اليوم أطرح موضوع جديد ، لعله يكون تذكرة لكل غافل وغافلة ، فهو يستحق الاهتمام ، كيف لا وهو عماد من أعمدة البنيان ، إذا ضاع أو أصيب بخلل انهار بنيان كيانك أيها المسلم ، وكان هناك صدع وشرخ يصعب الوئام .
أظنكم عرفتم ما أقصد ياإخوتي / و أخواتي في الله
إن النبات لا بد لوجوده على وجه الأرض من المطر ، مع العلم بأن المطر ليس جزءا من النبات ، ولكنه شرط لوجوده ….. وكذلك الصلاة لا بد لوجودها في حياة المسلم ، مع العلم بأنها ليست جزءا منك يا ابن آدم ، ولكنها شرط لتدل عليك بأنك مؤمن ؟!
والصلاة موجودة في ديننا الحنيف ، وهيه فرضت على جميع الأقوام بكل الديانات السماوية السابقة ، مع تفاوت كيفيتها حسب كل زمان ومكان ، وبما أننا نعلم بأن الدين جاء ناسخا وشاملا لكل الأديان السماوية ، فحق أن تفرض علينا صلاتنا ، وقد ميزنا عن بقية الأديان بأننا أمة وسط ففرض علينا خمس صلوات باليوم ، وقد علمنا رسول الحبيب – صلوات ربي عليه وأفضل التسليم – ، كيفية أدائها وشروطها ونوافلها بما يتمم علينا أعمالنا وليتقبها الله بوجه حسن ، كما أنه قال – عليه الصلاة والسلام – " لقد جعلت الأرض مسجدا والتراب طهور " وبهذا نكون ميزنا عن بقية الأديان السماوية .
إن للصلاة شروط لصحتها ، لكي يتقبلها الله بوجه حسن ، وترفع للسماوات العلى ، فلا تغفل عنها أيها المسلم والمسلمة ، وألخصها بما يلي : –
[move=up]* الطهارة
وتتلخص في طهارة الثوب والمكان والبدن والقلب
* العلم بدخول الوقت
إما بسماع الآذان للمقيمين أو بتوقيت النهار والليل للمسافرين
* ستر العورة
وهي للمسلم ما بين الصرة والركبة ، وللمسلمة كل جسدها ما عدا الوجه والكفين
*استقبال القبلة
وذلك يتم أيضا عن طريق معرفة بوضع الشمس بالنهار [/move]
ولقد توعد الله لتارك الصلاة بالعذاب ، في الدنيا والآخرة فقال عزوجل في كتابه الكريم " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون "
فإياك أخي المسلم …… أختي المسلمة من ترك الصلاة ، فإن نسيت أو غلبك الشيطان وألهاك بالدنيا فسارع بالاستغفار والوضوء و صلاة صلاتك التي فاتتك ، فهي دين عليك لا يسقط منك ، والله سائل عنها يوم القيامة ، وإن كنت خائف من عدو أو قاطعين الطريق في حرب أو سفر فل تصلي على راحلتك ، ولك الحق بالقصر والجمع ، ولك الحق بالتلفت خوف من العدو ، فالدين يسر وليس عسر ، واعلم بأن لا عذر لك بتركك صلاتك رحمك الله ، فما الفرق بين المسلم والكافر إلا بالصلاة ؟!!! ……..
وللصلاة فوائد وحكم منها ما هو ظاهر ، ومنها ما هو غائب عنا ، ومنها ما هو في علم الغيب نرى البشرية بدأت باكتشاف العظمة فيها ، فإليكم أحبتي في الله بعض فوائد الصلاة ، ومدى حرمان تاركها من خيرها ؟! …
إن الصلاة هي شفاء للناس من أمراض نفسية وعصبية وجسدية فقال الله تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، فهي شفاء من الهم والحزن والخوف والحسد والسحر وهي مران للعضلات و العظام و وقاية من الأمراض وتزيد المناعة كما إنها مفرغ للشحنات الكهربائية الزائدة في الدماغ حيث تنتج هذه الشحنات الزائدة نتيجة نشاط العقل البشري و عند وضع جبينك ويديك على الأرض عند السجود تفرغ تلك الشحنات ، وهي أيضا أكثر لحظة يكون فيها العبد أقرب ما يكون بين يدي ربه والدعاء فيها مستجاب فتأملوا رحمكم الله ، وهنا تشعر بحلاوة الإيمان فأنت بين يدي الله خاشعا متذللا مكسورا تستجلب رضاء الله عليك ؟!!
كما إنها وقاية للمجتمع من الأوبئة ، سواء المعنوية أو المادية ، لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ومن لم تنهاه صلاته عن فعل المنكرات ولا النواهي فليعلم بأن في صلاته خلل ، فلا يمكن أن تصلي أيها المسلم وأنت تلعن وتسب وتشتم وتقذف المؤمنات وتأكل مال اليتيم والربا وتغش وتكذب وتشهد الزور وتتجسس وتغتاب وتظلم نفسك وأهلك ووطنك ودينك ، ولا يمكن أن تصلي أختي وأنت تنمي وتغتابي وتتطفلي وتعصي ولي أمرك وتغضبي والديك وتفرطي في نفسك وتضيعي وقتك وتبذري مالك وتستمعي للأغاني ، فاتقوا الله في أنفسكم و أهلكم و دينكم وراجعوا وحاسبوا أنفسكم فيما فرطتم فيه .
ولها فوائد على الصعيد الشخصي والجماعي ، أما عن الصعيد الشخصي فهي تفريج لهم و إزاحة للكربة وتوسيع بالرزق وبركة في الأهل ، أما على الصعيد الجماعي ففيها تجمع للرجال و الولدان ، وزيادة في الروابط الإنسانية والاجتماعية وإلغاء الفروق بالمجتمع المسلم وتفقد للمسلمين وأمورهم ، ناهيك عن دور المساجد في التعليم والقيادة والسياسة والقضاء .
إلى هنا أترككم جميعا في أمان الله ، على أن القاكم في موضوع جديد باذن الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم في الله
الغاية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد
أخي الكريم / hajwalh
أشكرك أخي الكريم على مرورك وعافاك الله في دنياك وآخرتك .
وأشكر كل من قرأ الموضوع وفضل أن يمر عليه كالنسمة الباردة .
أترككم في حما الرحمن
أختكم في الله
الغاية