مذبحة رفضت القوات الدولية منعـــ .ــها . 2024.

المصدر: جريدة الخليج ..

– دفع الذبح الذي واصلت آلة الحرب “الإسرائيلية” ارتكابه في لبنان ضد ناسه وأرضه ومنشآته ومقدراته رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى إعلانه بلدا منكوبا وعلى العالم إغاثته وإعادة إعماره ضمن خطة عربية ودولية وسريعة، وناشد السنيورة في كلمة له أشقاء لبنان وأصدقاءه في العالم المسارعة إلى نجدته، حيث تنزل فيه “عقوبة جماعية ليست لها شرعية أخلاقية أو قانونية”، كما طالب بالعمل على وقف فوري وشامل لإطلاق النار في لبنان تحت رعاية الأمم المتحدة. وجاء هذا الإعلان بعد نهار طويل أضافت فيه “إسرائيل” إلى سجلها مذبحة جديدة، استشهد فيها 23 لبنانيا، بينهم 9 أطفال، قضوا جميعا حرقا في غارة استهدفتهم في حافلة صغيرة كانوا فيها، بينما كانوا ينزحون عن بلدتهم مروحين في الجنوب، بعد أن امتنعت قوات الطوارئ الدولية عن إغاثة أهالي البلدة الذين أنذرهم جيش الاحتلال ساعتين للخروج منها. وكان هؤلاء الشهداء بين أكثر من 34 شهيدا لبنانيا سقطوا في مناطق عدة في لبنان جنوبه ووسطه وشماله، جراء الغارات الوحشية التي شنها الطيران الحربي والبحرية “الإسرائيلية”، وطالت أمس مناطق في الشمال وفي منطقة طرابلس، وسقط نحو مائة جريح، فضلا عن التدمير الواسع الذي طال مرافئ وموانئ لبنان وجسوره، حيث أنهى كل الرادارات الساحلية في لبنان، واستهدف نقطة العبور الحدودية مع سوريا، كما دمرت الغارات كامل مقر قيادة حزب الله بطوابقه التسعة، وذلك في معرض التهديد الذي جدده الكيان باستهداف الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بالتصفية، ولم تتورع طائراته عن استهداف مقر العلامة السيد محمد حسين فضل الله، وعن ضرب مكتب القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمد نزال. واستمر العدوان في استهداف الجسور والطرق.

ومن جانبها، واصلت المقاومة ضرب المواقع “الإسرائيلية” في الكيان، واستهدفت صواريخها للمرة الأولى طبريا، وتحسبا من استهداف منشآت حيوية في حيفا، عمد الاحتلال إلى نصب منصة صواريخ باتريوت، للمرة الأولى منذ حرب الخليج في 1990.

وعلى الرغم من كل هذا العدوان واتساعه، إلا أن ضابطا كبيرا في جيش الكيان قال إن “إسرائيل” لا تنوي شن هجوم بري طويل الأمد، وأنها ستكثف عدوانها في الوقت الراهن. وفيما أعلن جيش الكيان على لسان رئيس غرفة عمليات الجيش “الإسرائيلي ” الجنرال غادي ازينكوت أمس أن سوريا ليست هدفا للعدوان الجاري، حددت الحكومة على لسان وزير العدل حاييم رامون إملاءات، اعتبرتها شروطا لوقف إطلاق النار، فقال إن على حزب الله أن ينتشر ما وراء نهر الليطاني، ويجب أن يسلم ترسانته من الصواريخ إلى الجيش اللبناني الذي ينبغي أن يتمركز على طول الحدود الجنوبية، وإذا تم قبول هذه “الشروط” ستوافق “إسرائيل” على وقف لإطلاق النار.

وأمام حدة العدوان واتساعه، شهد لبنان أمس عمليات إجلاء وإخلاء واسعة، قامت به دول عديدة لرعاياها، ما ينذر باستمرار هذه الحرب التي وصفها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالحرب الحقيقية، وشاركه في هذا الوصف وزير الدفاع الروسي سيرجي إيفانوف الذي حذر أمس من سخطر حقيقي” لتوسع النزاع في لبنان إلى دول أخرى في المنطقة.

وبحث وزراء الخارجية العرب في اجتماع استثنائي أمس في مقر جامعة الدول العربية العدوان المتواصل، وصرح وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد حسين الشعالي الذي ترأس الاجتماع أن الوزراء وقفوا في اجتماعهم وقفة تاريخية، فلم يفشل، ولم يتعرض لضغوط خارجية، واتخذوا ثلاثة قرارات.

ومن جانبه، أعلن الأمين العام للجامعة عمرو موسى موت عملية السلام والتسوية في المنطقة، بسبب إطلاق يد “إسرائيل” تفعل بها ما تشاء، ووصف الوضع العربي بأنه يدعو إلى اليأس والإحباط، وأكد ان الجامعة ستلجأ الى مجلس الأمن لوضعه امام مسؤولياته، محذرا من يأس الشعوب.