قوم الدسيس عائلة اماراتية مرعبة!! 2024.

التسمية
قوم الدّسيس، والأصل فيها دسّ، والمقصود بها اختبأ، وقد جاءت هذه التسمية من صفة هذه الأسرة التي اعتادت الاختباء والتخفي، فهي دائمة الاختباء، وهو ليس الاسم الحقيقي لتلك الأسرة بل صفتها.

تعريف الأسرة
قوم الدّسيس أسرة إماراتية عاشت حتى منتصف القرن الماضي في حي من أحياء مدينة إماراتية بنمط حياة غريب وطريقة معقدة لا تتفق وحياة الناس العاديين، فقد كانوا غريبي السلوك والأطوار.

الحكاية
يحكى أنه كانت توجد في الإمارات أسرة غريبة الأطوار كانت تسمى أسرة (قوم الدّسيس) وكانت هذه الأسرة غريبة الأطوار..تتسم حياتها بالغرابة، وكانوا في بداية الأمر لا يتعدى تأثيرهم باب الحكايات والأحاديث، حيث لم تكن تربطهم بالناس علاقات مباشرة، ولكن ما لبث هذا الجفاء أن تحول إلى احتكاك مباشر، حتى اصبح لهم تأثير رهيب كان سببا في معاناة الناس وشقائهم.

تقول إحدى السيدات كنا نتحاشى المرور من أمام بيت (قوم الدّسيس) لكن اذا حدث ومررنا من أمامه نحرص كل الحرص على عدم النظر إلى ذلك البيت المرعب، فقد كان مجرد النظر إلى ذلك البيت فأل شؤم وشر.

فقوم الدّسيس كانوا لا يفتحون الباب لأحد بل كانوا ينظرون إلى الناس من فوق الحائط. لفرط طولهم. بنظرات غريبة ومخيفة لا تؤمن الحياة بعدها.

يقول أحدهم:( كان لي صديق مر أخوه من أمام بيت قوم الدّسيس فأحس بأحد ينظر إليه من أعلى حائط البيت فنظر إلى أعلى وهاله منظرهم فوقع مغشيا عليه من شدة الصدمة، ولما مر بعض الأهالي من ذلك الطريق وجدوه ملقى على الأرض فحملوه، وظل لفترة وهو في غيبوبة وكأنه نائم، ثم أفاق فجأة لكنه كان غريب الأطوار وفاقد النطق).

وقد يئست أسرته من علاجه، فقد أخذوه إلى الأطباء والحكماء الشعبيين وحتى المشعوذين لكن دون جدوى، وقيل أنه اصابته لا علاج لها لانه نظر إلى قوم الدّسيس والنظر إليهم يصيب بمس.

أحد الرواة قال إن ما يؤكد أن قوم الدّسيس ليسوا بشرا عاديين أنهم يأكلون فواكه مختلفه في غير موسمها، بل أنهم يتعدون ذلك بأن يأكلوا فواكه بلدان أخرى مثل فارس والهند واليمن دون أن تكون هناك سفن قدمت إلى الميناء من تلك البلدان، وان الناس كانوا يعتقدون بأنهم يطيرون في الليل يصيحون في الأرض ويجلبون ما يشاؤون من بلدان العالم.

وقد اختلفت الروايات عن قوم الدّسيس فمنهم من يرى بأنهم (سحرة) ومنهم من يرى بأن تتلبسهم الجن في أوقات معينة كفترة القائلة وآخر الليل، ومنهم من يرى أنهم انصاف بشر.

يقول أحد الرواة أن قوم الدّسيس يختبئون في البيت طوال اليوم لأنهم لا يحتملون رؤية الناس أو النور، ولكنهم يطيرون في الليل وقد شاهدهم بعض الناس وهم يطيرون.

المفارقة الغريبة في موضوع (قوم الدّسيس ) ما ذكرته أحد الراوايات فقالت: (قوم الدّسيس مب شياطين لكن صايبتنهم ضرورة لأن يدتهم مطوعة تقرا على الناس واستصابوا). وهي تعني انهم بشر عاديون لكن جدتهم ذات علم ودين ويقصدها الناس لفك الضر والسحر، وانها كانت تفك أعمال السحرة وتزيل تأثير الشياطين بقراءة القرآن الكريم وعمل الرقى الشرعية، وانهم اصيبوا بمس الشياطين جزاء اشتغال جدتهم بذلك.

في الختام يتبين لنا أن المغزى الحقيقي وراء خرافة قوم الدّسيس هو التحذير من الأغراب ومن الاحتكاك بهم فقوم الدّسيس أناس أغراب نسبيا عن أهل المنطقة ولا يتصلون بهم بأي صلة قرابة أو صلة دم، ورغم أن جدة قوم الدّسيس كانت بمثابة الملجأ الأخير بالنسبة لسكان الحي والأحياء المجاورة، فقد كانت ذات قدرات فائقة في السيطرة على أعمال الجن وشرور السحرة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم، فقد ابتدع الناس الخرافات لتنفير الناس من هذه الأسرة.

قال لي أحد الأخباريين انه لم يسمع مثل هذه الحكايات عن هذه الاسرة في فترة سكناهم في ذلك الحي، وان جميع ما لفق حولهم ابتدعه الناس فيما بعد، وان الشيء الواضح الوحيد حول تلك الاسرة أنهم كانوا انعزاليين ولا يختلطون بالناس كثيرا، كما أن اشكالهم كانت قبيحة جدا، وكانوا قليلي الكلام.