عن أبي موسى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « رَأَيْتُ فِى رُؤْيَا أَنِّى هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى ، فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ ، وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ » [ أخرجه البخاري (7041)].
هذه الرؤيا تخبر عن حال المسلمين يوم أحد، فهي تشير إلى انهزام أكثر المسلمين من حول النبي – صلى الله عليه وسلم – ومقتل العشرات منهم، وذلك بالهزة الأولى للسيف التي كان على إثرها الانقطاع الذي أصاب صدره. والقطع في هذا المنام هو القتل . فلما اجتمع المسلمون حول النبي – صلى الله عليه وسلم – مرة أخرى بعدما فروا، كانت الإشارة بذلك بالهزة الثانية التي يقول فيها : " فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ ، وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ".
والسيف في هذه الرؤيا الرجل الشجاع ، وسيف الرجل أنصاره الذين يصول بهم كما يصول بسيفه، ولقوله – صلى الله عليه وسلم – في حديث معركة مؤتة-: « أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ » [ أخرجه البخاري (3757 ) ].
وقال الإمام البغوي : " السيف : السلطان ، فإن رآه قد رفعه فوق رأسه ، نال سلطانًا مشهورًا ، فإن لم يكن ممن ينبغي له ، فهو ولد ، وكذلك كل من أعطي سكينًا ، أو
رمحًا ، أو قوسًا ليس معه سلاح ، فهو ولد ، فإن كان معه سلاح ، فهو سلطان ، وما حدث في السيف من انكسار أو ثلمة أو كدورة ، فهو حدث فيما ينسب السيف إليه في التأويل ، فإن رأى أنه سل سيف من غمد ، ولدت امرأته غلاما ، فإن انكسر السيف في الغمد ، مات الولد ، وإن انكسر الغمد دون السيف ماتت الأم ، وسلم الولد" .
من كتاب " هذا تأويل رؤيا" للباحث محمد مسعد ياقوت
———————–
فضفضة !
خدمة استشارية متكاملة في الإمارات ، وحلقة متواصلة بين السائل والمجيب.
أرسل استفسارك في رسالة إلى الرقم 2580 من اتصالات الامارات