احذر العشق
احذر العشق
د . عائض القرني
اياك وعشق الصور , فإنها هم حاضر , وكدر مستمر من عادة المسلم بعده عن تأوهات الشعراء وولههم وعشقهم وشكواهم الهجر والوصل والفراق , فإن هذا من فراغ القلب
{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً }
﴿الجاثية: ٢٣﴾
وأنا الذي جلب المنية طرفه [] فمن المطالب والقتيل القاتل
والمعنى : إنني أستحق وأستأهل ما ذقت من الألم والحسرة ؛لأنني المتسبب الأعظم فيما جرى لي .
وآخر أندلسي يتباهى بكثرة هيامه وعشقه وولهه , فيقول :
شكا ألم الفراق الناس قبلي [] فإني ما سمعت ولا رأيت
ولو ضم بين ضلوعه التقوى والذكر وروحانية وربانية لوصل إلى الحق , ولعرف الدليل , ولأبصر الرشد , ولسلك الجادة :
{ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ }
﴿الأعراف: ٢٠٠﴾
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }
﴿الأعراف: ٢٠١﴾
إن ابن القيم عالج هذه المسألة علاجا شافيا كافيا في كتابه ( الداء والدواء )
أو ( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ) فليرجع إليه .
إن للعشق أسبابا , منها :
1 – فراغ القلب من حبه سبحانه وتعالى وذكره وشكره وعبادته.
2 – إطلاق البصر , فإنه رائد يجلب على القلب أحزانا وهموما :
{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ }
﴿النور: ٣٠﴾
النظرة سهم من سهام إبليس .
وأنت متى أرسلت طرفك رائدا [] إلى كل عين أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر [] عليه ولا عن بعضه أنت صابر
3 – التقصير في العبودية , والتقصير في الذكر والدعاء والنوافل .
{ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ }
﴿العنكبوت: ٤٥﴾
أما دواء العشق , فمنه :
{ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }
﴿يوسف: ٢٤﴾
1 – الانطراح على عتبات العبودية , وسؤال المولى الشفاء والعافية .
2 – وغض البصر وحفظ الفرج
{ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ }
﴿النور: ٣٠﴾
{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ }
﴿المعارج: ٢٩﴾
3- وهجر ديار من تعلق به القلب , وترك بيته وموطنه وذكره .
4 – والإشتغال بالأعمال الصالحة :
{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا }
﴿الأنبياء: ٩٠﴾
5 -الزواج الشرعي
{ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ }
﴿النساء: ٣﴾
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا }
﴿الروم: ٢١﴾
[ يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ]
الراوي: – المحدث: ابن تيمية – المصدر: المستدرك على المجموع – الصفحة أو الرقم: 4/140
خلاصة حكم المحدث: صحيح