]~*¤ô§ô¤*(من لا يشكر الناس لا يشكر الله)*¤ô§ô¤*~
إخوانى وأخواتى الأعضاء جميعا الحياة اخذ وعطاء والإنسان لا يعيش بمفرده في هذه الدنيا، فهو يحتاج دائما إلى التواصل والتفاعل مع من حوله لسد احتياجاته ليس فقط المادية والمعيشية وإنما أيضا تلك المتعلقة بالجوانب المعنوية والإنسانية، فإذا كنا نرتبط بعلاقات متعددة خلال مراحل حياتنا تبدأ منذ أن يتنفس أي منا أول نسائم الحياة عند ولادته ولا تنتهي إلا بمفارقة الدنيا، فان هذه العلاقات تؤثر فينا بشكل كبير وتسهم في رسم جزء رئيسي من معالم حياتنا المستقبلية.
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
العلاقات بين الناس تندرج من علاقة قرابة إلى صداقة إلى جيرة إلى زمالة ثم المعرفة العامة، وخلال كل هذه العلاقات يتبادل الناس المصالح والمنافع بشكل يجعلهم في حالة احتياج دائم إلى بعضهم بعضاً، الأمر الذي يعضد اي نوع من العلاقة ويوثق الأواصر بين أطرافها، وإذا كان الناس في طبائعهم مختلفين بين الخير والشرير والمعطاء والاناني والوفي والخائن، فإن كل هذه الخصال تؤثر ولا شك في علاقة اي إنسان بالآخر.
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
فمن يتمتع بالخلق الطيب يتصرف مع الناس بطريقة تعكس معدنه النبيل وهو ما يجعل القلوب تلتف حوله والأناس الخيرون هم من يراعون الله في كل تصرفاتهم وفي أي سلوك يتبعونه مع الآخرين وهؤلاء تملأ قلوبهم الرحمة حتى في تعاملهم مع الصغار، فهم يداعبونهم ويترفقون بهم وبضعفهم، وهم أيضا يكنون كل العرفان والتقدير لمن أسدى لهم صنيعا أو ساندهم في محنة، فتجدهم طيلة حياتهم يشكرون الناس على ما فعلوه حتى لو كان في نظر البعض الآخر بسيطا ولا يستحق الشكر.
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
الشعور بالامتنان تجاه المعروف، هو التعبير الحقيقي عن معاني الوفاء والإخلاص والخلق الحسن، لان من يشكر الناس بالتأكيد هو إنسان لديه من الوازع الديني والاخلاقي الكثير، وهنا نحن نتحدث عن السلوكيات والمواقف التي تحركها مشاعر الناس تجاه بعضهم بعضاً، والتي لا تدخل فيها حسابات المصلحة أو شبهة الانتهازية أو تحقيق غرض ما، لان الوضع في هذه الحالة يختلف تماما عما نتحدث عنه.
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
ففي بعض العلاقات نجد أن الأساس هو المصلحة مهما ادعى أطرافها غير ذلك، ومادامت هذه المصلحة قائمة استمر التقرب والتودد والشكر الزائد على الحد والذي يدخل في باب النفاق ليس إلا، ولكن سرعان ما ينقلب كل ذلك إلى الضد إذا ما انتهت المصلحة، بل إن البعض ينتهز هذه الفرصة وينقلب على صديق الأمس، ويقدم صداقته قربانا لصاحب المصلحة الجديد أو من يملك مفاتيح المنافع في يده، والغريب أنهم لا يتذكرون حسنة واحدة لمن كانوا يتملقونه من قبل ومن طالما بالغوا في مزاياه التي لا تحصى.
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
شكر من حقق لي مصلحة ما ليس عيبا بل هو واجب وفرض انساني وأخلاقي، ولكن بشرط أن يتم ذلك في إطار من الاحترام لا تشوبه شائبة الانتهازية الفجة والتي يأكل أصحابها على جميع الموائد من دون اعتراف بجميل احد عندما تنتهي المصلحة.
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
الشكر فضيلة أخلاقية لان (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشكر سلوك يوطد الأواصر والمشاعر ويعزز الروابط ويدعمها حتى مع اقرب الناس، فالوالدون الذين بذلوا الكثير من الجهد في تربيتنا يستحقون منا كلمات شكر تشعرهم بتقدير جهودهم وكذلك الإخوة فهم أيضا يحتاجون إلى إظهار مشاعر الحب والامتنان والتقدير لكل ما يفعلونه وحتى إن كان ما يقومون به ليس إلا ما تفرضه صلة الرحم من بذل وعطاء، فان ذلك لا يمنع من تبادل كلمات تعمق مشاعر الأخوة.
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
الأمر نفسه يجب أن يكون مع الأصدقاء الحقيقيين الذين تجدهم في السراء والضراء، والذين لا تحركهم سوى مشاعر صداقة وفية وجميلة وهؤلاء قد يعجز اللسان عن إيجاد كلمات شكر يستحقونها، وكذلك مع الجيران والزملاء وكل من يسلك سلوكا لا يبغي من ورائه شيئاً إلا محبة الناس وابتغاء مرضاة الله فهم جميعا يستحقون كلمات شكر لا يجب أن نبخل بها.
حبنا لله تعالى سيجبرنا أن نقتدي بتعليماته واوامره واجتنباب نواهيه
لا بد أن الله تعالى قد أمرنا بالتعارف غلى الناس واحترامهم ووضع لنا أسسا لذلك
فشكرنا للناس هو بطبيعة الحال سيصب في شكرنا لرب الناس.
شكرا أختي وجزاك الله خيرا على هذا النقل.
اميين اليمييع . .
لاهنت عـ المر ور .