استخدام نسيج الخد لترميم قرنية العين 2024.

نجح الأطباء أخيرا في استخدام الطبقات الرقيقة من نسيج الخد لترميم سطح القرنية وإعادة البصر للأشخاص المصابين بالعمى نتيجة تلف هذا الجزء الضروري من العين. وقام الباحثون في جامعة أوساكا اليابانية, بزرع الطبقات الرقيقة من خلايا الخدّ على قرنية العين لأربع مرضى مصابين بحالة مؤلمة ونادرة من أمراض العيون. وأوضح الأطباء أن هؤلاء المرضى الذين كانوا يعانون من زوغان وتشوش البصر، تمكنوا من الرؤية بصورة جيدة بعد ذلك وبقيت قرنياتهم صافية ونظيفة وسليمة لأكثر من عام بعد العملية, مشيرين إلى أن هذه النتائج قد تصعّد إمكانية زراعة أنسجة ذاتية لترميم أي تلف يحدث في الجسم. وأشار الباحثون إلى أن القرنية هي طبقة محددة من الخلايا تتواجد على سطح العين، وتصاب بالتلف نتيجة مرض أو إصابات رضّية، لذا فان بالإمكان سحب خلايا من عين سليمة وتنميتها في أطباق مخبرية لإنتاج قرنية جديدة أو زراعة قرنيات كاملة في أعين المرضى بعد إزالتها من أشخاص متبرعين ماتوا بسبب حوادث معينة لم تؤذِ عيونهم, منبهين إلى أن هذه الطرق لا تنجح في حال أصيبت كلتا العينين بتلف شديد بسبب حادث أو مرض. ولفت فريق البحث إلى أن الأربعة مرضى الذين أجريت لهم الجراحة الجديدة باستخدام نسيج الخد، مصابين بمتلازم ستيفنز-جونسون، وهي حالة مرضية مؤلمة تسبب غباش القرنية وجفاف العيون, ولم تكن لديهم قدرة على تجديد خلايا القرنية بصورة طبيعية. وقام الباحثون بسحب 3 ملليمتر مربع من نسيج الفم داخل الخد وتنميته إلى طبقات رقيقة في المختبر, باستخدام تقنيات خاصة منخفضة الحرارة لفصل الطبقة الرقيقة جدا من كل مستنبت ثم زراعتها في أعين المرضى, حيث التصقت طبقات الخلايا على سطح العين دون الحاجة إلى الخياطة وتطورت إلى نسيج يشبه في عمله ومظهره القرنية السليمة. وأشار العلماء في مجلة /نيوانجلاند/ الطبية, أن هذه التقنية أعادت للقرنية شفافيتها مما حسّن من حدة البصر بعد العملية بشكل ملحوظ عند المرضى الأربعة المذكورين, وبقيت القرنية الجديدة سليمة وشفافة خلال 14 شهرا هي فترة المتابعة, دون إصابة أي من المرضى بمضاعفات أو تأثيرات جانبية. وقال هؤلاء إن بالإمكان استخدام خلايا الفم والخد من المرضى أنفسهم لتقليل خطر الرفض المناعي لديهم وإعادة حاسة البصر إلى نفس قوتها السابقة.