بعد صدق النوايا، يأتي صدق العمل، وهنا لابدّ من القول إن أية تسوية تقف عند حدود الكلام، وتعيد عقارب الساعة إلى الوراء، لن تصمد، ولن تكتب لها الحياة، ذلك أن المسائل الموضوعة اليوم على المحكّ، ليست بالنظرية أو الكلامية، أو مجرد آراء ورؤى شخصية، بل إن هذه المسائل من شأنها رسم مصير المنطقة العربية بأسرها، ومن ضمنها وفي قلبها الخليج العربي، لأنها تتعلق بأمن هذه المنطقة ومستقبلها، وبالنظرة إلى واقعها ودورها وتطورها، وأية رؤية لا تأخذ هذه العناصر في الحسبان، وتتخذ الخطوات العملية انطلاقاً من الفهم الدقيق لها، إنما هي مضيعة للوقت والجهد، ويبقى السؤال الذي تحدّد الإجابة عليه الموقف من هذه الأمور كلها: هل ستعمل المنطقة لخدمة نموها وتطورها وصنع مستقبل أفضل لأبنائها، أم ستكون عرضة للخطر الدائم بسبب انتماء حزبي هنا أو أيديولوجي هناك؟ وهل سنجتمع في الخليج على ما يزيدنا قوة ومناعة، أم سنستسلم لمصالح ضيقة، رأينا جميعاً ما يكفي من نتائجها المريرة في أكثر من بلد من حولنا؟
Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:”Calibri”,”sans-serif”; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;}