُقاسوا الألم والرعب مع من قد لا تخاف الله فيهم؟
-أصابعك ليست متساوية..كذلك الخادمات..منهن بنات الحلال..
– صحيح..وهل كلهن كذلك..
– مرة تصيب..ومرة..تخيب..
– رحماك ربي..وهل أبناؤنا قطعة من النقود نلقي بها بين أيديهن..فإما أن تعود..أو لا تعود؟
هل هم رخيصون لدرجة المساومة بهم من أجل أننا(مللنا من جلسة المنزل-نريد أن نكتفي من الناحية المادية لكي لا يذلنا الرجال بأموالهم-نريد أن نحقق طموحاتنا وأحلامنا في ميادين العمل لبناء جيل رائع من أحلامنا).

إن كنا -ولا بد- فاعلين..فلنفكر قبل الخروج إلى العمل بأننا:

مسؤولون أمام الله عن هؤلاء الصغار..عن كل أذية تُمارس ضدهم في غيابنا..عن كل ألم نفسيّ يحدثه بعدُهم عنا..
فلنتق الله في هؤلاء الصغار..
(ومن يتق الله يجعل له مخرجاً)

أرجو منكم الصفح للهجتي الغاضبة..ولكن من أجل تلك البراعم العذبة..تلك القلوب البريئة..من أجلها كان هذا الغضب..

البنفسجه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعك رائع
اذهب الي الخادمه شوو كيف بدو يشعر الطفل بحنان امو
اذهب الي الخادمه اذن الخادمه امو
اذهب الي الخادمه ليش خلفتيه اذا الخادمه بدها تعملو كل شي اطعميه وتلبسه وتنيمو وتعملو كل شي
اذا مشغوله وعارفه حالها انها ما راح تقدر تربي اولادها ليش خفلتهم
خلفتهم للخادمه يعني
موضوعك رائع
تحياتي الك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تواجدكِ هو الأروع عزيزتي … Haia Nasir
بوركتِ على حضوركِ المميز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.