تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وداااعاً 30هـ

وداااعاً 30هـ 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

وداعاً وأيام بل ساعات ولحظات عامنا الهجري 1445هـ، أزفت الرحيل ونودع عاماً ونستقبل عاماً جديد، وكل يوم نقترب من آجالنا .. وداعاً ونحن أيام هي ساعات حياتنا ، وداعاً ولحظات حياتنا هي أنفاسنا وتوشك أن تنتهي عما قريب.
وداعاً .. والحياة محطة !! وليست مستقر ، وداعاً .. وفي الآية) (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)).
وداعاً والقمر يبدأ صغيراً ثم يكتمل بدراً ثم يعود ويصغر مع انتهاء الشهر
(وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ )
كما أن النهار يبدأ بشروق الشمس وينتهي مع غروبها (إشارة أن لكل شئ نهاية).
وداعاً .. والنبي عليه الصلاة والسلام يقول ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) ، وعندما حضر أبو هريرة الوفاة بدأ يبكي .. وسألوه عن بكاءه .. فقال والله ما يبكيني فراق الدنيا ، وإنما ابكي على العقبة التي تنتظرني وأنا اصعدها ، ولا أعلم في نزولي إلى الجنة أو إلى النار.

وداعاً 30هـ ، وصحائف أعمالنا ترفع إلى الله سبحانه وتعالى ، وهنيئاَ لمن يقول عند تطاير الصحف (فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) ، والحسرة لمن سيردد (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ 25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ)
وعندما سُئل نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام عن أيام حياته ، وهو الذي عاش ألف سنة إلا خمسين عاماً (في الدعوة فقط) .. فأجاب في وصفه لسرعة الأيام وانقضاء العمر (كأني دخلت مع باب وخرجت من الباب الآخر) ، وتلك المرأة في العصور القديمة التي وجدوها تبكي لوفاة طفلها ، البالغ من العمر ستون عاما ، فقالوا لها في الأمم القادمة من يبلغ ستون عاما يُعد شيخا كبيرا عندهم ، فقالت (والله لو علمت أن حياتي ستون عاما فقط لقضيتها في سجدة).

وداعاً .. والحياة ما مضى منها كالحلم ، وما بقي منها أماني.

وداعاً .. والشاعر يقول في أبيات شعره:
انما الدنيا فنــاء ليــس للدنيا ثبـــوت انما الدنيا كبـحر يحتـــوي سمك وحوت
ولقـد يكفيـك منها أيـــها الطالـب قوت ولعمري عن قليــل كــل من فيها يموت
وفي الآية ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ) ..

فما أجمل الحياة في طاعة الرحمن .. وما أجملها في مراقبة الله في كل تصرفاتنا وأعمالنا .. وكلنا ذلك المذنب المقصر.
.. اللهم أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .. وأحسن لنا الختام وأحسن عاقبتنا في جميع الأمور ..
وداعاً 30هـ .. ونحن كل عام إلى الله اقرب ، وبه أعرف ، ومنه أخوف

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

في سنة ست عشرة من الهجرة كان ذلك القرار الميمون بمرسوم عمري طاهر
يحكي طهارة ذلك الجيل الذي رباه النبي خليجية فها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب خليجية
يصدر أمراً أن يتعامل المسلمون بالتاريخ الهجري ويتركوا ما سواه من التاريخ
فغدا التاريخ الهجري هو التاريخ المقدم عند المسلمين، يردون إليه ويصدرون عنه.

وها نحن نقدم الخطى لنعبر عتبات عام منصرم لندخل عاماً جديداً.
وماأعظم أن يدرك المسلم عظمة هذا التاريخ، ولكن هل يكفي هذا وقد انفرط عقد النظام؟!!
كم هو مؤلم أن لا يتجاوز نظر المسلم موضع قدميه،
فهذه هي جماعات المسلمين افراداً وزرافات يحتفلون بميلاد عام هجري جديد،
وهم إذ يحتفلون بذلك نسوا بأمر من أخذوا في احتفالهم هذا؟
هل كان ذلك بأمر من الله تعالى في كتابه العزيز؟ أم بأمر رسوله خليجية؟
أم هم مقتدون بصحابة النبي خليجية؟! إنه لمن الخطأ الواضح أن يقدم المسلمون
على فعل ليس له أصل من كتاب ولا سنة وهذا النبي خليجية
يأمره الله تعالى أن لا يتجاوز وحيه
خليجية اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ خليجية [الأنعام:106]

وقد أمر النبي خليجية أمته بالاتباع ونهاها عن الأحداث
وأن من أحدث حدثاً في الدين فهو الدين فهو مردود عليه
{ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } [رواه البخاري].

ألا أدلك على خير من ذلك كله، وهو خير لك في معاشك ومعادك
فسانضح عليك من طيب النصح، فهل من طالب لأريج المسك ونفحات العطر؟!
أخي: هل تذكرت نعمة الإسلام؟ والتي فاقت كل نعمة
وما أعظمه من ميلاد يوم أن بعث الله نبيه خليجية بدين الإسلام
فأخرج العباد من الظلام إلى النور ومن الضلالإلى الهدى، قال الإمام ابن رجب:
( رحم الله عباده بإرسال محمد – صلى الله عليه وسلم – فأنقذهم من الضلال
كما قال تعالى: خليجية وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ خليجية [النبياء:107]
ولهذا قال الله تعالى: خليجية ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ خليجية [الجمعة:4]

فمن حصل له نصيب من دين الإسلام فقد حصل له الفضل العظيم
وقد عظمت عليه نعمة الله فما أحوجه إلى القيام بشكر هذه النعمة
وسؤاله دوامها والثبات عليها إلى الممات والموت عليها فبذلك تتم النعمة .
كم يمر العام الهجري على المسلمين وأكثرهم لا يتذكر هذه النعمة الجليلة
ولا يلتفت إليها إلا إذا مرَّ عليه راس العام الهجري الجديد
فلا يتذكر ذلك إلا تذكر الغافلين، فما أعظمها من مصيبة.

ثم وانت تتذكر العام الهجري الجديد هل خطر ببالك ذلك المصاب العظيم
والذي زلزل المدينة الطاهرة يوم حدوثه؟
وهو موت النبي خليجية كم وكم من المسلمين لا ينتبهون لذلك
وهو الحدث الذي آذن بأول شرط من أشراط الساعة
نعم لقد ترك النبي خليجية لنا كتاب الله تعالى وسنته الطاهرة
ولكن فقده خليجية له وقعه الخاص على النفوس، هذا أبو الجوزاء
يقول: ( كان الرجل من أهل المدينة إذا أصابته مصيبة جاء أخوه فصافحه
ويقول: يا عبدالله ثق بالله فإن رسول الله خليجية أسوة حسنة ).

إصبر لكل مصيبة وتجلد *** وأعلم بأنًّ المرء غيرُ مخلَّد
واصبر كما صبَر الكرامُ فإنها *** نُوبٌ تَنُوبُ اليومَ تُكشفُ في غد
وإذا أتتك مصيبة تشجى بها *** فاذكر مصابكَ بالنبي محمد

كم تمر على المسلم الأعوام والحال هي هي!! لا يتغير
ولا يتبدل عما هو فيه من غفلة وقسوة في القلب ومعاص بلغت عنان السماء
أوامر الرحمن معطلة وأوامر الشيطان تنفذ انشغل الناس بالمعاصي
فإذا كان العام الهجري الجديد، قالوا: هذا هو العام الجديد، ولكن
أين الجديد من أفعالك؟ أين الجديد من أقوالك؟
ألا يوجد قلب ناه يفكر فيما مضى من العمر وانصرم من الساعات؟!!
قال الإمام ابن رجب: ( العجب ممن عرف ربه ثم عصاه وعرف الشيطان ثم أطاعه:
خليجية أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ خليجية.
لما أهبط ىدم إلى الرض وُعد العود إلى الجنة هو ومن آمن من ذريته واتبع الرسل
خليجية يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي
فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ خليجية..

المؤمنون في دار الدنيا في سفر جهاد يجاهدون فيه النفوس والهوى
فإذا انقضى سفر الجهاد عادوا إلى وطنهم الول
الذي كانوا فيه في صلب أبيهم تكفل الله للمجاهد في سبيله
ان يرده إلى وطنه بما نال من أجر أو غنيةة .
ها هي الأرض تعج بالمعاصي والذنوب وتجأر إلى الله من ذلك
وقد غاب عن القلوب الرقيب والمذكر
فكانت المصائب والويلات التي تجرع المسلم مرارتها
زلازل فيضانات ومجاعات وحروب و**وف بين الحين والآخر
فلا أحد يرعوي ولا مقلع عن الهوى
خليجية ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ خليجية [الروم:41].
قال مجاهد: ( اما والله ما هو بحركم هذا ولكن كل قرية على ماء جار فهو بحر ).

بلاء في بلاء وتمر السنين والشرور في ازدياد،
قال مجاهد: ( إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر
وتقول: هذا بشؤم معصية ابن آدم )
وقال عكرمة: ( دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس
والعقارب يقولون منعنا القطر بذنوب بني آدم )
وقال بعض الصالحين وقد شكى إليه الناس بلاء وقع: ( ماأرى ما أنتم فيه غلا بشؤم الذنوب ).
وقال الإمام ابن القيم: ( ومن آثار الذنوب والمعاصي أنها تحدث في الأرض
أنواعاً من الفساد في المياه والهواء والزروع والثمار والمساكن ).

أما آن لك أن تدرك وأنت تدخل عاماً هجرياً جديداً
أن المعاصي والذنوب سبب من أسباب الذل والمهانة
وكم تاتي المعاصي بتسلط العداء والذل والصغار.

فقد كان من عامة دعاء إبراهيم بن أدهم:
( اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة )
ومن دعاء الإمام أحمد بن حنبل:( اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك ).
أخي: هذه فرصة جديدة لك إن قُدر لك أن تحيا هذا العام الجديد
فليكن لك من نفسك رقيباً، فإن الله تعالى محص عليك أعمالك إن كانت خيراً أو شراً
قال خليجية: { إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط
ويرفعه يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور
لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه} [رواه مسلم].

هل فكرت في أن لا يرفع لك إلا عمل صالح؟
فإن ساعات العمر محسوبة وكل يوم يمضي من حياتك ينقص به يوم من عمرك
يكتب لك فيه ما قلته من قول أو فعلته من فعل خليجية مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ خليجية[ق:18]
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( يكتب كل ما تكلم به من خير وشر
حتى إنه ليكتب قوله: أكلتُ وشربتُ وذهبتُ وجئتُ ورأيتُ
حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير وشر
وأُلقي سائره فذلك قوله تعالى: خليجية يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ خليجية[الرعد:39] ).

كم كان الصالحون يحرصون على احصاء ساعات الليل والنهار
وكم كانوا يشفقون أن ترفع لهم أعمال سيئة، فوا حسرة أهل الدنيا عندما
فاتتهم هذه اللذة، لقد كان إبراهيم النخعي يبكي إلى إمرأته يوم الخميس وتبكي إليه
ويقول: ( اليوم تعرض أعمالنا على الله عز وجل ) وكان الضحاك يبكي آخر النهار
ويقول: ( لا أدري ما رُفع من عملي، يا من عمله معروض على من يعلم السر
وأخفى لا تبهرج فإن الناقد بصير .

قال الإمام ابن القيم: ( إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك
عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها ).
وقال أيضاً رحمه الله: ( أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت
بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها ).

هل فكرت يوماً وأنت تحاسب نفسك كم صعد لك من الأعمال الصالحة؟
من صلاة وصيام وصدقة وقراءه للقرآن وذكر لله تعالى،
إنها الأيام تمر وانه العمر ينقضي قال خليجية: { لا تزول قدما عبد يوم القيامة
حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن عمله فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟
وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه }[رواه الترمذي].

هو عمرك فلا تقضه إلا في الطاعات
حتى يأتيك الموت قال الحسن البصري رحمه الله:
( إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت ثم قرأ:
خليجية وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ خليجية [الحجر:99] ).

كم مضى عليك من السنين؟ كم عمرت من العمر؟
عن أبي هريرة خليجية عن النبي خليجية قال:
{ اعذر الله إلى امرىء أخر أجله حتى بلغ ستين سنة }[رواه البخاري].
وعن وهيب بن الورد قال: ( إن لله ملكاً ينادي في السماء كل يوم وليلة أبناء الخمسين
زرع دنا حصاده أبناء الستين هلموا إلى الحساب أبناء السبعين ماذا قدمتم؟
وماذا أخرتم؟ أبناء الثمانين لا عذر ).
كم من العمر يمضي في غير طاعة الله؟! كم من الساعات تنقضي في اللهو والعبث؟!
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله :
{ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ }[رواه البخاري].

قال الإمام ابن الجوزي: قد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش
وقد يكون مستغنياً ولا يكون صحيحاً، فإذا أجتمعا فغلب عليه ال**ل عن الطاعة فهو المغبون
وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة
فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط ومن استعملها في معصية الله
فهو المغبون لأن الفراغ يعقبه الشغل والصحة يعقبها السقم
ولو لم يكن إلا الهرم كما قيل:

يسر الفتى طول السلامة والبقا *** فكيف ترى طول السلامة يَفعَلُ

يُرَدُّ الفتى بعد اعتدال وصحة *** ينوء إذا رام القبام ويحمل

لقد استخلفك الله في الأرض لينظر جهاد المجاهدين في عبادته وطاعته

فيميز بين أوليائه وأعدائه، قال الإمام ابن رجب:
( كم لله من لطف وحكمة في اهباط آدم إلى الأرض لولا نزوله
لما ظهر جهاد المجاهدين واجتهاد العابدين المجتهدين ولا صدعت زفرات أنفاس التائبين
ولا نزلت قطرات دموع المذنبين ).

لقد أفنينا أعمارننا في حب الدنيا والتنافس في الإستزاده منها والتكاثر في إقتناء حطامها
خليجية أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ خليجية[التكاثر:1-2]،
قال الإمام ابن القيم: ( وأعرض عن ذكر المكاثر به إرادة لا طلاقة وعمومه
وإن كل ما يكاثر به العبد غيره سوى طاعة الله ورسوله وما يعود عليه بنفع معاده
فهو داخل في هذا التكاثر. فالتكاثر في كل شيء من مال أو جاه أو رئاسة أو نسوة
أو حديث أو علم ولا سيما إذا لم يحتج إليه والتكاثر في الكتب والتصانيف
وكثرة المسائل وتفريعها وتوليدها.. والتكاثر أن يطلب الرجل أن يكون أكثر من غيره
وهذا مذموم إلا فيما يقرب إلى الله ).
تمر عليك الأشهر سريعة وكل يوم فيها يطلبك بحظه من الطاعة،
فإن المسلم لا تمضي عليه ساعة من ساعات عمره إلا وهي مشغولة بطاعة مولاه تعالى،
حتى أنه ليمر عليه الصيف فيذكر حال من لا ظل له أو مسكن يؤويه من حر الشمس
ولفحها أو من زمهرير الشتاء وقبل هذا كله يذكره الصيف بشدة نار جهنم
ويذكره الشتاء بزمهريرها، قال الإمام ابن رجب: ( من فضائل الشتاء
أنه يذكر بزمهرير جهنم ويوجب الإستعاذة منها ).

تلك هي حال المؤمنين الصادقين لا تمر عليهم أيام السنة،
إلا وهم قد استزادوا من الصالحات وعمروا أوقاتهم بالطاعات
وإذا أردت أن تعرف أخي أحوال الصالحين فتعال معي:
قدم مسافر فيما مضى على أهله فسروا به وهناك امرأة من الصالحات فبكت وقالت:
أذكرني هذا بقدومه القدوم على الله عز وجل فمن مسرور ومثبور!!

أرأيت أخي المسلم؟ ما أسعد الصالحين بمعرفة مولاهم،
وما أرفع مقامهم بنهلهم من مورد الطاعات ومعين القربات،
فوا حسرتاه على قوم فاتتهم هذه اللذات حتى خرجوا من دار الفناء والممات.

ألا إنما التقوى هي العز والكرم *** وحبك للدنيا هو الذل والسَّقَمْ
وليس على عبد تقى تقيصة *** إذا حقق التقوى وإن حاك أو حَجَمْ

إغتنم مواسم الطاعات وأيام القربات فلا تفوتنك وأنت لاه غافل يمر عليك شهر شعبان
فماذا أديت من الطاعات؟
ويمر عليك شهر رمضان شهر الصبر والقرآن والقيام في أيامه الحسان
فماذا أديت فيه من الطاعات؟ وتمر عليك أشهر الحج أيام زيارة المشاعر المعظمة،
فما الذي قدمته من القربات؟ وهل سكبت الدموع هنالك ونثرت بين يدي مولاك الحاجات؟
قال الأمام ابن رجب: ( هذه الشهور والأعوام والليالي
والأيام كلها مقادير للآجال ومواقيت للأعمال ثم تنقضي سريعاً وتمضي جميعاً
والذي أوجدها وابتدعها وخصها بالفضائل وأودعها باق لا يزول ودائم لا يحول
هو في جميع الأوقات إله واحد ولأعمال عباده رقيب مشاهد،
فسبحان من قلب عباده في إختلاف الأوقات بين وظائف الخدم ليسبغ عليهم
فيها فواضل النعم ويعاملهم بنهاية الجود والكرم،
لما انقضت الأشهر الثلاثة الكرام التي أولها الشهر الحرام
وآخرها شهر الصيام أقبلت بعدها الأشهر الثلاثة أشهر الحج إلى البيت الحرام
فكما أن من صام رمضان وقامه غفر له ما تقدم من ذنبه فمن حج البيت
ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه
فما يمضي من عمر المؤمن ساعة من الساعات إلا ولله فيها عليه
وظيفة من وظائف الطاعات، فالمؤمن يتقلب بين هذه الوظائف
ويتقرب بها إلى مولاه وهو راج خائف. المحب لا يمل من التقرب
بالنوافل إلى مولاه ولا يأمل إلا قربه ورضاه، كل وقت يخليه العبد من طاعة مولاه
فقد خسره وكل ساعة يغفل فيها عن ذكر الله تكون عليه يوم القيامة ترة
فوا أسفاه على زمان ضاع في غير طاعته وواحسرتاه على وقت فات في غير خدمته ).

لقد انصرمت السنين وذهبت الشهور والأيام والكثيرون في غيهم وضلالهم
، أخي، عجل بالرجوعإلى الله فهو نعم المرجع
خليجية أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ خليجية[الحديد:16].

الإنابة الإنابة.. التوبة التوبة قبل حلول الأجل وقطع الأمل قال رسول الله :
{ إن الله عزوجل يقبل توبة العبد مالم يغرغر }[رواه أحمد والترمذي وابن حبان]

وعن طائفة من السلف منهم عمر بن عبد العزيز في قوله تعالى:
خليجية وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ خليجية
[سبأ:54]،

قالوا: ( طلبوا التوبة حين حيل بينهم وبينها ).
ألسنا نرى شهوات النفوس *** تفنى وتبقى علينا الذنوبُ
يخاف على نفسه من يتوبُ *** فكيف يكن حال من لا يتوبُ

قال الفضيل بن عياض رحمه الله لرجل: ( كم أتى عليك؟
قال ستون سنة قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك؟!
يوشك أن تبلغ فقال الرجل: إنا لله وأنا إليه راجعون
فقال الفضيل: من علم أنه لله عبد وأنه إيه راجعفليعلم
أنه موقوف وإنه مسؤول فليعد للمسألة جواباً فقال له الرجل: فما الحيلة؟
قال: يسيرة قال: وماهي؟ قال تحسن فيما بقي فيغفر لك ما مضى
فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي ).
وقال الحسن البصري:
( اتق الله يا ابن آدم لا يجتمع عليك خصلتان سكرة الموت وحسرة الفوت )

أخي المسلم

إحذر موت الفجأة وصرعة الغفلة، فقد جاء أن بعض المتقدمين سكر ليلة
فعاتبته زوجته على ترك الصلاة، فحلف بطلاقها ثلاثاً لا يصلي ثلاثة أيام
فاشتد عليه فراق زوجته فاستمر على ترك الصلاة مدة الأيام الثلاثة
فمات فيها على حاله وهو مُصر على الخمر تارك للصلاة.

أخي في الله

أعاذني الله وإياك من الخواتم الردية، فابك أخي على نفسك كم نؤمل في هذه الدنيا
حتى انقطعت بنا الآمال؟! قال بكر المزني:
( لا تزال التوبة للعبد مبسوطة مالم تأته الرسل فإذا عاينهم انقطعت المعرفة )

فردد معي أخي:
ألا للموت كأس أي كأس *** وأنت لكأسه لابد حاسي
إلى كم والممات إلى قريب *** تُذَكَّرُ بالممات وأنت ناسي

أخي المسلم

تذكر بانتقضاء السنين انقضاء الأعمار وبزوال الليل والنهار الدنو من دار القرار
وبالحر والبرد جنان ربك والنار.

قد هيأوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
وأخذ الله بقلبي وقلبك إلى سبل المراضي وآمنني وإياك يوم ينادي المنادي.

خليجية

منور منور أخوي دكان الله يعطيك العافية وما شاء الله عليك
تم حفظ الموضوع القيم وجاري نشره وإن شاء الله في ميزان حسناتك يا رب
ولا تحرمنا خيو من مواضيعك الرااائعة واللي تبهرنا فيها
وإن شاء الله دووووم هااا المشاركات الطيبة
وجزاك الله خيرا ………آميــــــن

ودمـــــــت بحفــــــظ الــــرحمن

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم إنك قديم وهذا عام جديد قد أقبل و سنة جديدة قد أقبلت نسألك من خيرها ونعوذ بك من شرها و نستكفيك فواتها و شغلها فارزقنا العصمة فيها من الشيطان الرجيم

يزاااااااااك الله خير اخوي ع الطرح الاكثر من رائع

اسأل الله ان يتقبل منا صالح اعمالنا ويتجاوز عن سيئاتنا

والشكر موصول لمشرفنا الحبوب بارك الله فيه

دمتم بحفظ المولى ورعايته

الحبوب

ياخوي انت اللي منور الموضوع بوجودك

وشاكر لك اضافتك الجميله صراحة والواحد المقصر المفروض ان يفتح صفحد يديده من الحين مب ينتظر الى

بداية السنه الجديده

ويوم عن يوم يقصر عمر الانسان فالله الله في طاعة الرحمن

مشكور اخوي الحبوب على مرورك الطيب بارك الله فيك

خليجية اقتباس خليجية
خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بگڷـ آمًيرة ــمًتيے خليجية
خليجية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم إنك قديم وهذا عام جديد قد أقبل و سنة جديدة قد أقبلت نسألك من خيرها ونعوذ بك من شرها و نستكفيك فواتها و شغلها فارزقنا العصمة فيها من الشيطان الرجيم

يزاااااااااك الله خير اخوي ع الطرح الاكثر من رائع

اسأل الله ان يتقبل منا صالح اعمالنا ويتجاوز عن سيئاتنا

والشكر موصول لمشرفنا الحبوب بارك الله فيه

دمتم بحفظ المولى ورعايته

خليجية خليجية

واياج ان شاء الله

مشكور اختي بگڷـ آمًيرة ــمًتيے على المرور الطيب

يعطيك العافيه اخويه ع المجهود
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.