وقد قرأت فى هذا الموقع سؤالا وجوابا عن الاحتفال بالمولد الشريف ويقول فيه المفتى بأن عمل المولد بدعة لا يجوز الاحتفال به . ولي فيه مخالفة تامة : وعندي دليل واضح على ان الاحتفال بالمولد من البدعة المستحسنة والذي اقره علماء الامة شرقا وغربا منذ القرن الثالث الهجري .
اذا كان في القلب مثقال ذرة من الايمان لا يمكن القول بأن الاحتفالبالمولد شرك
وقد اقر اكابر العلماء بأن عمل المولدبدعة وكلنا نقر بذلك ولكن الأهم ان هذه البدعة حسنة كما قال علماء الاسلام مثلسلطان المحدثين الحافظ ابن حجر العسقلاني والامام النووي واستاذ الامام النووي
وللحافظ السّيوطي رسالة سماها(حسن المقصد في عمل المولد)
قال( قد وقع السؤال عن عمل المولد النّبوي في شهر ربيعالأوّل ما حكمه من حيث الشرع و هل هو محمود أم مذموم؟ فالجواب عندي أن أصل عملالمولد الذي هو اجتماع الناس و قراءة ماتيسّر من القرءان ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى اللّه عليه و سلّم و ما وقع في مولدهمن الآيات ثم يمدّ لهم سماط فيأكلونه و ينصرفون من غير زيادة على ذلك من البدعالحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى اللّه عليه و سلّم وإظهار الفرح و الإستبشار بمولده الشريف صلى اللّه عليه وسلّم
قال الحافظ ابن كثير في تاريخه: (( كان يعمل المولد الشريف – يعني الملك المظفر- في ربيع الاوّل ويحتفل به احتفالاهائلا ، وكان شهما شجاعا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه اللّه واكرم مثواه . قال : وقد صنّف له الشيخ ابو الخطاب ابن دحية مجلدا في المولد النبوي سمّاه: التنوير في مولد البشير النذير، فاجازه على ذلك بالف دينار ،وقد طالت مدته في الملك الى ان مات وهو يحاصر الفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائةمحمود السيرة والسريرة
قال السيوطيّ وقد سئلشيخ الاسلام حافظ العصر ابو الفضل بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصّه( اصل عملالمولد بدعة لم تنقل عن احد من السلف الصالح من القرون كان بدعة حسنة ومن لا فلا ،وقد ظهر لي تخريجها على اصل ثابتالثلاثة ولكن مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، منجرّد في عمله المحاسن وتجنّب ضدها
وهو ما ثبت فيالصحيحين من انّ النبي صلى اللّه عليه وسلّم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يومعاشوراء فسألهم فقالوا : هو يوم اغرق اللّه فيه فرعون ونجّى موسى فنحن نصومه شكرالله تعالى ، فقال صلى اللّه عليه وسلّم (نحن اولى بموسىمنكم ))فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما منّ به في يوم معيّن من اسداء نعمةاو دفع نقمة ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كلّ سنة ، والشكر لله يحصل بأنواعالعبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وايّ نعمة اعظم من بروز هذا النبيّنبيّ الرحمة في ذلك اليوم ، وعلى هذا ينبغي ان يتحرّى اليوم بعينه حتى يطابق قصةموسى في يوم عاشوراء ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في ايّ يوم من الشهر بلتوسّع قوم فنقلوه الى ايّ يوم من السنة وفيه ما فيه،فهذا ما تعلّق بأصل عمله و مايعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر للّه تعالى من نحو ما تقدّم ذكرهمن التلاوة و الإطعام و إنشاد شيء من المدائح النّبويّة الزهديّة المحرّكة للقلوبإلى فعل الخير و العمل لللآخرة
فائدة: الْمَوْلِدُ سُنَّةٌحَسَنَةٌ ولا يُقالُ عَنْهُ لوْ كانَ خَيْرًا لَدَلَّ الرَّسُولُ أُمَّتَهُعليهِ: فَجَمْعُ الْمُصْحَفِوَنَقْطُهُ وتَشْكيلُهُ عَمَلُ خَيرٍ مَعَ أنَّهُ ما نَصَّ عليهِ ولا عَمِلَهُ. فَهُؤلاءِ الَّذينَ يَمْنَعُونَ عَمَلَ الْمَوْلِدِ بِدَعوى أنَّهُ لَوْ كانَخَيْرًا لَدَلَّنا الرَّسولُ عليهِ وَهُم أَنْفُسُهُم يَشْتَغِلُونَ في تَشْكيلِالْمُصْحَفِ وَتَنْقيطِهِيَقَعونَ في أَحَدِ أمْرَيْنِ: فَإِمَّا أنْيَقولُوا إِنَّ نَقْطَ الْمُصْحَفِ وتَشْكيلَهُ لَيْسَ عَمَلَ خَيْرٍ لأنَّالرَّسولَ ما فَعَلَهُ وَلَمْ يَدُلَّ الأُمَّةَ عليهِ وَمَعَ ذَلِكَ نَحْنُنَعْمَلُهُ، وإِمَّا أنْ يَقولُوا إنَّ نَقْطَ الْمُصْحَفِ وتَشْكيلَهُ عَمَلُ خيرٍلَو لَمْ يَفْعَلْهُ الرَّسولُ وَلَمْ يَدُلَّ الأُمَّةَ عليهِ لِذَلِكَ نَحْنُنَعْمَلُهُ. وَفي كِلا الْحالَيْنِ نَاقَضُوا أَنْفُسَهُم
في ميزان حسناتك
تقبل مروري