التدخل المبكر، هو نظام خدمات تربوي علاجي ووقائي يقدم للأطفال الصغار من مرحلة الحمل وحتى (6) سنوات ممن لديهم احتياجات خاصة نمائية وتربوية والمعرضين لخطر الإعاقة لأسباب متعددة.
ويعتبر التدخل المبكر من أهم أنظمة دعم الأسر ومرتبط ارتباطاً وثيقا باكتشاف الإعاقة بعد حدوثها، ويعتمد على الكشف النمائي والاختبارات البيئية والصحية والوراثية وعوامل تتعلق بالأم الحامل وبالجنين وبفترة الحمل وفترة الولادة وما بعدها وللأطفال الذين يعانون من حالات داون أو كبر الرأس أو صغره أو الحالات غير الظاهرة مثل الفنيل كيتونوريا أو حالات ولادة الطفل رخواً أو ضعيفاً أو غير قادر على التحكم بعضلاته وهناك مؤشرات أخرى متعددة تحتاج إلى تدخل مبكر حيث يكون الطفل أبطأ من الآخرين في الحركة أو الكلام أو المشي، وتكمن أهمية التدخل المبكر خلال فترة نمو الطفل في إعطاء فرصة كبيرة للوقاية من تطور مشكلاته لأن معدل نمو المخ لاسيما في الأشهر الأولى تكون سريعة حيث يصل النمو في الدماغ إلى نصف مخ البالغ عند مرحلة 6 شهور من عمر الطفل كما أن التدخل المبكر يساعد الأسرة على تخطي مجموعة كبيرة من المشاكل التي سيتعرضون لها. خصصنا في مجلة ولدي هذه الصفحات لمركز التدخل المبكر للمعاقين نعرض مجموعة من المواضيع نتعرف من خلالها على عالم الطفل المعاق.
ما هو الشلل الدماغي؟
الشلل الدماغي حالة تسبب التعوق عند الأطفال وهي عبارة عن اضطراب في التحكم في العضلات، يسبب صعوبة في الحركة، في استيضاع الجسم إذا حدث تلف في جزء صغير من المخ يتحكم في الحركات، وذلك من سن مبكرة، قبل ميلاد الطفل أو بعد ميلاده، وهو طفل رضيع فتتلقى العضلات أوامر خاطئة من الجزء التالف من المخ، الأمر الذي يؤدي بها إلى الانقباض أو التثاقل، وإن لم تصب بالشلل.
ويلحق التلف أحياناً بأجزاء أخرى من الدماغ، مما يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في الرؤية، والسمع، والتواصل، والتعلم.
وتستمر إصابة الأطفال بالشلل المخي طوال حياتهم، كما أن الإصابة التي لحقت بالمخ لا تزداد سوءاً، ولكن آثار هذا التلف تبدو أكثر وضوحاً عندما يكبر الطفل، إذ يمكن، على سبيل المثال ، أن تنتابه التشوهات.
آثاره مختلفة
وتختلف آثار الشلل الدماغي من طفل لآخر فالطفل ذو الإصابة الطفيفة، سيتعلم المشي، مع اختلال طفيف في التوازن وقد يجد أطفال آخرون صعوبة في استعمال أيديهم، أما الطفل ذو الإصابة الشديدة، فقد يحتاج إلى المساعدة في تعلم الجلوس، كما لا يستطيع أداء واجباته اليومية مستقلاً بنفسه.
ويوجد الشلل المخي في كل بلد، وفي كل نمط من أنماط الأسر فمن بين كل ثلاثمئة وليد، يصاب أو يتعرض للإصابة بالشلل الدماغي طفل واحد ويستطيع كل الأطفال المصابين بالشلل الدماغي أن يستفيدوا من التعليم والتدريب المبكرين الهادفين إلى مساعدتهم على التطور، وعلى الرغم من عدم وجود علاج لهذه العلة فإن آثارها يمكن التقليل منها، وذلك أمر يتوقف على سرعة البدء في مساعدة الطفل ومدى التلف الذي أصاب المخ فكلما ازددنا تبكيراً في تقديم العون، ازداد ما يمكن تحقيقه من التحسن.
أنواع الشلل الدماغي :
1-الشلل الدماغي التشنجي
يقصد بكلمة التشنج، كون العضلات في حالة التيبس أو التقبض فالعضلات المتيبسة تبطئ الحركة وتحد من خفتها وبراعتها كما أن الأوامر الخاطئة الصادرة من الجزء التالف من المخ تسبب تثبيت الجسم في وضعيات شاذة معينة، يصعب على الطفل التخلص منها، ويسبب هذا نقصا في تنويع الحركات ويمكن أن يصاب الطفل بأشكال من التشويه على نحو تدريجي.
ويزداد تيبس العضلات سوءاً عندما يتضايق الطفل، أو يبذل مجهوداً كبيراً، أو عندما يتم تحريكه بسرعة أكبر من اللازم ويمكن أن يقترن انتقال التيبس من أحد جانبي الجسم إلى الآخر، بتغيرات في وضعية الرأس.
ويعتبر الشلل المخي التشنجي أكثر أنماط الشلل المخي شيوعاً.
ويتم وصف حالة الطفل التشنجي تبعاً لأجزاء الجسم التي لحقتها الإصابة:
ضعف التحكم في الرأس:
الذراعان منعطفان نحو الداخل ومنثيان.
الكفان منقبضتان.
الساقان منضغطتان إحداهما على الأخرى ومنثنيتان نحو الداخل.
الوقوف على رؤوس أصابع القدم.
2-الشلل الدماغي الاهتزازي:
يقصد بالكنع وجود حركات يتعذر التحكم فيها وهي حركات مرتجفة أو بطيئة متلوية لقدمي الطفل، أو ذراعيه، أو يديه، أو وجهه وتحدث هذه الحركات معظم الوقت، وتسوء حالتها عند شعور الطفل بالإثارة أو الضيق، لكنها تكون أقل سوءاً بكثير عندما يبدأ الطفل.
والأطفال الكنعون تكون أجسامهم لينة مسترخية أثناء فترة الرضاعة، وفي العادة تصدر عنهم حركات غير مسيطر عليها في السنة الثانية أو الثالثة من العمر ويحدث هذا الأمر تدريجياً وقليل من الأطفال يبقى على لينة واسترخائه.
3- الشلل الدماغي الرعشي:
يقصد بالرنح الحركات المرتعشة غير المتزنة وتلاحظ هذه الحركات غير المتزنة عندما تحاول الطفلة أن تتوازن، أو عندما تمشي،
أو تفعل شيئاً ما بيديها فعندما تمد يدها إلى لعبتها، مثلا يمكن أن تخطئها في المرة الأولى، وتعلم الوقوف والمشي يستغرق وقتاً أطول وذلك بسبب ضعف التوازن.
إصابة مشتركة:
تبدو على كثير من الأطفال علامات الإصابة بأكثر من نمط من أنماط الشلل المخي فقد يصاب بعض الأطفال بالشلل المخي التشنجي، المصحوب بحركات كنعانية.
أسئلة تطرحها الأسر حول الشلل الدماغي
1-ما أسباب المرض؟
قبل الولادة:
-تصيب العدوى الأم خلال أسابيع الحمل الأولى، مثل الحصبة الألمانية ( الحميراء RUBELLA ) أو الحلأ النطاقي ( SHINGLES ).
-إصابة الأم بالسكري غير المسيطر عليه، وارتفاع ضغط الدم، أثناء فترة الحمل.
عند الولادة تقريباً:
حدوث تلف في المخ عند الرضع الذين يولدون قبل تمام تسعة أشهر.
-الولادة المتعسرة التي تتسبب في إصابة رأس المولود.
-عجز الرضيع عن التنفس بطريقة سليمة.
-إصابة الرضيع باليرقان.
-حدوث أخماج في الدماغ، مثل التهاب السحايا.
-الحوادث التي يترتب عليها إصابات الرأس.
-ارتفاع الحرارة الشديدة، نتيجة لحدوث عدوى، أو فقدان الجسم للماء بسبب الإصابة بالإسهال ” التجفاف”.
وهناك الكثير من الحالات التي لم تعرف أسبابها.
2-هل يمكن الوقاية:
الوقاية ليست كاملة مهما كان البلد الذي يعيش فيه ومن الممكن تخفيض أعداد من يحتمل إصابتهم من الأطفال وذلك بالتأكد من ذهاب النساء الحوامل للاختبارات الصحية المنتظمة.
3-هل هو مرض مُعد؟
لا لن يتعرض للعدوى من يخالط الطفل المصاب بالشلل الدماغي.
4-هل يتكرر حدوث المرض؟
من الأمور غير المألوفة أبداًن حدوث عدوى طفلين في أسرة واحدة المرضى؟
5-هل تجدي الأدوية؟
لا تجدي، في العادة، مالم يتعرض الطفل لنوبات.
6-هل تجدي العملية الجراحية؟
لا تستطيع العمليات الجراحية شفاء الشلل المخي ولكن يتم اللجوء إلى هذه العمليات أحياناً، لتصحيح التقفعات ” العضلات التي تضاءلت” أو تخفيف توتر العضلات التشنجية لمنع حدوث التقفعات وهناك احتمال أن تنتهي هذه العمليات بازدياد صعوبة الحركة سوء، وفي العادة لا ينظر في إجراء عملية جراحية، إلا للأطفال الذين يستطيعون المشي بالفعل ولذلك تتمثل أفضل طريقة نساعد بها الأطفال في الوقاية من حدوث التقفعات من خلال التشجيع على أداء الحركات النشطة في وضعيات جيدة تؤدي إلى تمطط العضلات المشدودة.
8- هل سيتمكن طفلي من المشي؟
ينتاب الجميع القلق حيال هذه المسألة ولكن الإجابة لن تكون واضح إلا عند تقدم الطفل في العمر فكثير من الأطفال لم يبدؤوا المشي حتى بلوغهم السابعة أو يزيد أما إذا كانت إصابة الأطفال أقل حدة ***ف يبدأون في المشي قبل تلك السن.
ويجب أن يتحقق توازن الطفل في حالة الوقوف قبل أن يستعد للمشي.
يدل وقوف الأطفال وقفة متيبسة على أطراف أصابع أرجلهم عند الإمساك بهم، أن استعدادهم للمشي لم يكتمل بعد فخطواتهم ذات النخعة تتطابق مع حركة للأطفال تسمى المشي المنع**، وهي حركة يجب أن تختفي، قبل أن يتحقق المشي الصحيح، ليس في وسع جميع الأطفال تعلم المشي من المهم، أن نركز على مجالات أخرى للنمو فتعلم الأطفال كيف يأكلون، ويغسلون أيديهم، ويلبسون، ويلعبون، ويتخاطبون، سيتيح لهم الاندماج في الحياة العائلية.
تحياتي للجميع
مشكور اخوي