تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الأمانة الجزء الأخير .

الأمانة الجزء الأخير . 2024.

حقوق العباد

إن حقوق العباد لا بد فيها من المحاصّة والمقاصّة، سواءً كانت من الأعراض، أو الأموال، أو الأسرار، أو نحوها؟ فلا بد فيها من المحاصة عند الله تعالى.
فلأجل ذلك بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أهمية حقوق العباد، فثبت عنه-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: خليجية لَتُؤَدَّنّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء خليجية .
وتشمل هذه الحقوق حقوق الناس بعضهم لبعض، فمن أخذ شيئًا، أو ظلم إنسانًا، فإن تلك الحقوق لا بد فيها من القصاص لا محالة.
لذلك سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث مشهور أصحابه عن المفلس، فقال: خليجية أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع! فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طُرح في النار خليجية .
فهذا الوصف جعل لمن لم يكن مؤتَمنًا على الناس وحقوقهم فيكون يوم القيامة مفلسًا غاية الإفلاس، ولو كانت أعماله كالجبال، يتقاسم حسناته أصحاب الحقوق الذين خانهم؛ وعلى هذا النحو تؤدَّى الحقوق والأمانات التي خان فيها من اؤتمن عليها يوم القيامة، سواء كانت تلك الحقوق والأمانات ودائع، من المتاع أو الكساء أو الإناء أو السيف، أو غيرها من أنواع المعاملات، من الديون والرهون والعقود وغيرها مما وثق فيه صاحبه، فإن خانه فإنه سيحاسب على خيانته عند الله.
والخيانة في الأمانات تكون على وجوه منها:
1- استعمال شيء لم يأذن صاحبه باستعماله: كلبس الثوب، أو النعل، أو ركوب الدابة أو السيارة، وهكذا سكنى دار ائتمنك عليها ولم يأذن لك بالسكن فيها.
2- جحود الأمانة وهو من الخيانة للأمانات التي لا بد أن تؤدى. وفي حديث مشهور ذكره ابن كثير عند تفسير هذه الآية نقله عن ابن جرير عن عبد الله بن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: خليجية القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها -أو قال: يكفر كل شيء- إلا الأمانة، يؤتى بصاحب الأمانة فيقال له: أدِّ أمانتك، فيقول: أَنَّى يا رب وقد ذهبت الدنيا؟ فيقال له: أدِّ أمانتك، فيقول: أَنَّى يا رب وقد ذهبت الدنيا؟ فيقال له: أَدِّ أمانتك، فيقول: أَنَّى يا رب وقد ذهبت الدنيا؟ فيقول: اذهبوا به إلى أمه الهاوية، فيذهب به إلى أمه الهاوية، فيهوي فيها حتى ينتهي إلى قعرها، فيجدها هناك كهيئتها فيحملها فيضعها على عاتقه فيصعد بها إلى شفير جهنم، حتى إذا رأى أنه قد خرج زلت قدمه فهوى في أثرها أبد الآبدين خليجية .
وعلى كل حال فإن حقوق العباد -كما ذكرنا- مبنية على المحاصّة والمقاصة، فعلى العبد أن يحذر من هذه الحقوق التي لا بد من القصاص فيها يوم القيامة.
3- تفويت المنفعة في الأبدان أو في الحقوق:
* أما في الأبدان: فمن الخيانة فيها الاعتداء على الغير بالضرب والشج أو القتل في موضع لا يطلع عليه فيه أحد، ثم يخفيه كأنه لم يفعل شيئًا، كما يفعل ذلك في حوادث السيارات وغيرها، فعند خلو الشارع أو موضع الحادث من مراقبة الناس أو الشرطة، فيجتهد صاحبه في إخفاء نفسه، حتى يذهب ويفوت على هذا الشخص المصاب بالشجة أو الجرح أو القتل الانتفاع بحقه في الحياة، ولكن الله مطلع عليه ومحاسبه يوم القيامة، ومستوف حق صاحبه من حسناته، فإن لم تكن له حسنات حمل من سيئاته ثم طرح في النار.
* وأما في الحقوق والأملاك: فإن من الناس من يشتري أو يستدين ويكتب ذلك بالوثائق الرسمية، فإن عرض عارض لصاحب الحق أو الدين، كاحتراق وثائقه أو ضياعه، بادر الآخر بحرق ما عنده من الوثائق المثبتة للحق عليه استعدادًا لإنكاره عليه وجحوده، ظانًّا أنه بهذا قد أخفى الحقيقة، ولكن الله مطلع عليه، وسيوفي حق أخيه منه يوم القيامة.
ولو كان الإنسان ناسيًا لهذا الحق، فإن الله -تعالى- يعفو عنه، وقد يجازي صاحب الحق على عفوه، وعلى الإنسان أن يكون محسنًا للظن بكل مسلم خانه، ولا يجازيه بالخيانة، وعليه أن يحسن معاملته مع الناس، وييسّر على معسرهم، ويعذره، ويسقط عنه، أو يخفف عنه بعض الأشياء لعل الله -تعالى- أن يتجاوز عنه.

الأسباب التي تحمل العبد على أن يؤدي الأمانة

إن هناك أسبابًا تحمل العبد على أن يؤدي هذه الأمانة، ومن أهم وأعظم ما يحمل الإنسان على أدائها:
1- معرفة الإنسان أنه مخلوق لربه، والمخلوق مملوك لربه، فليؤدِّ هذه الحقوق التي فيما بينه وبين ربه.
2- معرفته أن ربه هو المنعم المتفضل عليه، فالمخلوق مُنعَم عليه، لا يليق به أن يتأخر عن أداء حق ربه الذي ائتمنه عليه.
3- معرفة الإنسان أن هذه الأمانات من الفرائض التي فرضها عليه ربه، ولا بد أن يؤديها.
4- معرفة الإنسان أن ربه مطلع عليه لا تخفى عليه خافية، وهذه الأمانات التي يتحملها مما لا يخفى عليه ولا بد من أدائها.

5- معرفة الإنسان أنه متى قام بهذا الحق، وأدى هذه الأمانات سرَّها وجهرَّها، فإنه يحصل له ثواب عظيم في الدنيا وفي الآخرة.
ففي الدنيا: انشراح قلبه واطمئنانه، وسعة رزقه، وبما يفتحه الله عليه.
وفي الآخرة: الثواب العظيم الذي هو الأجر الأُخروي.
وهناك أسباب أخرى، وإن كانت هذه الأسباب من أهم وأعظم ما يحمل الإنسان على أداء الحقوق.
أما الذين تشاهدهم لا يقومون بهذا الحق، أو يقصِّرون فيه، وينتهكون حرمات الله ولا يراعون حقه، فإنما ذلك لنقص معرفة الله في قلوبهم، أو لنقص معرفة نِعَم الله عليهم، أو معرفة أنه الخالق لهم والمالك، أو لعدم تصديقهم بوعده سبحانه بالثواب، أو بوعيده بالعقاب لمن عصاه، ونحو ذلك.
فهؤلاء الذين يخونون الأمانات الدينية ولا يقومون بها، إنما ذلك لضعف الإيمان في قلوبهم.

نسأل الله أن يجمع قلوبنا على طاعته، وأن يؤلِّف بين قلوب المسلمين، وأن يجمع كلمتهم، وأن يردهم إلى الحق ردًّا جميلا، وأن يريهم الحق حقًّا ويرزقهم اتباعه، والباطل باطلا ويرزقهم اجتنابه.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزيت خير الجزاء ريومة ع الصرح الطيب والرائع والله لا يحرمنا منج
وما شاء الله عليج الصراحة أبدعتي وجزاك الله خير على ما تقدمينه لخدمة الإسلام

إنَّ حقوقَ العبادِ لا يضيعُ منها شيءٌ ، فعَنْ عَائِشَةَ- رضي اللهُ عنها- قَالَتْ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ((الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلاثَةٌ : دِيوَانٌ لا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا
وَدِيوَانٌ لا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا ، وَدِيوَانٌ لا يَغْفِرُهُ اللَّهُ ، فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ ،
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ))

وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا ، فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ ، مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ
أَوْ صَلَاةٍ تَرَكَهَا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ ذَلِكَ ، وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ ،
وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا ،
فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا الْقِصَاصُ لا مَحَالَةَ )) أحمد ( 6 / 240 ) .

قال العلماءُ : حقوقَ العبادِ مبنيةً على المُشاحَّة، وحقوقَ اللهِ مبنيةً على المسامحةِ،
أي فيما عدا الإشراكُ به سُبحانه، روائعَ من أقوالِ الرسولِ- صلى الله عليه وسلم- ( ص 404 ) .

وقال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- :
(( لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ )) رواه مسلم .

والجلحاء : هي الشاةُ التي لا قُرونَ لها ، والقصاصُ بين البهائمِ ليس قصاصَ التكليفِ
وإنَّما هو قصاصُ مُقابلة .

أيُّها المسلم : إن كانَ عندكَ مظالمُ لغيرك ، أوحقوقٌ فعليك أن تتحللَ منها اليومَ قبلَ العرضِ
على الحكَمِ العدل، الذي لا يَظلمُ الناسُ شيئاً، ولكنَّ الناسَ أنفسهم يظلمُون .
قال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- : (( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ ،
فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لا يَكُونَ دِينَارٌ ولا دِرْهَمٌ ،

إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ ،
أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ )) رواه البخاري .

قوله : (( من كانت له )) بمعنى عليهِ كقوله تعالى : (( وإن أسأتم فلها )) أي عليها ،
وفي لفظٍ من الحديث : ((من كانت عنده مظلمة لأخيه )) وهذا ظاهرُ المعنى .

قوله: ((من عرضه )) العِرْض بكسرِ العينِ وسكون الراء، هو مكانُ المدحِ والذمِ من الإنسانِ،
من جسدهِ أو نفسه، أو خُلُقهِ أو عمله، أو حسبهِ ونسبه.

وقولهِ: (( أو شيء)) أي من الأشياءِ، قال ابن حجرٍ- رحمه الله-:
(( وهو من عطفِ العامِ على الخاص، فيدخلُ فيه المالُ بأصنافه، والجراحاتُ حتى اللطمةِ ونحوها )).

فليحذرِ المسلمُ والمسلمةُ من الظلمِ ، فإنَّ الظلمَ ظُلماتٌ يومَ القيامة ،
والظلمُ : اسمٌ للجورِ ومجاوزةِ الحدِّ، ووضعِ الشيءِ في غيرِ موضعهِ الشرعي ،

قال ابن الجوزي- رحمه الله- : (( الظلمُ يشتملُ على معصيتينِ : أخذِ مالِ الغيرِ
بغير حقٍّ ، ومبارزةِ الربِّ بالمخالفةِ ، والمعصيةُ فيه ( أي في الظلم ) أشدُ من غيرها،
لأنَّهُ لا يقعُ غالباً إلاَّ بالضعيفِ الذي لا يقدرُ على الانتصار، وإنَّما ينشأُ الظلمُ عن ظُلْمَةِ القلب ،
لأنَّهُ لو استنارَ بنورِ الهُدى لاعتبر، فإذا سعى المتقونَ بنورِهم الذي حصلَ لهم بسببِ التقوى ،
اكتنفت ظلماتُ الظلمِ الظالمَ، حيثُ لا يُغني عنهُ ظلُمهُ شيئا ))
ابن الجوزي- رحمه الله- ص100 ج5 فتح الباري .

نسألُ الله تعالى العفو والعافية، وأن يُعيذنا من حالِ الخاسرين،
وأن يُجنبنا أسبابَ الظُلمِ، وأن يُعيذنا من مصيرِ الظالمين.

واستغفرُ اللهَ العظيمَ ، ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ ،

ودمتــــــي بحفظ الرحمن

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
بكل دعوة كتبت هنا
آآآآآآآمين ..آآآآآمين..وإياااكم اجمعين
جزاااااااكم الله الف خيرا جميعا..
تقبلو مروري..
في حفظ الرحمن

موفقين بإذن الله … لكم مني أجمل تحية .
’،

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يعطيج العآفية عزيزتي وبوركت يمنآج

شرح وآفي وتوضيح مميز . . سلمتي عزيزتي

وربي يحمينا من الشر ويهدينا الطريق المستقيم

لاهنتي ودمتي بحفظ الرحمن ورعآيته

’،

خليجية

موفقه بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.