مساء الخير للجميع ؛؛
هذي قصه سمعتها من جدتي وحدثت في قاعه العزيزيه للافراح خلال موسم زواجات هذا الصيف
وحقيقه حبيت انقلها للقروب بلهجتها العاميه لبيان ان الناس اجناس
قاعه العزيزيه في بريده القصيم
مسوين نظام ان حوش القصر في جهه الحريم يكون للشغالات والبزران
راحت وحده من خلق الله وحطت بزرها مع الشغاله ودخلت العرس
بعد ما دخلت بنص ساعه جت وحده من الحريم وقربت من البزر وبدت تلاعبه وتقول يا حليلك تغيرت علي
وقالت للشغاله عطين الولد لان امه تبيه من داخل وبحسن نيه عطته الولد
علي اساس ان الام فعلا مرسلتها
طبعا طلعت الام حوالي الساعه 12 في الليل عشان تاخذ الولد وتخلي الشغاله تدخل تتعشي
______________________________
ما لقت لا ولد ولا تلد وسالت الشغاله وقالت لها اللي صار وبعد تلطيم الخدود والنياح والصياح
تم ابلاغ الشرطه بالحادثه وعمل محضر في ذلك وبدأت عمليات البحث
بعد ثلاث ايام من الحادثه هذي
دخلت وحده من الحريم محلات الذهب اللي في سوق الملك عبد العزيز في بريده
واختارات طقم ألماس وذهب واستاذنت راعي المحل انها تاخذ الطقمين توريها امها العجوز في السياره
لان الذهب حق عرس
قالها لا ممنوع يطلع اي ذهب الا وهو مدفوع سعره
وقالت له بس هذي عجوز ولا تقدر تنزل قالها نعطيك عربيه وجيبها
قالت طيب دقيقه
وراحت للسياره واخذت الولد اللي سارقته من قصر الافراح
ودخلت المحل وقالت دوك هذا ولدي اعز ما املك بس دقيقتن خله عندك وابوري امي الذهب وراجعه
بائع المحل قال لخويه هذا ولدها وضناها وما فيه اغلي منه
وخلوها تطلع توري امها الذهب
ساعه ..ساعتين … طولت الحرمه ما رجعت ..!!
اتصلوا في الشرطه وبعد ما حضروا
قالوا لهم هالبزر اللي حطته عندكم مسروق من قصر افراح ولنا ثلاث ايام ندور عليه
بلغوا اهله عشان يجون يستلمونه
جاء الاب والام
ووضح له افراد الشرطه القصه وشلون ان الحرمه حبكت الموقف واستغلت الابن
رفض راعي المحل يسلمهم الابن الا بعد ما يدفعون 25 الف قيمه أطقم الذهب والالماس
قاله الابو لو تبي اربعين الف عطني الولد بس
______________________________
الي هذه الدرجه وصلت ضمائر بعض الناس ..!!
لا حول ولا قوه الا بالله
الله يهدي الجميع
تسلمين الغالية على القصة
تحياااتي لج
**********drawGradient()
بنتظار كل جديد ومفييد للاعضاء
…
حياااك
فلييت
لا لا مش كده بقا.. عقب بينشهر اللقب االسري خخخ
كل شي تغير الحين
الواحد ما يقدر يظهر او يسير مكان
لا حول ولا قوة إلا بالله
تسلمين حبوبه عالقصة
.:: أحاسيس ::.
ونتريا يديدج
في امان الكريم
سراب
دنجر
تسلمونلي على مروركم الغالي
الطب في الأمارات
نبــذه
المنطقة التي تقوم عليها دولة الإمـارات العربية المتحدة اليوم كانت في السابق عبارة عن إمارات أو مشيخات سبع ( أبوظبي – دبي – الشارقة – عجمان – أم القيوين – رأس الخيمة – الفجيرة ) وهي من حيث طبيعتها الجغرافية تمثل ساحلاً ممتـداً على الشاطئ الغربي للخليج العربي وخليج عُمان، وكانت تعتبر في السابق امتداداً الساحل عُمـان .
وقد شهدت هذه المنطقة تنافسا استعمارياً حولها ، بين كل من البرتغاليين والهولنديين والفرنسيين والبريطانيين.
بـدأ بالتنافس البرتغالي عليها في عام 1508م ثم الصراع الهولندي البريطاني حول المنطقة في عام 1766م وانتهى الوجود الفرنسي فيها عام 1901 وبذلك أصبحت بريطانيا القوة الوحيدة المهيمنة على المنطقة بعـد قضائها على قوة القواسم في عام 1819م . واستمر الاستعمار البريطاني قرابة (150) عاماً بعد ذلك . حيث كانت المنطقة في هذه المرحلة تعيش حالة من العزلة عن ما يجـري حولهـا من أحـداث .
وخـلال فترة السيطرة البريطانية حاولت الحكومة البريطانية تهيئة الأوضاع في المنطقة بالشكل الذي يتفق وتسهيل عملية إدارتها لها ورعايـة مصالحها فيها ، وذلك بـدءً بعقد الاتفاقيات الثنـائية مع حكام المنطقة التي عرفت باسـم ( معاهدة الحماية ) مروراً بعقد بعض الاتفاقيات المنظمة لعـلاقة الحكام ببعضهم البعض وتلك المنظمة لعملية إدارة الموارد – رغم قلتها – كالاتفاقيات الخاصة بالملاحة والغوص على اللؤلؤ ثم تتويجها باتفاقيات البترول فيما بعد . غير أن تسهيل المهمة البريطانية في المنطقة لم يقف عند حد هذه المعاهدات بل امتـد ليشمل أحـداث بعض التطوير على مستوى المنطقة كشق الطـرق ، وإقامة المطارات لتسهيل عملية الانتقال فيما بين هذه الإمارات ، وتبع ذلك توفير بعض الخدمات البريدية والإعلامية . وإن بقـي ذلك على نطاق محدود وبالقدر الذي يفـي باحتياجات القائمين على إدارة المصالح البريطانية في هذه الإمـارات . وقد استوجب ذلك بالطبع إيجـاد جهة أو مؤسسة مسئولة أو منوط بها مهمة الإشراف على هذه الخدمات وتوفير النفقات التي تحتاجها وكان ذلك عاملاً أساسياً وراء إنشـاء مكتب التطوير الذي قامت بريطانيا بإنشائه ودعت الإمارات للمساهمة فيه مالياً وإدارياً ليكون الجهة الموكل إليها إحداث التطوير في أي مجال وفي الوقت الذي تبدو فيـه الحاجة لإحـداثه .
ومما هو جدير بالذكر أيضاً أن الحكومة البريطانية قد أعطت الأولوية لمجال الخدمات الصحية مقارنة بالخدمات الأخرى . وذلك لك،ون الحاجة إلى إدخال الخدمات الصحية المتطورة بدت أكثر إلحاحاً مقارنة بالحاجة للخدمات الأخرى نظـراً لانتشار بعض الأوبئة وحاجة الأهالي والحكام في الوقت ذاته لتوفير العلاج كما سيرد ذكره فيما بعـد . هذا إلى جانب الإشارة إلى أن بدايات الخدمات الطبية في مجتمع الإمارات قد أدخلت بواسطة جهات أجنبية أخرى ضمن حملات التبشير التي وفدت إلى المنطقة منذ عام (1902)م . وبالتأكيد من جهة أخرى على دور أبناء المنطقة في دفع مسيرة الخدمات سواء بطلبهم للعـلاج أو بمشاركتهم فيـه .
طــرق ممارسة الطب قديمـاً
وقد يكون من المفيد هنا التطرق لبعض المعالجات التي تعارف عليها أبناء الإمـارات ، والتي ترجع في أصولها إلى الطب العربي سواء بشقه المكتسب من الخبرة الإنسانية في هذا المجال أو تلك المسّقاه من الخبـرة الإسلامية .
أ – التجبير :- أي العمل على معالجة الكسور (كسور أو شروخ العظام أو انفصالها ) وهي مبنية على علم تشريح العظام وعلى الخبرة في معالجتها ، وهذا النوع من الممارسات لا شك أنه مبني على أصول علمية مستقاة من الخبرة الإنسانية والعربية في مجال التشريح وعلاج أمراض وحوادث العظام من كسور وغيرها .
ب- علاج الجروح والتضميد :-
وهو فرع من فروع علم الطب ، وقد اكتسب أهالي المنطقة الخبرة فيه نتيجة ما توارثوه من معالجات حول هذا الموضوع وما انتهت إليه خبرتهم اليومية في هذا المجال نتيجة معايشة الإنسان اليومية لمثل هذه الحالات ، وحاجته إلى علاجها ، الأمر الذي دفع به إلى اكتشاف العديد من الوصفات التي كان للكثير منها نتـائج إيجابية في هذا المجال كعلاج الجروح بالملح ( مطهر وقابض للنـزف) وكذلك علاجها باللبان العربي كمادة قابضة أو لاصقة .
ج- علاج التقـرح :- (أي القراح المزمنة التي تنتشر في بعض الأجزاء من جسم الإنسان ) عن طريق الوصفات المطهرة والقاتلة للبكتيريا أو الفطريات ، حيث تعمل المادة المطهرة على شفاء هذه القروح . ومن هذه الوصفات (الخيلة والزعتر والملح ) والخيلة والزعتر نباتـات استخدمت بكثرة في الطب العربي إذ استخدمت هذه الوصفات أيضاً لعلاج العديد من الأمراض كأمراض البطن بصفة عامـة .
د – الحجـامة :-
وإلى جانب المعالجات السابقة فقـد تم اسـتخدام الحجامة وهي – كما يعتقد مستخدموها – وسيلة لإخراج الدم الفاسد أو الزائد في جسم الإنسان وشفطه عن طريق استخدام أداة لشـفط الدم وتجميعه في أماكن معينة من جسم الإنسان كمؤخرة الرأس أو كاحل الرجلين أو بطن السـاق أو الفخذ أو تحت الذقن أو ظاهر القدم أو أسفل الصدر ، والأداة المستخدمة في الحجامة هي عبارة عن قرن حيوان ، حيث يجرح الموضع الذي تم فيه حبس الدم وتجميعه وتركه ينزف حتى يتم تفريغ الدم المتجمع – وقد تستغرق عملية شفط الدم قرابة عشر دقائق – وبعدها يقوم المعالج بمداواة الجرح من خلال كث الرماد عليه .
والحجامة وسيلة لعلاج بعض الآلام التي يعتقـد بأن سببها هو تجمع دم فاسد أو زائـد عند موضع الألم . وهذه الوسيلة في العلاج مستقاة من الطب النبوي ، حيث روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يؤكد جدوى العلاج بالحجامة .
هـ- العصـابة :-
روي عن الرسول أنه قد وصف العصابة (أي ربط الرأس ) كوسيلة لتخفيف الصداع ، وهي وسيلة مجدية في كثير من الأحيان خاصة إذا كان الصداع ناتجاً عن أمور تتعلق بمسألة تدفق الدم في شرايين الرأس ، إذ تؤدي العصابة نوعـاً ما إلى التحكم فيه نسبياً من جهة والضغط على مكان الألم من جهة أخرى مما يؤدي إلى التخفيف من حـدة الصداع . وتعـد العصابة من أشهر وسائل العلاج التي اعتاد على ممارستها أبنـاء مجتمع الإمـارات .
و – الكـي :
كما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قد نصح باستخدام الكي ، وهو وسيلة شاع استخدامها في الطب الشعبي عند العـرب حيث يحمي الطبيب المعالج قطعة من المعدن وتوضع على مكان الألم أو على مكان يحدده الطبيب باعتبار أن هذا المكان من جسم الإنسان يتحكم في مصدر إحساسه بالألم . وإن كان هذا النوع من العلاج يأتـي في الغالب بعد استخدام الأساليب الأخرى للعلاج لما فيه من إيلام للمريض . ويعد العلاج بالكي علاجاً ناجحاً في بعض حالات القراح أو الأورام السرطانية ، حيث ثبت نجاحه نسبياً .
د – البتـر :
وإلى جانب العلاج بالكي فقـد اعتاد أبناء الإمارات على التداوي بالبتر وهو في حالات قليلة أي إذا استدعى الأمر ذلك وفشلت كل الأساليب العلاجية السـابقة : حيث يلجأ الطبيب إلى بتـر العضو المريض كوسيلة لمنع انتقـال المرض إلى الأجزاء الأخرى من جسده .
وهي معالجة ناجحة في بعض الأحيان ومستقاة من الطب النبوي ولا زال معمولاً بها حتى الوقت الحاضر إذا يلجأ الطبيب أحيانا لبتـر عضو المريض عند إصابته ببعض الأمراض كالغر غرينا على سبيل المثال . وقد تكون أشهر حادثة رويت في هذا المجال ما ذكر عن السيد سعيد غباش (والد المرحوم سيف بن غباش) الذي عانى من الغر غرينا ولجأ إلى بتـر ساقه بنفسـه حيث ورد في كتاب "سيف بن غباش" للدكتور علي حميدان أن السيد سعيد عانى كثيراً من آلام في رجله وكانت القروح تزداد يوماً بعد يوم فما كان منه إلا أن طلب تحضير ماء مغلي ومنشار وزيت حار .. وأغلق على نفسه الباب وقام بتلك العملية الشديدة الألم . وبواسطة البتـر استطاع منع زحف القروح إلى بقية جسده وكتب له الشفاء وأخذ يعتمد على العكاز لمساعدته في السـير .
أشـهر الأطبـاء المعالجين بالطب الشـعبي
1- رفيعـة بنت ثانـي :-
وممن اشـتهرن بممارسة هذه المهنة السيدة رفيعة بنت ثاني (زوجة السيد ناصر بن لوتاه ووالدة الشاعر حسين بن ناصر بن لوتاه) ، وقد عرفت هذه السيدة بقـوة شخصيتها وبمكانتها الاجتماعية بين الشيوخ وكبار القبائل . وبالإضافة إلى هذا فقد عرف عنها براعتها وجرأتها في العلاج. فمما روي عنها أنه كان يؤتى إليها بجرحى بعض الحروب والمنازعات وكانت تقـوم بمعالجتهم . ومن أشهر القصص التي رويت عن جرأتها في العلاج أنها كانت تتعامل مع الجروح البالغة كجروح الرقبة – والتي تعتبر من الحالات الصعبة حتى في الوقت الحالي نظراً لشـدة النـزف وحساسية هذه المنطقة وكثرة الشرايين والأوردة فيها- بأن تقوم بمعالجة الجروح بمواد قابضة كاللبان العـربي والسكر حتى يلتئم الجرح ثم تقوم بمعالجته بمواد مطهرة كما تسمى اليوم كالخل والزعتر .
وقد ذكر عن رفيعة بنت ثاني أنها كانت ترجع في معالجتها للأمراض إلى كتاب (الحكمة) للطبري حيث كانت تستعين به في معرفة بعض الأمراض وطرق علاجها . وكان أغلب مرضاها أو من يترددون لطلب علاجهـا هم من مرضى العيون حيث كانت تضع لهم علاجاً خاصاً مكوناً من المادة الموجـودة بجوف المحار أي في المكان الذي تكون فيه اللؤلؤة . وتقوم بجمع هذه المادة وتجفيفها ثم طحنها إلى أن تتحول إلى مسحوق ناعم ، ثم تقوم بإضافة بعض المواد الأخرى التي إستقتها أيضاً من كتاب الحكمة وبعدها تستعمل هذه الخلطة في معالجة بعض أمراض العيـون .
كما برعت أيضاً في علاج بعض الأمراض الجلدية كالقروح التي تظهر في الوجه أو أجزاء أخرى في الجسم حيث كانت تداويها باستخدام ماء الورد الخالص أو ما يعرف اليوم (بقطر الورد) . ومما يحمد لها أنها كانت تتعامل مع اسـتخدام الدواء بحذر شديد حيث أنها اكتشفت وقدرت حساسية بعض البشرات لمثل هذا الدواء فكانت تضعه أو تقوم باستعماله على منطقة صغيرة أو محددة لمعرفة مدى تقبل الجلد له فإن أثبت قابليته له قامت باستخدامه على نطاق أوسع . وبالفعل استطاعت علاج العديد من حالات التقرح كما يروى عنها باستخدام هذا الدواء .
2- صـالح المطـوع :
وقد يكون من أشهر الأسماء في المعالجة بالطب الشعبي في السنوات الأخيرة السيد صالح المطوع(رحمه الله) الذي إلى جانب اشتهاره بممارسة هذا النوع من العلاج فهو الوحيد الذي ترك مؤلفـاً في هذا المجال وهو عبارة عن مخطوطة مكونة من سبعة وستين باباً . وقد شملت هذه الأبواب جميع أجزاء جسم الإنسان ومعظم الأمراض المعروفة , وتناول علاج كل الأمراض سواء كانت بسيطة أم معقـدة . ورغم أنه لا يتسع مجال هذا البحث –{الصورة التالية صورة لإحدى صفحات المخطوطة}- لذكر المزيد من التفاصيل حول هذا المؤلف الطبي إلا أنه يعد نموذجاً لتطور المعارف الطبية الشعبية لدى بعض ممارسي الطب من أبناء مجتمع الإمارات ، والأسماء المعاصرة في مجال ممارسة الطب الشعبي كثيرة ، حصرها الكاتب عبدالله عبدالرحمن – الذي كان له دور إعلامي بارز في إلقـاء الضوء على هذا الجانب من التراث- حصرهم في قائمة طويلة وصلت إلى ثلاث وخمسين اسماً من مختلف مناطق الدولة ، لعـل أشهرهم السيد أحمد بن سالم بن مزروع من الشارقة
– أحمد بن سالم بن مزروع :
تبدأ قصة أحمد وهو في العشرين من عمره عندما كان في رحلة مع والده للهند ، حيث تعرض والده لكسر يده إثر حادث مفاجئ ، وعندما أخذ والده للعيادة تفاجأ بوجود أعداد كبيرة من أهالي الإمارات والخليج جاءوا يبحثون عن العلاج . وانبهر أحمد بقدرة الطبيب الهندي على معالجة والـده الأمر الذي جعله يواظب على زيارة عيادته يومياً خلال الثلاثة شهور التي أقام فيها في مدينة (بومباي) بالهند ، وفي رحلته التالية إلى الهند كان لأحمد دافعُ أخر غير التجارة وهو تعلم الفنون الطبية لعلاج الكسور وبالفعل اهتم الطبيب الهندي – الذي أصبحت تربطه صداقة بابن الإمارات (أحمد بن مزروع)- بتعليمه كيفية معاينة الكسور وأساليب علاجها وتجبيرها ومع مرور الزمـن أصبح أحمد ملماً بالأمراض وأسبابها وأدوية بعض الأمراض الباطنية والجروح وغيرها من الحالات .
وبهـذا الحب للعلم والمعرفة استطاع أحمد مساعدة ومعالجة الكثيرين من أهالي المنطقة ، وقد تكون قصة علاجه للسيد (خليفة الصيري) من أشهر القصص ، حيث كانوا في رحلة (الطواشة) البحرية حين انقطعت الخشبة التي تثبت حبال الشراع بالسفينة وسقطت على رأسه وساقه ، ويروي أحمد أحداث تلك القصة فيقول :" بسرعة قمت بتحضير دواء من الكركم والملح لرأسه وضمدته به ، بينما كانت عظمة ساقه قد تكسرت إلى قطع صغيرة ، وبجهد كبير استطعت تثبيت كل قطعة بجانب الأخرى وتمكنت من تجبيرها بتوفيق الله . "
وعن أبرز أسباب الكسور في الماضي يقول السيد أحمد " : أغلبها كانت إصابات عمل في البر أو البحر على ظهر السفينة أو على ظهر الناقة "المطية" . ومن الطريف أن الناس أصبحوا يذهبون للمستشفيات لأخذ الأشعة التي أجيدها بإتقـان ودقـة أصبحت تسهل علي معانية الحالة وتحديد مكان الكسر وبالتالي العلاج . "
وعن الأدوية وأدوات العلاج يقول بن مزروع:" لتجبير الكسور استعمل "ليحان رفاع" أي قطعاً من الخشب ونربطها بلفات من الأقمشة ، فيلصق بجسم المريض ومكان الكسر بقوة بعكس "الجبس" الذي يترك فراغاً ولا يلتصق تمـاماً بالدرجة المطلوبة ، فإذا ما قمنا بإدخال إصبعنا تحت "الجبس" كان ذلك ممكناً بعكس "الحطب" الذي نجبر بـه نحن . أما الأدوية فإنني أستعمل لأي كسر "العنزروت وزلال البيض" أخلطهما معاً وأفركهما على موقع الكسر قبل التجبير . كما أنني أعالج "القرحة" بالصـدو والمقل واللبان والعنزروت والخيل والصبر وخل التوت الأبيض .. وفي الماضي كنت أعالج المصابين بالطلقات النارية إذا صادفت بالخيل واللبان السقطري الأبيض ، وقد كنت أشتريها من سوق دبـي ، كما أنني أعالج أمراض الأعصاب التي عادة ما تصيب اليد أو الرجل ، فتحـد من حركتها ، فمثلاً أذكر أنني جبرت أحدهم من الحالة التي أصابت أصابع يديه التي بقيت نائمـة في كفه لا تتمدد . وفي مثل هذه الحالات أخلط الحنة بعد عجنها في السمن البلدي الطيب , أدهن بها موقع العصب مرة ثم يستمر على استعمالها عدة أيام قبل النوم حتى يشفى تمـاماً بإذن الله .
دور الإرســاليات التبشيرية
البدايات كانت حسب المصادر التي إعتمد عليها هذا البحث هي زيارة الطبيب (شارون توماس) للشارقة ودبي . كان ذلك في عام 1902م ، (البسام ، 1993) ونظر الطرافة رحلة الطبيب شارون إلى الشارقة فقد يكون من المفيد هنا ذكرها كما كتبها نفسه:- " لم تغب الشارقة – وهي إحدى مدن الساحل العماني – من ذاكراتي لفترة طويلة . فمنذ أن زارها أحد أعضاء الإرساليات الأمريكية في البحرين وهو (موريس مويرديك) العام الماضي وأنا متشوق للقيام برحلة طبية إليها لبعض الوقت ولو لفترة قصيرة .
ومرت الأيام ونسيت الشارقة ولكن في صباح أحد أيام مارس 1902م جاء إلى مقر الإرسالية بالمنامة قبطان سفينة هندي من كلكتا. وعندما عرف أننا ننـوي السفر إلى الشارقة عرض أخذنا معه إلى جزيرة أبي موسى الواقعة في منتصف الخليج والقريبة نوعاً ما من الشارقة ودبي .فقد كان هذا القبطان الهندي ذاهباً إلى هناك لأخذ حمولة من (الأكسيد الأحمر) .
وعندما وجدنا أن السفر إلى (أبو موسى) وعبر السفينة السريعة نوعاً ما سيوفر علينا بضع مئات من الأميال فيما لو سفرنا بواسطة أحد القوارب المحلية ، عندما وجدنا ذلك قبلنا عرض القبطان واتفقنا معه على كل شيء في الحال وبدون تردد .
ولكن فجـأة وأثناء هذا الانتظار سمعنا أن هناك غزلانا جميلة في الجزيرة ، وفي الحال فكرت في أنه يمكنني قضـاء وقت الانتظار في صيدها إذا ما استطعت استعارة بنـدقية .
وبعد بحث استغرق مني وقتاً لم أستطع الحصول على بندقية حديثة في السفينة ولا في أي مكان في الجزيرة ، لكنني استطعت بصعوبة شديدة تدبير استعارة بنـدقة قديمـة حصل عليها أحد البحارة في السفينة من صيني وكان يحتفظ بها كتحفة نادرة .
وبالطبـع فرحت بالبندقية وذهبت في الحال لصيد الغزلان وبالرغم من أنني شـاهدت الكثير من الغزلان الجميلة إلا أنني لم أصطد واحداً منها وذلك لأنني تذكرت اعتراضات البعض على أعضاء الإرسالية المبشرين – وأنا أحدهم بالطبع- لذبحهم الحيوانات بشكل وحشي ، ولذلك تمتعت بجولة الصيد والركض وراء الغزلان ولم يفسد هذه المتعة سوى تذكر هؤلاء المعارضين لقتـل الحيوانات .
وبعـد أيام قليلة وصلنا الشارقة في صباح يوم مشرق جميل وصادف ذلك الصباح عيد الفصح . وبدلاً من الولائم الفاخرة الخاصة بهذا العيد تناولنا وجبة العيد الرئيسية المكونة من الأرز والسمك وكنا محاطين بحشد كبير من الأهالي الذين جاءوا لرؤيتنا . وبالطبع لم نعتبر هذا التجمع لطيفاً بالنسبة لنا خاصة أثناء إقامـة صلاة العيد إلا أننا لم نبـد إكتراثـاً لذلك .
ومع الوقت ازدادت حشود الأهالي حول كوخنا وانتشـر الفقراء والعبيد والنساء حول منطقتنا طوال الوقت ، وأكثر من ذلك فقد كان بعضهم يقوم بإزعاجنا عبر إحداث بعض الأصوات والفرقعات نحونا وبشكل لا مثيل له وغير مهتمين بوجودنا في الداخل وقفل الباب علينا .
وكنا نظن أن مجيء الليل سـوف يؤدي إلى عودة هذه الحشود إلى بيوتها ولكن ذلك لم يحدث فقد استمروا يحاصرون كوخنا بضجيجهم وأصواتهم .
ولمواجهة هذه المشكلة ادعينا أننـا لا ندري بوجود هذا التجمع حولنا أو على الأقل لا ندري أنهم قريبون منا. وقـام أحد المرافقين وهو (جبرئيل) بقراءة مختارات من الإنجيل بصوت عال وقمنا نحن بصلاة طويلة حتى يتـأثر هؤلاء الناس ويخرجوا من الظلمات إلى النور ويستجيبوا لما أتينا إليه من أجل التبشير !.
بالطبع لم يحدث ذلك ، ففي فجر يوم الاثنين استمرت هذه الصعوبات ووجدنا مشقة كبيرة في إبعاد هذا التجمع من البشر المحتشدين حول الكوخ لكي نستطيع تناول طعام الإفطار .
وفي نفس الصباح قام اثنـان من أعضاء بعثتنا وهما (مويرديك) و (جبرئيل) بزيارة بعض القرى القريبة من الشارقة وحملوا معهم نسخاً من الإنجيل لبيعها على الناس . وبجانب القرى استطاعا الذهاب إلى بعض بيـوت الشارقة نفسها وتمكنوا من بيع بعض الكتب المسيحية التبشيرية .
وعلى الجانب الآخر كنا نقضي معظم وقتنا في الشارقة في معالجـة المرضى حيث استطعنا خلال الأيام الخمسة التي بقيناها هنا معالجة 500 مريض يشكون من أمراض وحالات متعددة . بجانب العمل الطبي قمنا أيضاً بجولات في الشارقة للتصوير الفوتوغرافـي ورافقنا في هذه الجولات ثلاثة تجار عرب من الشارقة . وكان أحد هؤلاء يعاني من مرض في عينه . وقد قمت بإجراء عملية لها ووضعت بدلاً عنها عينا زجاجية وكانت تلك مسألة جديدة لم تجر من قبل في المنطقة .
وبرغم كل شيء فقد فوجئنا في الشارقة بأن أشـياء كثيرة توقعنا وجودها ليست موجودة . فحياة الناس هنا تبدو غير مخيفة والأوضاع ليست هي التي كنا نتصورها في أمريكا .
ومع الأسف فإنني سوف لن أكون قـادراً على زيارة الشارقة مرة أخرى . فإذا استمر مستوصف البحرين في عمله كالمعتاد فمن المؤكد أنني لن أغادر المنامة في أيـة رحلة مهما كانت أهميتها ."
كما يتضح من رواية (د. توماس ) فأن العلاج الحديث أتى تحت مظلة التبشير ، فقد بدأوا من المنامة في البحرين وانطلقوا إلى معظم دول الخليج ، ولكون الناس وأهالي المنطقة لا يداخلهم شك في عقيدتهم المسلمة فإنهم نظروا إلى هذه الإرساليات باستخفاف وإن كانوا قد استفادوا من الخدمات الطبية التي وفرتها لهم .
تبعت زيارة الدكتور (توماس) زيارة الطبيب (ستانلي ميلري ) عام 1908م ، للشارقة ودبي حيث وصل من البحرين هو ومرافقـاه بائـع الكتب (أمين) والصيدلي (جوليس ) وفي منتصف مارس عام 1908م تم استقبال الدكتور من قبل شقيق نائب مثل الحكومة البريطانية حيث أقاموا في بيت الضيافة المعد خصيصاً للضيوف الأوربيين ، وبعد يومين بدأ الطبيب والمرافقان العمل في كلتا المهمتين اللاتي أتيا من أجلهما :-
التبشير والطبابة .. وعن الطبابة يقول الدكتور(ستانلي ) :
" بعد يومين فتحنا العيادة الطبية للجميع وفي أوقات محددة ، وكان يأتي إلينا الكثير من أهالي المدينة للمعالجة من أمراض مختلفة . وفي بعض الأحيان كان يأتي إلينا مرضى بعد انتهاء العمل . وفي أحد الأيام جاء إلى رجل وتحدث معي لبعض الوقت ، وقبل أن يرحل تذكر أنه يعاني من آلام مخيفة وأشار إليها في بعض مواقع جسمه قائلاً :- هنا .. وهنا ، وطلب مني بالطبع معالجته.. وبعد أن انتهيت من فحصه وبينما كنت أكتب له الدواء راح يخبرني بالآم أخرى داخلية يعاني منها باستمرار منذ سنـوات …إلخ " ويسجل الطبيب أنه عالج في دبي 750 مريضاً خلال أسبوعين .
تـاريخ مستشفيـات الإرسـاليات في الإمـارات
1- مستشفى سـارة :
استمر دور هذه الإرساليات في إمارات الساحل وتركز في مدينة الشارقة ومع وجود فارق زمني بين النشاطين إلا أن هناك ما يربطهم ويتضح ذلك من تتبع سيرة الدكتورة سـارة .
الدكتورة "سارة هوسمان" أوفدت إلى المنطقة سنة 1911م . وعندما أنهت دراسة اللغة العربية ، بدأت بوضع أسس الخدمة الطبية النسائية الجيدة في مسقط ، وكان عدد مرضاها كبيراً وفي الوقت ذاته كانت تقوم بمهمتها التبشيرية حيث كانت تقـرأ للنساء الإنجيل .
وفي الفترة بين سنة 1926-1943م قام زملاء الدكتورة سارة الأطباء " ديم وهاريسون وستورم وهوسمان وويلز وتومس وملري " برحلات واسعة في داخل شبه الجزيرة العربية وقدموا خدمات طبية جيدة للقبائل التي تعيش في تلك المنطقة حيث وجدوا أهلها يعانون العـديد من الأمراض المعدية والأمراض المزمنة .
ولم تستطيع الهيئة الطبية البقاء هناك طويلاً نظراً للظروف البيئية الصعبـة . وقد كتبت الدكتورة "سارة هوسمان" سنة 1935م تقول " إن ما أصبو إليه هو أن أعثر بعون الله على بلدة هامة أتمكن منها فأنفذ إلى منطقة واسـعة من القرى ثم أسـتقر في هذه البلدة وأحيا حيـاة تبشيرية عادية بين الناس " . (التميمي ، 1982م ) .
وفي عام 1938م استقالت من الإرسالية لتقوم بهذا النوع الرائد من العمل الطبي على نحو مستقل أولاً في عمان ثم في الشارقة على ساحل الخليج العربي .
وقد إستمر هذا التبشير حتى وقت قريب جداً فلا زالت بعض الأمهات اللاتي كن يترددن على المستشفى الأمريكي في الشارقة يذكرن أن الطبيبة "سارة " كانت تطلب منهن ترديد بعض الفقرات من الإنجيل وتستقبل النساء هذا الطلب بالضحك وعدم المبالاة .
زمن المعروف أن مستشفى سارة قد أفتتح في عام 1952م في الشارقة وهو يعمل حتى الآن بإدارة مختلفة ، وقد توفيت الدكتورة سارة وزميلة أخرى لها ولم يبقى غير زميلة ثالثة بدأت العمل معها وهي الآن في الولايات المتحدة الأمريكية .
مستشفى الواحة مستشفى خيري ليس هدفه الربح بـدأ في مزاولة علاجه في نوفمبر 1960م بدعوة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه الحاكم السابق الشيخ شخبوط . قدم الدكتور "بيرول وميريان كندي" مع موظفين آخرين . ولكون الشيخ زايد قد حصل على علاج جيد من قبل مستشفيات أخرى في الهند ومسقط والبحرين فإنه فكر بدعوة الدكتور "كندي" ليقوم بإنشاء مستشفى لأهالي مدينة العين في إحدى واحاتها . في تلك الأيام المبكرة كانت مدينة أبوظبي غير نامية وكان مستشفى الواحة أول مستشفى في إمارة أبوظبي ومدينة العين وعرف باسم (مستشفى كندي). ويوفر مستشفى الواحة الخدمات الطبية المتقدمة لأهالي المنطقة مما خلق له سمعه طيبة في المجتمع . ومع صغر حجم المستشفى وقلة العاملين والأجهزة فيه إلا أن عدد المواليد فيه خلال عشر سنوات قد بلغ 4000 مولود . وكان يتوافد للعلاج مرضى من المنطقة وكذلك من المناطق المجاورة مثل عمان. ومع كون المستشفى خيري ولا يهدف للربح إلا أنه يتقاضى بعض الرسوم الرمزية وذلك لكي يطور خدماته ويحافظ على مستواها في الوقت الذي لا يرفض استقبال أي مريض سواء دفع الرسوم أو لم يدفعها . وقد كان للهيئة الطبية بالمستشفى مورد مادي آخر من الخارج ولذلك إستمر هذا المستشفى في تقديم خدماته دون أي مشكلات مادية .
اوائل الأطبـاء المواطنين من دولة الإمـارات
1- الطبيب محمد بن حبيب الرضـا:
في ذلك الزمان الذي يندر فيه وجود الخدمات الطبية ويشيد المرض ويتعذر الشفاء يكون وجود الطبيب بمثابة الرحمة التي لها أهميتها. وهو وإن كان كذلك في الوقت الحالي إلا أن حاجة الإنسان في ذلك الزمان لهذه الرحمة وإحساسه بها كان أكثر إلحاحاً وحده . فكيف حين يكون الطبيب من أبناء هذه المنطقة يعرفونه ويعرفهم جيداً نظراً لصغر المجتمع وقوة العلاقات الاجتماعية فيه ، يشعر بآلامهم وبحاجتهم للعلاج والدواء . يتحدث لغتهم ومن ثم يسهل عليه فهم شكواهم والتخفيف عنهم ومواساتهم ثم علاجهم أو تبصيرهم بطرق العلاج. هذه هي بالتحديد مكانة ذلك الرجل( الطبيب محمد بن حبيب الرضا ) وثقله في مجتمع الإمارات في ذلك الوقت .
محمد حبيب أحد أبناء الإمارات ولد في عام 1909م وبدأ ممارسة مهنة الطب في عام 1930م فكان بذلك أول طبيب مواطن .
أو هكذا يعرف الناس الدكتور محمد حبيب الرضا بكونه أول من عمل في مهنة الطب من أبناء دبي ، وظل يمارسها من عام 1930م إلى آخر أيام حياته حتى توفاه الله في 3/10/1982م حيث كان يرافق المرحوم الشيخ راشد بن سعيد المكتوم في رحلة منطقة حتا .
ولما كانت هذه الدراسة تهدف إلى توثيق تاريخ الطب في الإمارات فمن المهم ذكر سيرة حيـاة هذا الرجل .
في مقابلة مع الدكتور حسين الرضا أكبر أبناء المرحوم كان هذا الحديث الذي يسجل تاريخ هذه الأسرة في مجال دراسة الطب وممارسته .
لم يكن محمد بن حبيب الرضا هو أول الأطباء في الأسرة فقد سـبقه أبوه وكذلك جده ، فالأب حبيب كان قد درس الطب في الهند ومارسه هناك ، وإن كان قد تردد في بعض الأوقات على دبي لمعالجة بعض الناس ، ونظراً لكون محمد شغوفاً بمهنة أبيـه فقد كان يرافقه في كثير من تلك الرحلات ، ومن خلال هذه الرفقة اكتسب الكثير من المعارف والعلوم في هذا المجال ، بعد ذلك أخذه أبوه إلى إيران لتعلم أصول اللغة العربية كما تعلم اللغة الإنجليزية من خلال أسفاره مع والده للهنـد ، وبعد أن بلغ سن الثامنة عشرة التحق بمستشفى لنجة وهناك تم تقييم مستواه العلمي وتم تدريبه بذلك المستشفى لمدة أربع سنوات وبعدها عاد ليمارس مهنة الطب في الإمارات وليتابع الرسالة التي بدأهـا والده وجـده .
ويروي الدكتور محمد حبيب الرضا واقع الخدمات الصحية في الإمارات في ذلك الوقت كما جاء في مقابلة صحفية أجرتهـا معه مجلة أخبار دبي بتاريخ 16يونيو 1979فيقول :-
" إن أهالي الإمارات قد عانوا من العديد من الأمراض ، كالملاريا ، والدسنتاريا ، والجدري والزهري ، والتراخوما. وأنه لم يكن هناك طبيب بالمعنى الحديث حتى بداية الحرب العالمية الثانية تقريبـاً . بل كان المصاب بأي مرض غالباً ما يستسلم لإصابته برضى وقناعة ويلجأ لمعالجة الأطباء الشعبيين بطرق العلاج التي كانت متداولة آنذاك ولازالت كالكي واستخدام بعض الأدوية العشبية . "
ويواصل الطبيب حديثه حول ممارسته لمهنة الطب فيقول " لقد حاولت الاستفادة مما تعلمته من والدي عن المرض وكتابة العقاقير الطبية ، وقد كانت تلك العقاقير محدودة للغاية وكنت أجلبها من الهند مثل الكينين لعلاج الملاريا وانتروفيونورم لعلاج الديزنتاريا ومركبات الزرنيخ لعلاج الزهري . وقد كان احتياجي الدائم للأدوية لعلاج مرضاي سبباً من أسباب تأسيس هذه الصيدلية المسماة بالصيدلية الوطنية . ولم أكن أتقاضى من المريض ذلك الزمان أكثر من خمسة روبيات وفي كثير من الأحيان كنت أعالج بعض المرضى مجاناً نظراً لمعرفتي بضيق حالهم وحاجتهم للعلاج . وفيما يتعلق بدور الحكومة والمسئولين بإمارة دبي وموقفهم من بدايات الممارسة الطبية بالمفهوم الحديث فإن الدكتور محمد حبيب يشيد في هذا المجال بدور حكومة دبي وبالذات دور الشيخ سعيد بن مكتوم (حاكم دبي آنذاك ووالد الشيخ راشد بن سعيد ) باعتباره قد قدم له التشجيع .
والدعم المادي والمعنوي الذي كان له الفضل في نجاح ومواصلة مسيرته في هذا المجال . فبعد ممارسته لمهنة الطب ثماني سنوات في إمارة دبي ، وثبات خبرته ونجاحه في هذا المجال . قام الشيخ سعيد بن مكتوم بمنحه ترخيصاً أو إجازة من حكومة دبي (أنظر الوثيقة ) تعترف به رسمياً كطبيب وتسمح له بموجب هذه الإجازة بممارسة العلاج والتنقل سواء لتقديم الخدمة الطبية أو لمواصلة العلم في هذا المجال ، وتعتبر هذه الوثيقة أول ترخيص رسمي بمزاولة مهنة الطب في دبي ، وكان لهذه الوثيقة الذي حظي بها من حاكم دبي أكبر الأثر في تطور مسيرته العلمية والعلاجية حيث زاد عدد المترددين عليه لطلب العلاج ، وأصبح طبيباً خاصاً بالأسرة الحاكمة في إمارة دبي وكذلك بالنسبة للأسر الحاكمة في الإمارات الأخرى . فقد عالج كلا من الشيخ سلطان بن صقر القاسمي وسلطان بن سالم القاسمي والشيخ راشد بن حميد النعيمي والشيخ شخبوط حاكم إمارة أبوظبي آنذاك .ويعود الدكتور محمد حبيب ويؤكد على الدور الإيجابي لموقف حاكم إمارة دبي الشيخ سعيد بن مكتوم حيث يقول لصحيفة أخبار دبي " إن الترخيص الطبي الذي منحني إياه وثقته بي ومن بعده ثقة ابنه الشيخ راشد حاكم إمارة دبي رحمه الله ، وثقة بقيـة شيوخ الإمارات وأهالي هذا المجتمع كانت العامل الأساسي وراء نجاحي ومواصلتي لهذه المهنة طوال خمسين عاماً وتحملي لمشاقها نظراً لصعوبة التنقل بين الإمارات آنذاك ، وقلة الإمكانيات العلاجية كالأدوية والأجهزة الطبية . فالطبيب في ذلك الوقت قد يقضي أكثر من أسبوع ساهراً بالقرب من مريض له يداويه بما لديه من عقاقير وينتظر انقضاء مرحلة الخطر وكثيراً ما يكتب الشفاء لهذا المريض ويحدث أحياناً أن يبذل الطبيب كل ما في وسعه ولكن قضاء الله يحول دون تحقق الشفاء" . ويواصل الطبيب واصفاً هذه المعاناة بقوله (( قد يحدث أحياناً أن أسهر لمدة أسبوعين بجانب أحد مرضاي المصابين بالتيفوئيد في وقت لم يكن فيه الكلوورمايسين متوفراً ، وقد كان الحل الوحيد المتاح أمامي هو أن أخفف عن المريض آلامه بإعطائه بعض المسكنات والانتظار حتى نهاية الأسبوع الثاني وهو ما نسميه (بليلة الحران) ففي هذه الليلة تنخفض حرارة المريض ويعرق بغزارة ، وقد كنت أنتظر هذه الليلة بفارغ الصبر لأنها الحد الفاصل بين الشفاء أو الموت ، وكثيراً ما كنت أنجح في العلاج وعدتي في ذلك حقيبة صغيرة لا تحوي أكثر من ميزان لقياس الحرارة وبعض الضمادات والمسكنات )) . وتجدر الإشارة هنا إلى أن الترخيص الذي منحه الشيخ سعيد بن مكتوم للطبيب محمد حبيب الرضا بمزاولة المهنة يعد في حد ذاته نقطة تحول هامة على مستوى تطور الخدمات الطبية في الإمارات إذ يمكن النظر إليه باعتباره أول إجراء تنظيمي لممارسة هذه المهنة . وهو من جهة أخرى يمثل ضماناً لأهالي الإمارات وحماية لهم من قبل الحكومة حتى لا يقع المواطن ضحية لعلاج شخص غير مجاز له بممارسة المهنة .
أما عن موقف الدكتور محمد حبيب من المعالجة بالسحر والشعوذة فهو يقول : (( بأنه رغم انتشار هذا النوع من الممارسات كوسائل للعلاج وتخفيف معاناة المرضى إلا أنني لا أقرها ولا أعترف بها لأني أؤمن بأن الطب كباقي العلوم له أصوله وقوانينه التي يجب أن تدرس وأن يقوم الطبيب بمتابعة كل ما هو جديد من اكتشافات في مجاله كي يكون طبيباً ناجحاً . ولذا فإني لم أتوقف طوال حياتي عن طلب المزيد من المعرفة حول مهنة الطب من خلال الإطلاع على الموسوعات وأمهات الكتب الطبية وكل ما يتعلق بهذا المجال من معلومات ووثائق ، كما أني أتابع يومياً كل الاكتشافات الجديدة وقد سعدت كثيراً بالاكتشاف الجديد في مجال الطب فيما يتعلق بعلم الأجنة ونجاح تجـربة طفل الأنبوب وسعادتي أكبر عندما أقرأ عن نجاح وإنجازات الأطباء العـرب )) .
إلى هنا تنتهي المقابلة المنشورة في مجلة دبي .. ويتصل الحديث مع أكبر أبناء ابن حبيب حيث يضيف الدكتور حسين الرضا إلى هذه المعلومات قائلاً : (( إن والدي كان بارعاً في التشخيص وفي وصف الدواء المناسب ويروي حادثة حول هذا الموضوع : لقد ذهبت يوماً لفحص أحد مرضى والدي وكان رجلاً مسنا مصاباً بفشل في القلب ، وقد فحصت حالته واتصلت بوالدي لأخيره بالحالة وبالعلاج ، فأشار على ونصحني باستخدام دواء خاص بهذه الحالة مما يؤكد دقتـه في التشخيص وحرصه على تحديد الدواء الأكثر ملاءمة لحالة المريض . وإذا استعصى الأمر عليه نصح المريض بالذهاب إلى الدكتور ماكولي في مستشفى المكتوم )). ويواصل الدكتور حسين الرضا حديثه عن سيرة عائلية في مجال الطب فيقول : (( إن جده كان طبيباً وكذلك عمه وقد تخرج من إحدى الجامعات الهندية ، وأخوة الدكتور عبدالنبي حبيب الرضا (مدير مستشفى راشد واستشاري الجراحة العامة ).
وقد يكون الدكتور حسين الرضا أكبر الأطباء المعاصرين عمراً. ولكونه يمثل حلقة وصل في تاريخ الطب ، إذ يربط بين خبرة جيلين من أبناء الإمارات فقد يكون من الأجدى هنا ذكر نبذه عن مسيرته في مجال دراسة وممارسة الطب ، لقد درس د.حسين في باكستان من 1948-1951م . وبعد ذلك في الكلية الثانوية التابعة للجامعة الأمريكية في بيروت في الفترة من 1951-1957م . ثم درس اللغة الإنجليزية والفرنسية والإيطالية في كل من بريطانيا وسويسرا وإيطاليا إلى جانب إجادته للغة العربية بالطبع ، وكذلك الهولندية والفارسية والألمانية فيما بعد ولذا فهو يجيد (7) لغات عالمية إجادة تامـة . ثم بعدها توجه إلى ألمانيا من العام 1958م وحتى عام 1974م لدراسة الطب وتخصص في مجال الجراحة في عام 1976م ثم عاد ليعمل لبعض الوقت مع إحدى الشركات الألمانية في رأس الخيمة . وهو الآن استشاري جراحة العظام ورئيس قسم الطوارئ في مستشفى راشد بدبـي .
2- الطبيب عبدالحسـين كامكـار :
إلى وقت قريب ظلت لافتة قديمـة تحمل اسم الدكتور عبدالحسين كامكار معلقة على باب عيادته (وهي من أوائل العيادات في المنطقة وتقع في سوق الذهب بدبي) ومنذ أشهر فقط نزعت هذه اللافتة التي خطها السيد بن حافظ بخطه الجميل عندما كان كاتباً للشيوخ . بهذه العبارة يبدأ د. عبدالحسين كامكار حديثه عن ذكريات ممارسته لمهنة الطب في دبي حيث يقول (( لقد كنت من أوائل الأطباء الذين قدموا إلى الإمارات واستوطنوها ، حيث قدمت إلى دبي في عام 1939م في طريقي إلى أمريكا أو فرنسا لدراسة الطب والتخصص فيه ، توقفت بي السفينة في دبي .. وتأخر سفري لقيام الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان ، وتعطلت حركة السفن في الخليج ، مما اضطرني للبقاء في منزل عبدالرحيم سعدي ومن هناك أجريت اتصالاتي بأهل البلد وشيوخها .. ثم سمع عني الدكتور محمد أيوب وهو طبيب بنجالي مرسل من قبل الحكومة البريطانية – كانت عيادته في بيت بن لوتاه مقابل البحر )) .
ويروي د. كامكار أن الدكتور محمد أيوب عرض عليه العمل في عيادته وقد جرب العمل لفترة بسيطة ويتذكر أنه استقبل 17 مريضاً في أول يوم وكان د. أيوب يراقب عمله وهو يفحص المرضى ويركب لهم الدواء ، ويقول د. كامكار أن التنافس قديم بين الأطباء فالدكتور أيوب ظن أنني جئت لأنافسه وقد أثبت له عدم منافستي له بل قمت باستشارته في الموقع الذي يجب أن أفتح فيه عيادتي وأشار علي بأن أفتح عيادتي في سوق الذهب . وقد أهداني الدكتور أيوب كمية من الدواء المرسلة من فرنسـا .
ويوضح د. عبدالحسين أنه قبل الدكتور محمد أيوب كان هناك الدكتور نور أحمد .. وبعد محمد أيوب أرسل محمد ياسين.. وماكولي.. الذي عمل في مستشفى مكتوم .
ويتذكر د. كامكار أن مرض السكر لم يكن معروفاً في تلك الفترة وهو المرض الذي يعاني نته معظم كبار السن من أهالي المنطقة الآن . أما بالنسبة لرسوم العلاج فكانت 3 روبيات و5 روبيات مع الحقنة .
وكان يستقدم التطعيم ضد الجدري من إيران في فترة ظهور وباء الجدري 1939م-1940م ويتذكر أن السيد حميد بلهول كان يعمل في الجمرك وقد أخذه مرة لمعالجة 20 حالة وكذلك السيد ثاني بن عبدالله بوقفل أخذه لمعالجة حالات أخرى في فريج الضغاية . ويعز على د.عبدالحسين أنه إنتقل من عيادته القديمة إلى عيادة أخرى بعد إدخال بعض التغيرات في الطريق المار بسوق الذهب ومنع السيارات من الدخول فيه الأمر الذي كان يعوق وصول الدكتور نفسه وكذلك مرضاه من كبار السن إلى العيادة مما إضطره إلى تغيير موقعها وحد ذلك من عدد المرضى المترددين على عيادته ، وبذلك تأثرت مهنته وقلت ساعات عمله .
3- الطبيب محمـد الشريف :
قد يكون معظم أبناء إمارة دبـي بل وكثير من أبناء الإمارات الأخرى قد ترددوا على عيادة الطبيب محمد شريف الواقعة في سوق الذهب بدبي والتي لازالت موجودة في نفس السوق ولكن في موقع آخر منه وبالقرب منها صيدليته التي أنشأها في 12/11/1955م. وقد يكون رواج سمعة عيادة هذا الطبيب وكذلك صيدليته راجع للحاجة الماسة للعلاج والدواء في تلك المرحلة لندرة وجود الطبيب والدواء معاً . ولكن الإقبال على عيادته وكذلك صيدليته لم يتراجع كثيراً بعد تطور الخدمات الصحية وتزايد عدد المستشفيات والعيادات الخاصة الأمر الذي يعني وجود عوامل أخرى وراء هذا الإقبال .
وفيما يلي عرض موجز لمسيرة محمد شريف لمهنة الطب كما يرويها بنفسه: (( لقد تلقيت دراستي للطب والصيدلة في البحرين ، وعملت في الدمام في سكة الحديد ، وبعدها أتيت إلى دبي وقمت بفتح الصيدلية والعيادة ، لكن الإقبال كان ضعيفاً ، لذلك اضطررت إلى التنقل بين الإمارات وخاصة أم القيوين التي كنت أقيم فيها أحياناً لمدة أسبوعين ، وكذلك إمارة رأس الخيمة ، أبوظبي ، وبعد فترة لقيت العيادة رواجاً كبيراً وأصبح لي مرضاي الخاصين الذين يترددون على العيادة بشكل مستمر ولا زال الكثيرون منهم يترددون على العيادة لطلب العلاج حتى هذا الوقت )) .
هذا ما قاله الطبيب محمد شريف وإن كان حديثه مقتضباً ولا يتضمن إجابة قاطعة حول سر رواج العيادة وإقبال المرضى عليها حتى في هذا الوقت الذي توفرت فيه الخدمات الطبية بالكم والنوعية التي تفي بحاجة المرضى إلى حد كبير ، ولكن يمكن استنتاج بعض هذه الأسباب ويأتي في مقدمتها: عامل الثقة حيث استطاع الطبيب محمد شريف خلال هذه السنوات من ممارسة الطب بناء علاقة بينه وبين مرضاه قائمة على الثقة . فأصبح المريض يتردد عليه اليوم لا لأنه لا يجد مكاناً أخر يمكن أن يقدم له الخدمة العلاجية وإنما لكونه قد اعتاد على معالجته واطمأن لهـا .
أما العامل الثاني : فَيمكن إرجاعه إلى قدرة الطبيب على القرب من مرضاه (من كبار السن بصفة خاصة ) والتحدث إليهم بطريقتهم وبالتعابير التي يستخدمونها للتعبير عن شكواهم أو آلامهم . وهي لغة أو تعبيرات لا يجيد استخدامها طبيب أخر من أبنـاء هذا الجيل الذين أصبحوا يتحدثون بلغة علمية قد يصعب على المريض فهمها .
أما فيما يتعلق برواج سمعة صيدلية محمد شريف فذلك راجع لكونها قد قدمت العديد من الخدمات للمرضى بتوفير أحدث الأدوية بل والأدوية التي يندر وجودها في العديد من الصيدليات الأخرى . مما جعل المرضى يقصدونها أولاً توفير للوقت والجهد .
أوائل الأطبـاء العـرب والبعثة الطبيـة الكويتيـة
رغم وجود بعض المصادر التي تشير إلى دور دولة الكويت في تقديم الخدمات التعليمية والصحية والإعلامية لإمارات الخليج إلا أن هذا البحث قد حظي بشرف مقابلة الدكتور رمضان شير، وهو من أوائل الأطباء الذين قدموا من البعثة الصحية الكويتية ، وعاشوا تلك المرحلة الطب الشعبي في الإمارات .
الطب الشعبي هو جزء من المعتقدات الشعبية وهو يتميز عن بقية المعتقدات بارتباطه بالصحة والمرض ويتعامل به الكثيرون حتى الآن لمواجهة مشكلاتهم الصحية في ضوء الخبرات والتجارب العديدة المستمدة من البيئة .
ويلقى الشيخ محمد بن أحمد بن الشيخ حسن الخزرجي الضوء على أهمية الطب الشعبي فيقول : إن هناك أيدي خبيرة قد احترفت مهنة الطب الشعبي في الإمارات وعلاج كثير من الأمراض ، كما كـان للمرأة دور كبير في هذا المجال . ويذكر العديد ممن لهن الباع الطويل والتجارب التطبيقية ولا بأس بذكر أسمائهن :عائشة بنت علي بن دلموك ، وعائشة بنت سعيد بن حلول ، وحمده بنت أحمد وغيرهن ، ممن نفعن المجتمع في علاج الجروح والقروح والأمراض بشتى أنواعها ، وبالأخص اللصة المعروفة بداء السرطان ، بالأعشاب ، وبالكي في مواضع من جسد الإنسان والحيوان وكان العلاج ناجحاً وعجيباً غريباً .
ومثلما يحدث بين أطبـاء العصر يتنافس الأطباء الشعبيون فيما بينهم على الشهرة وذيوع الصيت ، فالشهرة لها بريقها ، ومثل أطباء العصر أيضاً قد يتحكم في الأطباء الشعبيين غرور المهنة فيتدللون ويواربون أبوابهم .
وفي دراسة قيمة عن الطب الشعبي في الإمارات يكشف الأستاذ ( إبراهيم بن سليمان الأشقر ) في كتابه عن الطب الشعبي عن أساليب هذا النوع من العلاج الذي ساد مجتمع الإمارات ولا تزال هذه الأساليب إلى اليوم محتفظة بخصائصها ومميزاتها، كالفصد والحجامة والختان وتجبير الكسور والعلاج بالرقي والتعاويذ ، ويشير إلى أن البيئة المحلية لها تأثيرها الكبير على أساليب الطب الشعبي ومواده فالسدر والرمث والأشخر والتمر واللبن وغيرها كلها أدوية شعبية يعرف الطبيب الشعبي فوائدها والحالات المرضية التي تفيد فيها .
القائمون بالطب الشعبي .
القائمون بالعلاج الشعبي في الإمارات هم المطببون أي الذين كانوا يمارسون مهنة الطب بالوراثة والخبرة والمعرفة والتجربة الذاتية ، والمطبب هو المعالج الذي يستخدم طريقة معينة يمارسها وتصبح مهنته ومصدر رزقه في بعض الأحيان .
والأطباء الشعبيون في الإمارات هم الممارسون لفنـون الطب التقليدي ، وهناك فروق بين طبيب المدينة وطبيب القرية ، والطبيب في البادية عن الطبيب في القرى الجبلية . ويمكن ملاحظة الاختلاف بين هؤلاء في مصادر الثقافة الطبية الشعبية ، ومستوى التفكير والمعرفة في كل مجتمع من المجتمعات الإماراتية القديمة وهذا الاختلاف في درجة الخبرة والإلمام بالأساليب والطرق العلاجية يرجع إلى التكوين التاريخي والبيئي لكل نمط من الأنماط السكانية المختلفة في مجتمع الإمارات القديم .
وكذلك يرجع إلى نوعية التخصص العلاجي الشعبي . فمثلاً يلاحظ بأن (العلاج بالكي ) أكثر انتشاراً في المجتمعات القروية البعيدة عن مجتمع المدينة . فهناك رجال في القرى تتوفر لديهم خبرة واسعة في الكي . لذا عندما يوصف الكي لمريض ينصحونه بأن يذهب إلى (كواي) متخصص في قرى الجبال عند (البداة) أو يقولون له اذهب إلى البادية . وهناك أيضاً وصفات علاجية يمارسها أطباء البادية أكثر من أطباء المدينة ، لذا فإنهم ماهرون فيها أكثر من سـواهم .
وبعض الوصفات مثل التجبير برع فيها المزارعون وهم الذين يطلق عليهم (البيادير) سكان الريف الإماراتي . أما فنون العطارة والختان والحجامة فإنها تمارس أكثر في المدينة ولها أطباء متخصصون وأصحاب خبرة ودراية. وهذا لا يعني أن الكي مثلاً لا يمارس في المدينة ..لا بل إن من يمارسونه أقل خبرة ودراية من أطباء القرى ، وكذلك بالنسبة للحجامة وصنع الأدوية والمركبات أكثر توسعاً في المدينة منها في القرى البعيدة ويمكن تصنيف القائمين بالعلاج الشعبي في الإمارات حسب طبيعة المهنة التي يقوم بها كل واحد منهم إلى الأصناف التالية :
المطـوع : وهو إمام المسجد وعالم الدين الذي تتوفر لديه ثقافة دينية . وهذا يمارس العلاج الديني مثل القراءة على المريض وعمل المحو، والمحو هو علاج ديني.
الحـواج : هو بائع الأدوية الشعبية ، ويسمى بـ(العشاب) أو (العطار) ، أي الصيدلاني بمفهومنا المعاصر، والذي يبيع الأدوية والعقاقير في السوق .
الكـواي : هو الذي يعالج بالكي بالنار. وهي طريقة شعبية مشهورة وتسمى (الوسم) في الإمارات .
المجبـر : هو الذي يجبر الكسور ، ويصنع الدواء للعضو المكسور ، ولديه معرفة وخبرة في العظام .
المختـن : الذي يقوم بختـان الصبيان بالطرق التقليدية . والختان سنة يمارسها المسلمون وأصحاب الديانـات السماوية .
ويمارس الختان في الإمارات (الخلاق) أو (المحسن) أو (المزين) الذي يحلق الشعر للزينة .
لأن الختانة مهنة موسمية ، فيمارسها الحلاق في صالون الحلاقة القديم أو عندما يطلبها منه أولياء أمـور الصبيان .
الحجــام : هو الذي يمارس الحجامة وهي استخراج الدم الفاسد من الجسم وكثيراً ما يمارس هذه المهنة الحلاقون باعتبار أن الحجامة مهنة موسمية .
الجــراح : هو المتخصص في معالجة الجروح بالأدوية والمركبات الطبية . وهناك جراحون متخصصون في علاج أنواع مختلفة من الجروح الخفيفة أو العميقة .
الكحـال : هو بائع الكحل ، ومستلزمات الجمال كالحناء والعود والبخور والعطور . كما أنه يعالج العيون الرمداء من الأمراض ، ويصف لها الدواء المناسب .
المسـاح : الذي يعالج بواسطة المسح أو التدليك باليد على موضع الألم. وفي مجتمع الإمارات التقليدي رجال ونساء تتوفر لديهم مهارات معينة في المسح.
المرفـع : الترفيع وهي (القمز) أو (الدغر) طريقة شعبية لعلاج اللوزتين .وهناك (المرفعون) خاصة من (الحريم) النساء . لأن الترفيع عادة ما تمارسها المرأة التي يطلق عليها ( المرفعة) .
الدايـة : الداية وهي (القابلة) المرأة التي تُعالج النساء وتشرف على ولادتهن وتعالج المولود حديث المولد فتعمل له الأدوية وتقوم على رعايتـه .
المشعوذون والسحرة : توجد فئـة من المشعوذين والسحرة في مجتمع الإمارات التقليدي . وهم دخلاء على المجتمع وكانوا يمارسون بعض الأعمال السحرية مثل ( الزار- الحروز – السحر ) إلى جانب عمل وصفات سحرية لحالات الصرع والجنون ، وهؤلاء طبقة منبوذة في المجتمع .
وإلى جانب تلك الفئات من المعالجين فقد كان الآبـاء والأمهات يمارسون أيضاً علاج الأبناء والأحفاد , ولكن في حدود ضيقة . ومن عادة الأهالي في السابق احتفاظهم بأنواع معينة من النباتات والأعشاب الطبية وبعض المركبـات مثل الثمـول والصـدر والطبيخة التي يستخدمونهـا في وقـت الحاجة . وقديمـاً تمارس ( العجوز) أو ( الجدة) التطبيب في حالات معينة وتتولى حفظ العقاقير في ( السحارة) وتوضع هذه السحارة في ( البخار) وهو المخزن أو المستودع .