الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين، وإمام المرسلين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعه إلى يوم الدين، ثم الصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وبعد:
فمعلوم موقف الكفار من الرسل من عهد قوم نوح إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة، وفي هذه الأيام ظهر ما كانوا يضمرونه وإن تظاهروا بالصداقة والتقارب مع المسلمين متمثلاً ذلك فيما أبدوه نحو خاتم الأنبياء والمرسلين وأفضل خلق الله أجمعين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من صور قبيحة ومقالات هزيلة شنيعة تمثُّل بعض الرصيد الذي تكنه صدروهم من الحقد والغل على الرسل وأتباعهم، إنهم قد سبُّوا الله من قبل فالمشركون جعلوا له أنداداً ساووهم به، واليهود قالوا (يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ) [المائدة: 64] وقال قائلهم : (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ) [آل عمران : 181] وقالوا لموسى: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) [ المائدة: 24] والنصارى قالوا: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) [المائدة: 17] (اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ) [المائدة: 73] (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) [التوبة: 30] واليهود قتلوا الأنبياء: (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ) [البقرة: 87] وكفروا بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام فماذا ينتظر منهم بعد ذلك. إن ما فعله الدنماركيون ومن شاركهم أو أيدهم في هذه الأيام في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما هو إلا قليل من كثير (وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) [آل عمران: 118] ولعل فيما حصل مصالح للمسلمين كثيرة (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة:216] ومن ذلك: أولاً: أن المسلمين التفوا حول نبيهم وعرفوا عدوهم فلا ينخدعون بمراوغاتهم. ثانياً: أن من كانوا يدعون إلى التقارب مع الكفار وإظهار الصداقة والتسامح مع الكفار على حساب الدين كما يسمونه تبيَّن لهم الآن غلطهم فلعلهم يرجعون. حتى لقد قال بعضهم بصريح العبارة: إن أهل الكتاب الآن باقون على إيمانهم وأنهم إخوان لنا في الدين مع أن الله سبحانه قد ذكر أن من قال ذلك فحكمه حكمهم قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ) [ الحشر: 11] وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). [المائدة: 51]. ثالثاً: لعل ما حصل من استنكار المسلمين لهذا الحدث كان سبباً للرجوع إلى سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم عملاً بقول الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب: 21] وقوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [الحشر: 7] وقوله النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). وفق الله الجميع لما فيه صلاحهم وصلاح الإسلام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. بقلم : فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء |
||
[/]
وتسلم أخوي على الجهود الطيبة ….
جعلها الله في ميزان حسناتك ….
و بارك الله فيك …