تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الدرس المر

الدرس المر 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

البيوت أسرار

قصص واقعية من الإمارات تنشر كل أحد في ملحق دنيا الذي يصدر عن جريدة الاتحاد الإماراتية

25 – 6 – 2024
………

هي قصة من 3 أشهر تقريبا…

بس للحين فبالي وحبيت أنزلها لكم…

قصه مؤلمه لكن معبره … والله يهدي الجميع

الدرس المر

خليجية
سعاد جواد:

لم تكن الدنيا تسعني من الفرحة في تلك اللحظة الفريدة، عندما هاتفته وأبلغته بموافقتي على خطوبتي لأبن جيراننا، وأعلمته بأن الأمر سيتم خلال أيام قلائل· افهمته بأنني قد اتخذت قراري، لأنني عقلت·
هذه هي الحقيقة· فما فائدة العلاقات التي تبقى مختفية تحت جنح الخوف والظلام ؟ هل يمكن اعتبارها حباً حقيقيا ؟ ام هي مجرد عبث ؟ عبث لا يرضى به الدين والمجتمع، وهو غالباً ما يوصل إلى نهايات مؤلمة تذبح فيها القلوب الصادقة·
فكرت وقررت، ولكن! هل الغاية تبرر الوسيلة ؟ وهل رغبتي في تقدم ذلك الشاب لخطبتي كافية لتبرير ما فعلته ؟·

عريس مريض

لقد وافقت فعلياً على طلب إبن الجيران لخطبتي· لم اكن أرغب بالارتباط به· كنت أعلم بأنه يحبني منذ زمن طويل، وأنه شاب ممتاز لا يعيبه شيء، متعلم ومثقف ومن عائلة طيبة، وجميع أفراد أسرته يحبونني أيضاً، وهم يتطلعون إلى يوم ارتباطي بولدهم بفارغ الصبر· انهم متيقنون بأن موافقتي ستعني لولدهم الكثير، فهو مريض مرضاً لن يمهله طويلاً، وكانوا يتمسكون بالخيط الوهمي الذي يعتقدون بأنه حبل نجاة ربما ينقذه من ذلك المرض، وأنا كنت أعلم بكل تلك التفاصيل، وعلى الرغم من ذلك فقد أعلنت موافقتي الأكيدة على ذلك الارتباط·
لا أدري لم تصرفت بهذا الشكل الغريب· ففي قرارة نفسي كنت أعرف بأن الهدف من موافقتي هو الضغط على الشاب الآخر ليتخذ قراره بسرعة ويتقدم لخطبتي، وبالفعل فقد تحقق لي ما أردت·
فقد ذهل الشاب عندما سمعني· هل يعقل أن توافقي على الارتباط بغيري ؟ هل هذا معقول؟
يا الهي! لقد انتصرت· حققت ما أريد وها هو يصدم بالخبر صدمة زلزلته· لقد استطعت أن اشعل النار في قلبه، وبالتأكيد فأنه سيفاتح أهله ويقنعهم بالتقدم لي· صدق حدسي، وفاتح أمه وهي بدورها قامت بمصارحة الأب، فرحب الوالد بهذا الخبر وبارك الخطوة وقرروا التقدم في أقرب وقت·
اتصل بي في نفس اليوم وأخبرني بأن أهله سيزوروننا للتعرف علي وعلى أسرتي، وأنني سأكون له بعد فترة بسيطة·
لم تكن الفرحة تسعني، أخيراً سيتحقق حلمي بالارتباط بمن اختاره قلبي، وسأكون أسعد عروس في هذا العالم ولكن···!
صحوت على صوت أمي وهي تقول: ما بك ؟ لماذا تبتسمين بسعادة ؟ ما الذي تفكرين فيه ؟ قلت لها بتردد: أمي حبيبتي··· أريد أن اصارحك بالحقيقة، أرجوك افهمي وقدري موقفي، فانا أريد أن افسخ خطبتي من إبن الجيران· شهقت أمي وهي غير مصدقة وردت بدهشة: ما هذا··· ما الذي تقولينه ؟ هل جننتي ؟ قلت لها: لقد تسرعت بالموافقة عليه، وأريد أن أتراجع في الوقت المناسب وقبل اتمام ذلك الزواج·
ردت علي وهي غاضبة: أنت مجنونة، ألا تقدرين مدى الأذى الذي ستسببينه لذلك الشاب المريض ولأهله ؟ وهل قدرتي مدى الإحراج الذي ستضعينا فيه معهم ؟ انهم جيران العمر، فهل سنخسرهم بسببك ؟ عموماً، لن أناقش هذا الموضوع معك، والأفضل أن يتصرف والدك في معالجة أفكارك المجنونة·

بإنتظار أبي

انصرفت والدتي وهي في ذروة غضبها وتركتني في حيرة من أمري· على أن أبذل كل ما استطيعه كي لا أخسر فرصتي الوحيدة في السعادة، مهما كلفني ذلك، ولا يهمني أبداً ما ستؤول إليه الأمور مع أولئك الجيران·
جلست انتظر قدوم والدي من عمله مساءً، والأفكار تعصف برأسي· الذكريات تفرض نفسها علي، تذكرته في أول مرة التقيته في محل الزهور، كنت ذاهبة لاختيار باقة ورد بمناسبة خطوبة صديقتي، رأيته··· كان جذاباً للغاية· سمحت لنفسي أن اتلصص للنظر إلى تلك الوسامة الفريدة· انه الكمال بعينه··· ضبطني وأنا انظر إليه، تسمرت في مكاني بخجل ارتبكت بشدة، أبتسم لي، حاولت أن اتماسك وتشاغلت عنه باختيار الباقة·
يا الهي لقد حضرت لاختيار باقة لصديقتي ولم أتوقع بأن يخبئ لي القدر أجمل باقة لعمري كله· فوجئت بيده تدس بطاقته الخاصة بين زهور الباقة التي اخترتها· انتظرت رحيله والتقطت البطاقة بسرعة، وأنا في شدة الخوف والقلق·
مرت ثلاثة أيام وأنا أقلب تلك البطاقة بين أصابعي حتى كادت تهترئ، أخيراً قررت أن اتصل به وليكن ما يكون·
لم يصدق حينما سمع صوتي، هتف بلهفة: انتظرتك طويلاً، لماذا لم تتصلي؟ كاد صبري أن ينفد، عموماً فأنا أشكرك على هذا الاتصال·
تسلل الفرح إلى قلبي، لقد كان ينتظر اتصالي· يبدو أنه من النوع الذي لا يعبث ولا يملك عدداً كبيراً من المتصلات· طال حديثنا واصبح يطول أكثر وأكثر· صرنا نتحدث عن المستقبل وأخبرني بأنه صادق في رغبته بالارتباط بي ولكنه متردد في مفاتحة والده·
شعرت بأن قراره يحتاج إلى خطوة مني لاستثارته، فلست راغبة في علاقة هاتفية طويلة لا تحمد عاقبتها، وأردت إنهاء الأمر بسرعة ولو على حساب ذلك الانسان المريض·
عاد أبي من عمله متأخراً فوجدني بانتظاره· استغرب وقال لي: لازلت مستيقظة يا ابنتي؟ هل هناك شيء؟ شعرت ببعض التردد، كيف ابدأ ؟ وماذا أقول؟ اخذتني دوامة التفكير السريع وصرت أفكر بالتراجع عن مفاتحته، عندما وجدني مرتبكة قال لي: ماذا هناك يا ابنتي؟ حدثيني ولا تخفي عني شيئاً·
وما أن قال تلك العبارة حتى انهمرت دموعي، انها سلاحي الذي استخدمه معه لأنني أعلم جيداً مدى تأثير تلك الدموع عليه، ضمني إلى صدره وقال: يبدو أن المسألة كبيرة، خففي عنك واخبريني ماذا حدث يا حبيبتي؟
أجبته وقد اختلطت الدموع بالكلمات: أرجوك يا أبي، اريد أن أفسخ خطبتي من إبن الجيران، لقد تسرعت بالموافقة، كنت اشفق عليه ولم أكن أشعر نحوه بالمودة· سامحني يا أبي، أنا أسفة لأنني لا استطيع أن اتزوجه، ولأنني سأضعكم في موقف محرج مع الجيران·
سكت قليلاً وكأنه لا يستوعب ما يسمع، ثم قال: لقد نصحتك في البداية وبينت لك بأن الموافقة على ذلك الزواج هو مجازفة لا تحمد عقباها لأنه مريض ومهدد بالموت، ولكنك كنت مصرة على الموافقة، والآن تتراجعين عن موقفك بكل سهولة وكأن الموضوع مجرد لعبة·
ازددت في البكاء والنحيب، مما جعل والدي يتأثر بشدة فقال لي: عموماً يا ابنتي نحمد الله انها مجرد خطبة ولم يتم عقد القران، وقد جعلت الخطبة فترة للتفكير وإعادة الحسابات· عموماً، سوف أحاول حل الموضوع بطريقة لا نجرح بها مشاعر أحد·

زواج وإنتقام

كانت كلمات والدي كالماء الذي يطفئ جمرة كانت تحرق قلبي بشدة، فودعته بقبلة وذهبت لأنام·
في الصباح توجه أبي إلى والد الشاب ودار بينهما حوار العقل والمنطق، فتفهم الرجل حساسية الموضوع ولم يلق باللوم على أحد لأنه يعرف تمام المعرفة مرض أبنه وحالته، وهو لا يريد لبنات الناس الترمل باكراً·
كان وقع الخبر كالسيف على الشاب وعلى بقية أهله· فقد تقطعت قلوبهم جميعاً، وبشكل خاص قلبه الذي تجرع الألم بمرارة · لم يكن قادراً على التحمل بسبب ذلك المرض الذي كان يفتك به، بعد أن أضفت بحماقتي ألماً نفسياً قاسياً من الصعب أن يتحمله إنسان طبيعي لا يشكو من علة، فكيف بهذا الإنسان العليل؟
بعدها بأيام قليلة تمت خطبتي للشاب الآخر وتم الاتفاق على عقد القران وبدأت التجهيزات· الفستان، الحناء، الورود، أريد أن أكون أجمل فتاة في العالم، وجاء عقد القران فكنت كالزهرة في فصل الربيع· بعدها بخمسة أشهر تم زفافناً، وكان قلبي يخفق فرحاً، فقد كان حقاً ألطف وأرق مخلوق على وجه الأرض وكنت أسعد عروس في الكون كله·
بعد فترة بسيطة توارد إلي خبر وفاة أبن الجيران بعد أن دخل في غيبوبة طويلة·
رفض العلاج بعد أن تدهورت حالته النفسية لأبعد الحدود· تأثرت كثيراً وحزنت ولكن لم يكن لذلك الحزن مكاناً كبيراً في حياتي المليئة بالحب والسعادة·
مرت الأيام والأشهر وبدأ زوجي يتغير· صار يغضب لأتفه الأسباب، يصرخ بوجهي، ويتطاول علي بالضرب بلا سبب· لقد حول حياتي إلى جحيم لا يطاق· يترك المنزل بلا سبب معقول ولا يعود إلا في ساعات الصباح الأولى· ما الذي حدث، والله لا أدري ؟·
بكيت وعانيت بصمت، لم أشأ اخبار أهلي لأنه اختياري أنا ولم يجبرني عليه أحد·
مرت شهور قاسية من المعاناة علمت بعدها بأنني مصابة بمرض خبيث، صدمت وشعرت بأن الدنيا كشرت عن أنيابها، وها هي تذيقني الوجه الآخر البشع الذي تملكه·
بدأت رحلة العلاج المريرة وتحولت إلى شبح، سقط شعر رأسي وحاجباي ورموش عيني ولولا الصلاة وقراءة القرآن لكنت في حالة لا يعلمها إلا الله·
وقف زوجي وأسرته معي وقوفاً انسانياً طيباً وسافر بي إلى الخارج للعلاج وقد عاد لطيبته وتعامله الرقيق معي· أظهر لي المودة والعطف وعلمني الصبر على المرض حتى عدت للوطن، وقد تحسنت حالتي وعادت صحتي فشكرت ربي على تلك النعمة·
لقد مضى على زواجنا أكثر من عشرة أعوام ولم أرزق بطفل، ربما ذلك هو السبب في تغير زوجي وعودته من جديد إلى معاملتي بشكل سيء·
تمر الأيام قاسية وصعبة علي فأتذكر أبن الجيران وأقول لنفسي: هل ما حصل معي هو عقاب من الله على ما فعلته به ؟ تذكرت موقفي الدنيء منه··· لقد استخدمته كطعم لاصطياد من أحب·
لقد حطمت قلبه وكرامته، كان مريضاً بحاجة للأمل ولكني قضيت على كل ما بقي له من عزيمة·
الحياة تعلمنا دروساً قاسية ولكن في النهاية لا يسعنا إلا أن نقول قدر الله ما شاء فعل·

فعلاً قدر الله ما شاء فعل

وانا ازيدها واقول كما تودين تودان

مشكوره اختي فتاة الصمت
على القصه

دمتي بود

تسلم مديرناااا

على مروووورك العطر…

نورت الصفحة…

دمت بسهاله..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.