تاريخ النشر: 24-نوفمبر-2009
خطبة عِيدُ الأَضْحَى الْمُبَارَكُ:10ذي الحجة 1445هـ الموافق : 27/11/2009م
الخُطْبَةُ الأُولَى
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا
والحمدُ للهِ كثيراً وسبحانَ اللهِ وبحمدهِ بكرةً وأصيلاً،
وأشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لاَ شريكَ لهُ القائلُ سبحانَهُ:( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )([1])
وأَشْهَدُ أَنَّ سيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِنْ خلقِهِ وحبيبُهُ القائلُ صلى الله عليه وسلم:
« إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ »([2])
اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ،
ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.
عبادَ اللهِ : فِي هذَا الصَّباحِ المشرقِ وفِي هذَا اليومِ العظيمِ يجتمعُ المسلمونَ فِي كُلِّ مكانٍ
علَى طاعةِ الرَّحمنِ, يسألونَهُ فيعطِيَهُمْ, ويدعونَهُ فيستجيبَ لَهُمْ,
ويستغفرُونَهُ فيغفرَ لَهُمْ, ويرفعُونَ أصواتَهُمْ بالتَّكبيرِ والتَّحميدِ والتَّهليلِ,
فيُجزلَ لَهُمُ العطاءَ, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
« أَحَبُّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ»([3])
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَللَّهِ الحمدُ
اللَّهُ أَكْبَرُ، إنَّ هذَا الاجتماعَ علَى طاعةِ اللهِ يذكِّرُنَا بالمودةِ والمحبَّةِ الَّتِي تجمعُ بينَنَا,
وتؤَلِّفُ بيْنَ قلوبِنَا, وتوحِّدُ صفوفَنَا, وتؤكِّدُ علَى قيمِ الاتِّحادِ الَّذي ننعَمُ بخيراتِهِ,
فالقلوبُ متسامِحَةٌ والأَكُفُّ متصافِحَةٌ، قَالَ صلى الله عليه وسلم :
« مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ
مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى »([4]).
أيُّها الجمعُ المباركُ: الواصلونَ يصلِهُمُ اللهُ, والرَّاحمونَ يرحمهُمُ الرحمنُ,
والمحسنونَ يجازيهُمُ اللهُ علَى إحسانِهِِمْ, فبرُّوا آباءَكُمْ, وصِلُوا أرحامَكُمْ,
وأَحْسِنُوا إلَى جيرانِكُمْ, وارحَمُوا ضعفاءَكُمْ يصلْكُمُ اللهُ برحمتِهِ ورعايتِهِ,
ويباركْ لكمْ فِي أرزاقِكُمْ وأعمارِكُمْ, ويحفظْكُمْ فِي ديارِكُمْ وأوطانِكُمْ,
ويدخلْكُمُ الجنَّةَ مَعَ نبيِّكُمْ وحبيبِكُمْ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الذِي
قالَ :« الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ،
الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ »([5]).
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحمدُ
اللَّهُ أَكْبَرُ، إنَّ اللهَ أنعمَ علينَا فِي هذهِ البلادِ المباركةِ بالأمنِ والأمانِ والرَّفاهيةِ والاستقرارِ,
وهذَا مِنْ فضلِ اللهِ تعالَى علينَا, ثُمَّ بفضلِ جهودِ الحكامِ حفظَهُمُ اللهُ,
وجزاهُمُ كلَّ خيرٍ علَى صنيعِهِِمْ, وقدْ أمرَنَا اللهُ بالشُّكْرِ, ووعدَنَا عليهِ بالمزيدِ,
فالشُّكرُ للهِ علَى مَا أنعَمَ, ثُمَّ الشُّكرُ لولاةِ الأمرِ علَى قدَّمُوا مِنْ خيرٍ للبلادِ والعبادِ,
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ »([6]).
أيُّها المسلمونَ: إنَّ اللهَ شرعَ لنَا مِنَ الأعمالِ الصَّالحةِ
مَا ننالُ به الأجرَ الكبيرَ والفضلَ العظيمَ, ومِنْ ذلكَ التَّكبيرُ مِنْ فجرِ يومِ عرفةَ
إلَى عصرِ آخرِ يومٍ مِنْ أيَّامِ التَّشريقِ, ومِنْ ذلكَ الأضحيةُ,
ففِيهَا الثَّوابُ العظيمُ والمنافعُ الكثيرةُ للفردِ والمجتمعِ, قَالَ صلى الله عليه وسلم:
« مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ بِمَكَانٍ
قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا»([7]).
وهذهِ السُّنَّةُ مرغبٌ فيها منْ نبيِّنَا صلى الله عليه وسلم منْ كلِّ قادرٍ عليها.
اللهمَّ اجعَلْ هذَا العيدَ عيداً سعيداً مباركاً برضَاكَ عنَّا, اللهمَّ احفَظْ حجاجَنَا,
وردَّهُمْ إلَى بلادِهِمْ سالِمِينَ غانمينَ برحمتِكَ يَا أرحَمَ الرَّاحمينَ.
اللهمَّ وفِّقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ مَنْ أمرتَنَا بطاعتِهِ .
نفعَنَا اللهُ وإياكُمْ بالآياتِ والذكْرِ الحكيمِ، وأقولُ قولِي هذَا
وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ فاستغفرُوهُ إنهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.
الخطبةُ الثانيةُ
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ
اللَّهُ أَكْبَرُ كبيرًا والحمدُ للهِ كثيرًا، الحمدُ للهِ الَّذِي بنعمتِهِ تتمُّ الصَّالحاتُ,
وتغفرُ الزَّلاتُ, وترفعُ الدَّرجاتُ, وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لاَ شريكَ لَهُ،
وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ،ِ اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ
وباركْ على سيِّدِنَا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعينَ.
عبادَ اللهِ: أُوصيكُمْ ونفسِي بتقوَى اللهِ حقَّ التَّقوى ومراقبتِهِ فِي السِّرِّ والنَّجوَى,
والعملِ بِمَا يحبُّ ويرضَى, واعلمُوا أنَّكمُ فِي يومٍ عظيمٍ,
فاغتنمُوا ساعاتِهِ بالتَّقربِ إلَى اللهِ عزَّ وجلَّ بِمَا شرعَهُ لكُمْ مِنَ الطَّاعاتِ والقرباتِ,
كصلةِ الأرحامِ وزيارةِ الأصحابِ ومودةِ الجيرانِ
والإحسانِ إلَى الفقراءِ والأراملِ وتفقدُوا أحوالَ اليتامَى وذوِي الاحتياجاتِ الخاصةِ,
وأدخلُوا السُّرورَ والبهجةَ إلَى قلوبِهِم, قالَصلى الله عليه وسلم:
« كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِى الْجَنَّةِ ».
وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى([8]) وأدخِلُوا علَى نفوسِ أبنائِكُمْ وأزواجِكُمْ بَهجةَ العيدِ.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْه،
قَالَ تَعَالَى:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)([9])
ويَقُولُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم :
« مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»([10])
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ،
وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ،
اللهُمَّ إنَّا نسألُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وآجِلِهِ مَا عَلِمْنَا مِنهُ ومَا لَمْ نعلمْ،
ونعوذُ بِكَ مِن الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وآجِلِهِ مَا عَلِمْنَا مِنهُ ومَا لَمْ نَعلمْ،
اللهمَّ إنَّا نَسألُكَ مِمَّا سَألَكَ منهُ سيدُنَا مُحمدٌ صلى الله عليه وسلم
ونَعُوذُ بِكَ مِمَّا تَعوَّذَ مِنْهُ سيدُنَا مُحمدٌ صلى الله عليه وسلم
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ،
اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخَ زَايِدَ والشَّيْخَ مَكْتُومَ وإخوانَهُمَا شيوخَ الإماراتِ الذينَ انتقلُوا إلَى رحمتِكَ،
اللَّهُمَّ أَنْزِلْهُم مُنْزَلاً مُبَارَكًا، وأَفِضْ عَلَيْهِم مِنْ رَحَمَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ،
وَاجْعَلْ مَا قَدَّموا فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِم يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا الشَّيْخَ خليفةَ بنَ زايدٍ وَنَائِبَهُ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ،
وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ،
اللَّهُمَّ اسقِنَا الغيثَ ولاَ تجعَلْنَا مِنَ القانطينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا،
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا منْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَأَنْبِتْ لنَا منْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ وَقَفَ لَكَ وَقْفًا يَعُودُ نَفْعُهُ عَلَى عِبَادِكَ،
اللَّهُمَّ بارِكْ فِي مَالِ كُلِّ مَنْ زَكَّى وزِدْهُ مِنْ فضلِكَ العظيمِ،
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ والثَّوَابَ لِمَنْ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَلِوَالِدَيْهِ،
وَلِكُلِّ مَنْ عَمِلَ فِيهِ صَالِحًا وَإِحْسَانًا،
وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لِكُلِّ مَنْ بَنَى لَكَ مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُكَ ولَوْ كَانَ كمفْحَصِ قطاةٍ،
اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَى دولةِ الإماراتِ الأمْنَ والأمانَ وَسَائِرِ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ.
قومُوا مغفورًا لكُمْ بإذنِ اللهِ تعالَى وكلُّ عامٍ وأنتُمْ بخيرٍ([11])
——————————————-
([1]) الكوثر : 2.
([2]) أبو داود: 1502. صلاة العيد الساعة 7،03 بتوقيت مدينة أبو ظبي
وعلى بقية الإمارات مراعاة فروق التوقيت .
([3]) مسلم : 3985.
([4]) مسلم: 4685.
([5]) الترمذي: 1924.
([6]) الترمذي : 1955.
([7]) الترمذي: 1413.
([8]) مسلم : 2983.
([9]) الأحزاب : 56 .
([10]) مسلم : 384.
([11]) العنكبوت :45.
لتحميل الخطبة بصيغة ملف (Word)
لتحميل الخطبة بصيغة ملف (PDF)
وكــــــــــــــل عــــــــــــــام وأنتــــــــــم بخيــــــــــــــر
ودمتــــــــــــــم بحفــــــــــظ الـــــــــــرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يزاك الله خير ع الخطبه حبّوبنا . .
كفيت ووفيت يعطيك العافيه شيخي ~
ربي يديم المحبه ويوط العلاقات بين الاهل ^^
ويجمعنا واياهم وجميع المسلمين والمسلمات
في جنان الفردوس الاعلى امين يارب العالمين ~
بوركت يمنآك ونسأله الهدايه والمغفره وعيدك مبآرك . .
تقبل مروري ودمت بحفظ الرحمن ورعايته
احترامي / بنت آل علي ~
,،
|
جزاج الله خير بنتوه ع الطله…. نورتي الموضوع الطيب…. بارك الله فيج
ون شاء الله دووووم ها الطلات الغاوية من صوبج يا الملكي
ودمتــــي بحفــــظ الــــرحمن
جزاك الله خير مشرفنا عـ الخطبة ،،
فميزان حسناتك يااارب ،،
ربي يحفظك من كل شر اخوي ،،
آآآآآآآآمين يارب العالمين..وبكل دعوة آآآمين
لكم مثلها وأكثر ولجميع المسلمين
يزااااكم الله خير ياارب ..
السموحة
في حفظ الرحمن