عودنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن الوقوف على الحقائق لا يكون من وراء المكاتب المكيفة ولا من على المقاعد الوثيرة، ولكنه من خلال النزول إلى الميدان ومن خلال لمس الواقع ومعاينته ومعايشته، وهذا ديدن سموه ونحن نراه يحث الخطى ولا يهدأ ولا يستكين بحثا عن حقائق الواقع على ارض الميدان..
هذه الفلسفة في العمل والمتابعة والإشراف هي النهج الذي يدعونا إليه سموه ونحن نجد ونجتهد من اجل خدمة وطننا وأهله، جميعنا صغارا وكبارا ومن مواقعنا المختلفة.. أن نكون حيث يكون العمل، وان نتواجد حيث يتطلب التواجد.
في كلمة سموه أمام أعضاء المجلس الوطني دعوة صريحة نحو التوجه إلى الميدان، نحو لمس واقع هموم الوطن والمواطن.. إن انجح جدول أعمال لمجلسكم هو ما يصاغ ويوضع من خلال الواقع العملي على الأرض لا ما يوضع في الغرف المغلقة». هذه الجملة يجب أن تكون مناهج الحركة وآليتها عند كل مسؤول، فما بالنا بأعضاء المجلس الوطني الذين هم مكلفون نيابة عن الناس أمام جهة القرار.
المواطن والوطن ما زالا ينتظران الكثير من أعضاء الوطني، ينتظران لمس تحركهم وتفاعلهم، وهذا لا يعني نسف الجهود المبذولة، وإنكار دور بعض الأعضاء الذين كانوا مصدر حرارة الفعل والعمل في الدور المنصرم للمجلس، لكن ما زال هناك البعض عليه ان يحزم أمره ويعيد قراءة جدوى وجوده على الكرسي البرلماني.
وان يعي الدرس الأول فيه، على اعتبار أن هذا الكرسي تكليف وليس تشريفا، أن مكانه ومركزه هنا وتحت قبة البرلمان لا للراحة والاسترخاء والوجاهة، بل هو المكان الذي يؤتى إليه من اجل العمل، والعمل متعب ومضن ولا يخلو من الشقاء ايضا.. والأمر ليس فيه مبالغة.
سموه وهو يحث في كلمته أعضاء الوطني على ضرورة النزول إلى الميدان والاقتراب من هموم المواطن والوطن يفند حاجة الناس إلى هذا الاقتراب، وهي حقيقة ماثلة ولا يمكن لأحد نكرانها، فنحن غير قائمة الأسماء التي قرأنا في خبر الانتخاب وخبر التعيين مع انطلاقة المجلس في وضعه البرلماني الجديد لم نسمع إلا صوت رئيسه ونفر قليل من الأعضاء الذين علت أصواتهم في قضايا وطنية مهمة، أما كثيرون فلا نكاد نتعرف على ملامح وجوههم ولم نسمع لهم صوتا ولا «حسا» يذكر.
هذا القول ليس تقليلا من شأن هذا البعض «الساكت» لكن ما ينتظره المواطن من كل الأعضاء دون استثناء هو أن يستشعر وجودهم إلى جانبه، وان يستشعر إنهم ممثلوه ونائبون عن هواجسه.. أن يستشعر إنهم صوته وإنهم مرآته الشفافة..هذا هو المطلب الحقيقي والملح لكي يكون لممثلينا في المجلس الوطني طاقتهم المستمدة من نبض الناس.. لا أن تكون الصفة ويكون الكرسي حاجزا وسمعة اجتماعية فقط!!
ربي يعطيك العافية ..
نرقب اليديد والمفيد من صوبك ..
هذا الشي بالفعل من قبل اعضاء المجلس
يسلموو ع الخبر