التمر يجدّد نشاط الصائم ويجنّبه الأمراض
يحتاج الصائم إلى غذاء صحي متكامل في وجبتي الإفطار والسحور، ويتوافر ذلك في أطعمة عدة تجدّد نشاط الجسم وتمنـحـه الطاقـة الـلازمـة. فــي حوار ، يقـدم
د. محمد فتحي عبدالوهاب (أستاذ الأمراض الباطنة) قائمة بالمسموح والممنوع من الأطعمة للأصحاء والمرضى.
ما هي القيمة الغذائية للتمر كضيف دائم على موائد الإفطار؟
ثبت أن التمر يحتوي على نسبة مرتفعة من المواد السكرية معظمها سكر الفركتوز سهل الهضم والاحتراق، تنتج منه طاقة مرتفعة فورية تبدّد حالة الجوع والإعياء بسبب الصوم، ويعتبر البلح أو التمر غذاء ودواء في الوقت نفسه، ما يوفر الطاقة اللازمة لأداء الأعمال المختلفة، لذا يبدأ الصائمون إفطارهم في شهر رمضان بتناول البلح فيتزودون بالطاقة الكافية ليستردوا نشاطهم الجسدي والذهني بسرعة. كذلك يحتوي على مواد بروتينية بنسبة قليلة وعلى الألياف، ما يسهل عملية الهضم سواء في المعدة أو القولون.
هل يفيد تناول المريض للتمر صحيًا؟
التمر غذاء مهم لمرضى الكبد والكلى، يحتوي على فيتامينات «ب1» و «ب2» وحمض نيكوتينك ومعادن الكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور، بالإضافة إلى عنصر الحديد، وهو مليّن طبيعي ويفيد حالات ارتفاع ضغط الدم والنقرس وفي علاج الأنيميا وتقوية الأسنان. كذلك يساعد في انقباض الرحم بعد عمليات الولادة لاحتوائه على مادة البيوتسين التي تساعد في انقباض الأوعية الدموية ومنع حدوث نزيف رحمي، يفيد في عدم الشعور بالتعب والإجهاد لتأثيره المهدئ في الأعصاب نظراً إلى احتوائه على حمض البانتوثينيك المضاد للإجهاد، الحديد وحمض الفوليك، بالإضافة إلى فيتامين «ب 2» الذي يساعد في تكوين كريات الدم الحمر ونضجها، ومادة الماغنزيوم التي تقاوم الشيخوخة.
ما هي أهم الفوائد الغذائية للتين المجفّف؟
يمد التين المجفف في الإفطار الصائم بالطاقة، إلى جانب احتوائه على الفيتامينات والمعادن، ويفيد تناوله في علاج مرض النقرس وأمراض الكلى، وهو مدرّ للبول ومليّن للإمساك، إذ يحتوى التين الطازج والمجفف على مواد كربوهيدراتية وبروتينية ودهنية وفيتامين «ب» وبعض الأملاح مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد. ذُكر التين في القرآن الكريم في قوله تعالى: «والتين والزيتون وطور سنين»، وقال أبو الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم): «لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت التين».
كيف يسترد الصائم ما فقده من أملاح معدنية أثناء فترة الصوم؟
يمد الطعام الصحي المتوازن الجسم باحتياجاته من المعادن وغالباً لا توجد ضرورة لتأمين تلك المعادن عن طريق الأدوية إلا في بعض الأحوال المرضية أو في حالات الحمل والرضاعة. يحتوي الجسم على كميات من المعادن المهمة لوظائفه الحيوية، يدخل بعضها في تكوين أنسجته ومنها الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد واليود والكبريت، كذلك يحتاج إلى كميات بسيطة من الزنك والنحاس والكوبالت.
ما هي المصادر الغذائية لتلك المعادن؟
ثمة أغذية عدة تحتوي على معادن مهمة للجسم يحتاج إليها الصائمون من الكبار والصغار مثل الحديد كمعدن ضروري لنقل الأكسجين والطاقة، يحتاج الطفل من عمر عام إلى عشر سنوات إلى كمية من الحديد تتراوح من 10 إلى 15 ملليغرامًا يومياً، ومن أسباب حدوث فقر الدم لدى الأطفال اعتمادهم على الشوكولا والحلويات والمشروبات الغازية والمعكرونة الفقيرة في عنصر الحديد، وأهم مصادر الحديد هي صفار البيض والكبد واللحم الأحمر والدواجن والأسماك والعسل الأسود والسبانخ والكرنب والعدس والفواكه المجففة.
ماذا عن الكالسيوم والفوسفور؟
أولاً، الكالسيوم عنصر مهم لبناء العظام ويزيد كفاءة الانقباضات العضلية والوظائف العصبية… والأغذية الغنية به الألبان ومنتجاتها والعسل الأسود وورق العنب والبقدونس والجرجير والسردين. للحصول على غرام من الكالسيوم وغرام من الفوسفور، يجب تناول كوب كبير من الزبادي قليل الدسم أو كوب من اللبن في السحور. يتحد الفوسفور مع الكالسيوم لتكوين البنية الأساسية للعظام والأسنان، يساعد في التمثيل الغذائي ويدخل في تركيب جينات خلايا الجسم، يتوافر في الأسماك والبيض والكبد والبقول والدواجن واللحوم.
كيف يمكن ضبط الملح في الطعام لتجنّب أضراره الصحية؟
الملح مادة مهمة للإنسان، لكن احتياجه الفعلي منه قليل، يحتوي الغرام من ملح الطعام (كلوريد الصوديوم) على 40% صوديوم
و 60% كلور. يتوافر أعلى معدل منه في الفسيخ والملوخية والبسطرمة واللانشون والجبن القديم، بينما تحتوي الخضار والفواكه على كمية قليلة من الملح تغني عن الحاجة إلى إضافته إلى الطعام لأنها تفي بحاجة الجسم، وثمة بدائل للملح منها عصير الليمون والخل والبصل والفلفل. يجب عدم الإسراف في تناول الملح والمخللات في الإفطار والسحور وفي كل الأوقات لأنها تسبب أمراضاً خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وتصلّب الشرايين وأمراض الكلى المختلفة.
ما هو النظام الغذائي الذي تنصح به مريض ضغط الدم المرتفع؟
يعتبر الغذاء النباتي من الأغذية الوقائية لمنع الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ويفضّل تجنّب اللحوم الغنية بالدهون مثل الضأن والأعضاء الداخلية مثل المخ والكبد والسجق والهامبرغر، ويسمح بتناول اللحوم الخالية من الدهون (مرتان أسبوعياً خلال شهر رمضان).
يفضل تناول زلال البيض وتجنّب صفاره والمايونيز، وممنوع على مريض ضغط الدم العالي تناول الزبد والسمن والزيوت النباتية المتجمدة (المهدرجة) وزيت جوز الهند ومنتجاته، أفضل الزيوت بالنسبة إليه زيت الذرة وزيت عباد الشمس وزيت الزيتون وزيت الصويا.
أما المسموح بتناوله من الألبان ومنتجاتها فيشمل اللبن المنزوع الدسم والزبادي من دون قشدة والجبن خالي الدسم وتجنّب القشدة واللبن كامل الدسم والجبن الدسم، كذلك يفضّل تناول الخبز الأسمر والرز والمعكرونة وتجنّب المعكرونة المجهّزة بالبيض أو اللبن أو بالمواد الدسمة الأخرى.
يمكن شرب عصير الفواكه والشاي والقهوة باعتدال ومن دون سكر والhبتعاد عن المشروبات الغازية إلا إذا كانت من نوع «الدايت»، وإذا أراد تناول الأسماك فيجب أن يمتنع عن الكلماري والبطارخ ومسموح له بجميع أنواع الأسماك والتونة المعلّبة شرط أن تصفّى من الزيت.
تسلم ع آلطرح
ربي يحفظك