احذروا اكتئاب الشتاء وأمراض الموسم
تعتبر فترة تغير الفصول دائما هي فترة انتشار الأمراض، بعضها أمراض نفسية، وبعضها أمراض جسمانية تصيبنا دائما، صغارا وكبارا.
وتعد هذه الفترة هي أكثر ما يخشاه المواطنون في كل دول العالم، خصوصا في وطننا العربي، إذ تتغير هذه الفترة بالتغيرات الجوية والتقلبات الغريبة التي يشهدها العديد من الدول العربية، وخير دليل على ذلك ما شاهدناه من موجة الطقس السيئ وغير المستقر التي شهدتها الدول العربية في الآونة الأخيرة؟
فكيف تمر هذه التقلبات الجوية بأمان؟ وكيف يمكن تفادي الإصابة بالأمراض سواء النفسية أو الجسمانية خلال فترات تغير الفصول؟
هذا ما سنحاول الإجابة عنه.
شهد العديد من دول المنطقة العربية موجة غريبة من الطقس السيئ خلال الأيام القليلة الماضية، إذ حدث انقلاب مفاجئ في حالة الطقس، فبعدما كان الجو خريفيا معتدلاً، بل حار في بعض المناطق فجأة هطلت الأمطار والسيول، وظهر الرعد والبرق، ومعه أصيب الكبار والصغار على السواء بالأمراض مثل أمراض الجهاز التنفسي وأشهرها الأنفلونزا والكحة والنزلات الشعبية، وبعضهم أصيب بأمراض نفسية مثل الاكتئاب الذي يعد أشهر وأكثر الأمراض النفسية انتشارا في هذه الفترة من كل عام.
ففي كل عام ومع دخول الشتاء أتذكر دائما واحدة من أروع رباعيات الشاعر الراحل صلاح جاهين والتي قال فيها:
دخل الشتاء وقفل البيبان على البيوت
وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت
وحاجات كتير بتموت في ليل الشتا
ولكن حاجات أكثر بترفض تموت!! وعجبي
فدائما ما يصاحب دخول الشتاء وانتشار الغيوم حالة من الحزن والاكتئاب يشعر بها العديد من المواطنين، ويصفها الأطباء بأنها أحد الأمراض النفسية الخطيرة التي قد تصيب المواطنين، وتدفعهم إلى الانتحار، بل إن إحدى الدراسات التي أجريت بجامعة ييل الأميركية أكدت أن التغيرات الهرمونية والبيولوجية التي تحدث للإنسان في فترة تغير الفصول قد تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب خصوصا لدى الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة مثل النساء في فترة منتصف العمر، والشباب في سن المراهقة، وأكدت الدراسة أن هذه الحالة من الاكتئاب قد تؤدي بالإنسان إلى الانتحار، وأكد أستاذ الأمراض النفسية بكلية الطب جامعة عين شمس الدكتور سعيد عبدالعظيم أن نوعا من الاكتئاب الموسمي تتسبب فيه حالة الطقس والتغيرات الجوية التي تحدث في فترة تغير الفصول، وأضاف: لغياب الشمس دور كبير في الإصابة بهذه الحالة، إذ إن غياب الشمس لفترات طويلة أثناء هذه الفترة خلاف ما اعتدنا عليه دائما من سطوع الشمس لفترات طويلة خلال الصيف تصيب الكثير منا بنوع من الاكتئاب، وهو مرض معروف جدا في الخارج، وينتشر في الشتاء خاصة في مناطق القطب الشمالي، حيث تختفي الشمس تماما طوال الشتاء، ويتم علاج المصابين بهذا المرض بالضوء، إذ يتم تعرضهم للضوء لفترات طويلة، وقد أكدت الدراسات أن هذا النوع من الاكتئاب قد يدفع بعضهم إلى الانتحار إذا زادت حدته.
وأضاف في وطننا العربي لا تصل الأمور إلى حد الانتحار نتيجة للإيمان بالله، إضافة إلى أن حالة الاكتئاب التي يصاب بها بعضهم لا تكون كبيرة، وهي حالة تنتج عن تأثر الغدد التي تفرز مادة الميلاتونين في جسم الإنسان نتيجة لغياب ضوء الشمس، ومن المعروف أن مادة الميلاتونين هي من المواد التي تساعد على تحسين مزاج الإنسان وزيادة شعوره بالسعادة والرضا عن النفس، وقلة إفراز هذا الهرمون تؤدي إلى إصابته بالاكتئاب والحزن. وأضاف هناك أسباب أخرى لهذه الحاله أهمها زيادة تأثر بعض الأشخاص بالمجالات الكهرومغناطيسية الموجهة إلى الأرض، ونتيجة لبعد الأرض عن الشمس خلال فترة الشتاء وتغير الفصول، فيصبح الإنسان أكثر عرضة للتأثر بهذه التغيرات في المجالات الكهرومغناطيسية، ما يؤدي إلى إصابة الإنسان بالاكتئاب.
أمراض نقص المناعة
أضاف أستاذ المناعة بالمركز القومي للبحوث الدكتور عبدالهادي مصباح أنه خلال فترة تغير الفصول وبداية الخريف ترتفع نسبة الكورتيزول في الدم، وتنخفض نسبة هرمون الثيروكسين الذي تفرزه الغدة الدرقية، ما يحدث نوعا من عدم التوازن البيولوجي والهرموني، ما يؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض الاكتئاب، وأمراض نقص المناعة الناجمة عن التغيرات، إذ تنتشر في هذه الفترة من العام الفيروسات التي تنتشر فى الجو بسرعة، ويساعد ثبات حركة الرياح في هذه الفترة من العام على استمرارها في طبقات الجو لمدة، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض خصوصا أمراض الأنفلونزا والنزلات الشعبية، ويساعد على انتشار هذه الأمراض كثرة تغير طبقات الملابس واختلافها في اليوم الواحد، ففي الصباح يكون الجو باردا إلى حد ما فيلجأ بعض الناس إلى ارتداء الملابس الثقيلة، وفي أثناء النهار ترتفع درجة الحرارة فيلجأ بعضهم إلى التخفيف ومن هنا يصاب الإنسان بالبرد والنزلات الشعبية، لذلك يجب الثبات على نوع واحد من الملابس أثناء هذه الفترة، على أن يتم زيادتها بالتدريج كلما زادت درجة برودة الجو، وينصح الدكتور «عبد الهادي» بضرورة تناول المشروبات الدافئة خصوصا أثناء فترة الصباح، والبعد عن شرب الماء المثلج، وعدم تناول الأطعمة الحريفة، لأنها تضعف مناعة الحلق وتهيج الغشاء المخاطي له، ما يزيد من معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. وأضاف أنه يجب الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C مثل الموالح كالبرتقال واليوسفي وعصير الليمون، والخضروات الطازجة، لأنها ترفع من مناعة الجسم وتساعد على مقاومة الأمراض.
وأضاف: الأشخاص المصابون بحساسية يجب عليهم ارتداء «كمامة» واقية حتى يتجنبوا الإصابة بالفيروسات التي تزداد عن حدتها مع أمراض حساسية الصدر.
وأشار إلى أن هذه الأمراض تكثر في فترات تغير الفصول سواء في الخريف أو الربيع، بينما يزيد عليها في الربيع بعض الأمراض الأخرى كالحصبة الألمانية والجدري وأمراض الرمد الربيعي، ومن هنا يجب اتباع هذه الاحتياطات في فترة الخريف والربيع من كل عام حماية لنا ولأطفالنا من الأمراض، فالوقاية دائما خير من العلاج.
الحين بطلع اتشمس شوي .. عل وعسى هالكابة تفك عنا ..
شكرا مرة ثانية..
ربي يعطيك العافيه
|
العفو اختى شوفى احنا دايما نحب نتشمس فى شتا واحسن شى تسوينه انج تتشمسين
والله يعطيج الصحه والعافيه
|
الله يسلمج ويحفظج:013a: