خطباء الجمعة يحذرون من الإسراف في الماء والكهرباء
حذر خطباء الجمعة ليوم أمس من الإسراف في استعمالات المياه والكهرباء، مشيرين إلى أن المسلم يتميز بالوسطية والاعتدال في كل شيء، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا مجافاة، ولا إسراف ولا تضييق، وإنما اعتدال وتوازن في الأمور كلها، ومن هنا جاء تحذير الإسلام من الإسراف، لأنه مجاوزة الحد أيا ما كان، قال الله سبحانه وتعالى: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين».
وقالوا إن من نعم الله سبحانه علينا نعمة المال،وقد أمرنا أن نستعملها وفق ما جاء في شرع الله تعالى من خلال اكتسابها وإنفاقها، ولذلك نهى الإسلام عن إضاعة المال فيما لا فائدة منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال وكثرة السؤال» وقد وجه القرآن الكريم إلى الإنفاق بدون إسراف وأثنى على عباد الرحمن بأنهم يلتزمون منهجا وسطا بين الإسراف والتقتير، قال عز وجل: «والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما».
وذكر الخطباء أن من مظاهر الإسراف التي تعاني منها المجتمعات الإسراف في استخدام المرافق الحيوية التي تقوم عليها حياة الناس في هذه الأيام من ماء وكهرباء ونحو ذلك، فالماء قوام الحياة، وقد قال الله تعالى فيه: «وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون»، فينينبغي علينا أن لا نسرف في استعماله، ولا نهدره فيما لا يعود علينا وعلى مجتمعنا بالنفع والفائدة.
ولقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الإسراف في استعمال الماء حتى في الوضوء، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسعد رضي الله عنه وهو يتوضأ فقال: «ما هذا السرف؟» فقال: أفي الوضوء إسراف؟ قال: نعم، وإن كنت على نهر جار».
وقالوا إن المتأمل في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يلحظ بوضوح أنه كان يقتصد في استعمال الماء في طهارته، وإن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة، مؤكدين على أن الكهرباء لا تقل أهمية عن الماء، فقد أصبحت في عصرنا من ضرورات الحياة، وأصبحت عماد الصناعات بشتى أنواعها وأشكالها، لذلك نحن مدعوون لاستعمالها في الحدود التي نحتاجها.
وعدم تجاوز هذه الحدود، فلا نترك الأضواء أو المكيفات مشتعلة بغير داع، ولا نسرف في الإنارة، بل نجعلها على قدر الحاجة مؤكدين على أهمية التعاون مع الجهات الرسمية التي تدعو إلى ترشيد الاستهلاك في الانتفاع بالمرافق الحيوية هو أمر مطلوب شرعا لأنه من باب التعاون على المعروف، والخير كل الخير في الترشيد والاعتدال حفاظا على مستقبل أجيالنا.
أبوظبي ـ إبراهيم السطري
ربي يحفظك