بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
قال الإمام أحمد : ذكر الله تعالى الصبر في تسعين موضعاً من كتابه .فقال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) وقال: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ) قال -عز وجل-: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) وقال: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ). وأما الأحاديث ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر".
ما أخرجاه في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفّر الله – عز وجل – بها عنه، حتى الشوكة يشاكها"، وفي حديث آخر: "ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر بها من خطاياه".وفي حديث آخر: "لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة، في جسده، وفي ماله، وفي ولده، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة"وفي الحديث الصحيح :ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل الحديث وهو حديث صحيح ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم مثلا : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له رواه الإمام مسلم في صحيحه عن صهيب بن سنان رضي الله عنه ،والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة نسأل الله أن يجعلنا وإخواننا من الصابرين إنه جواد كريم فهم يتمثلون الصبر بأكمل صوره وأجلى معانيه، فهم يتواصون بالصبر على طاعة الله ويشد بعضهم أزر بعض. ويذكر بعضهم بعضًا بعاقبة الصبر على طاعة الله، ويتذاكرون ثواب الله بينهم, ويتواصون على الصبر على الدعوة إلى الدين الحق ودعوة الناس إلى الطريق المستقيم وتحمل الأذى والصبر على أذى الناس، ويتذكرون حديث المصطفى : ((المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم))قال الإمام ابن القيم الجوزية في كتابه العظيم {طريق الهجرتين و باب السعادتين}
أن الصبر سبب فى حصول كل كمال، فأكمل الخلق أصبرهم، ولم يتخلف عن أحد كماله الممكن إلا من ضعف صبره، فإن كمال العبد بالعزيمة والثبات، فمن لم يكن له عزيمة فهو ناقص، ومن كانت له عزيمة ولكن لا ثبات له عليها فهو ناقص.فإذا انضم الثبات إلى العزيمة أثمر كل مقام شريف وحال كامل، ولهذا فى دعاء النبى صلى الله عليه وسلم الذى رواه الإمام أحمد وابن حبان فى صحيحه: ((اللَّهم إنى أسألك الثبات فى الأمر والعزيمة على الرشد))، ومعلوم أن شجرة الثبات والعزيمة لا تقوم إلا على ساق الصبر، فلو علم العبد الكنز الذى تحت هذه الأحرف الثلاثة أعنى اسم ((الصبر)) لما تخلف عنه.
قال النبى صلى الله عليه وسلم: ((ما أُعطى أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر))، وقال عمر بن الخطاب [رضى الله عنه] حين غشى عليه: أدركناه بالصبر.
وقال الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله وبعض الناس يظن أن هذا الذي يصاب بالأمراض ونحوها مغضوب عليه وليس الأمر كذلك فإنه قد يبتلى بالمرض والمصائب من هو من أعز الناس عند الله وأحبهم إليه كالأنبياء والرسل وغيرهم من الصالحين كما تقدم في قوله صلى الله عليه وسلم : أشد الناس بلاء الأنبياء الحديث وكما حصل لنبينا صلى الله عليه وسلم في مكة وفي يوم أحد وغزوة الأحزاب وعند موته صلى الله عليه وسلم وكما حصل لنبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام ، ولنبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ، وذلك ليرفع شأنهم ويعظم أجورهم وليكونوا أسوة صالحة للمبتلين بعدهم .
وقد يبتلى الإنسان بالسراء كالمال العظيم والنساء والأولاد وغير ذلك فلا ينبغي أن يظن أنه بذلك يكون محبوبا عند الله إذا لم يكن مستقيما على طاعته ، فقد يكون من حصل له ذلك محبوبا ، وقد يكون مبغوضا ، والأحوال تختلف والمحبة عند الله ليست بالجاه والأولاد والمال والمناصب وإنما تكون المحبة عند الله بالعمل الصالح والتقوى لله والإنابة إليه والقيام بحقه وكل من كان أكمل تقوى كان أحب إلى الله .
وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب وإنما يعطي الإيمان والدين من أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه فمن ابتلى بالكفر والمعاصي فهذا دليل على أنه مبغوض عند الله على حسب حاله ثم أيضا قد يكون الابتلاء استدراجا فقد يبتلى بالنعم يستدرج بها حتى يقع في الشر وفيما هو أسوأ من حاله الأولى قال تعال : سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب على معصيته فاعلم أنما هو استدراج ثم قرأ قوله تعالى : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ أي آيسون من كل خير والعياذ بالله . ويقول جل وعلا : أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ
وقد يبتلى الناس بالأسقام والأمراض ونحو ذلك لا عن بغض ولكن لحكمة بالغة منها رفع الدرجات وحط الخطايا كما تقدم بيان ذلك .
وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان والصبر مشتق من صبر اذا حبس ومنع؛ فهو: حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي والتسخط، وحبس الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب.
وهو ثلاثة انواع: صبر على فعل ما امر الله به، وصبر على ترك ما نهى الله عنه، وصبر على ما قدره الله من المصائب.
قال الله تعالى: {مَا اَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ اِلَّا بِاِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} : قال علقمة: "هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم انها من عند الله، فيرضى ويسلم". وقال غيره في معنى الاية: اي: من اصابته مصيبة، فعلم انها بقدر الله، فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله؛ هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ويقينا صادقا، وقد يخلف عليه ما كان اخذ منه. وقال سعيد بن جبير: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} ؛ يعني: يسترجع ويقول: {اِنَّا لِلَّهِ وَاِنَّا اِلَيْهِ رَاجِعُونَ} .
وفي الاية الكريمة دليل على ان الاعمال من الايمان، وعلى ان الصبر سبب لهداية القلوب، وان المؤمن يحتاج الى الصبر في كل المواقف:
_يحتاج اليه مع نفسه امام اوامر الله ونواهيه بالزام نفسه بالتزامها.
_ويحتاج الى الصبر في مواقف الدعوة الى الله تعالى على ما يناله في سبيلها من مشقة واذى؛ قال تعالى: {ادْعُ اِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ اَحْسَنُ اِنَّ رَبَّكَ هُوَ اَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ اَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} الى قوله: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ اِلَّا بِاللَّهِ} .
_ويحتاج الى الصبر في موقف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما يلاقيه من اذى الناس؛ قال تعالى عن لقمان: {يَا بُنَيَّ اَقِمِ الصَّلَاةَ وَاْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا اَصَابَكَ اِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْاُمُورِ} .
_المؤمن بحاجة الى الصبر امام مواجهته المصائب التي تجري عليه؛ بان يعلم انها من عند الله؛ فيرضى، ويسلم، ويحبس نفسه عن الجزع والتسخط الذي قد يظهر على اللسان والجوارح.
_هذا من صميم العقيدة؛ لان الايمان بالقدر هو احد اركان الايمان الستة، وثمرته الصبر على المصائب؛ فمن لم يصبر على المصائب؛ فهذا دليل على فقدان هذا الركن او ضعفه لديه، ومن ثم سيقف امام المصائب موقف الجزع والتسخط،.في وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أكرم الخلق على الله، وكذلك صحابته، يصيبهم الجوع، ويصيبهم الفقر والفاقة، وهم أكرم الخلق على الله بعد النبيين، والكفار يسرحون ويمرحون في النعم من باب الاستدراج لهم.
فلا يستدلّ بزهرة الدنيا على كرامة أهلها عند الله سبحانه وتعالى، وإنما يستدل بكرامة العبد على الله إذا كان على عمل صالح، سواء كان غنيًّا أو فقيرًا، فهذا هو الكريم على الله سبحانه وتعالى، ومعايير الناس أن أهل الدنيا وأهل الغنى والثروة هم أكرم عند الله عز وجل، وأن أهل الفقر وأهل الفاقة إنما كانوا كذلك لهوانهم على الله.
أخوك الاسد السلفي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
قال الإمام أحمد : ذكر الله تعالى الصبر في تسعين موضعاً من كتابه .فقال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) وقال: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ) قال -عز وجل-: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) وقال: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ). وأما الأحاديث ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر".
ما أخرجاه في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفّر الله – عز وجل – بها عنه، حتى الشوكة يشاكها"، وفي حديث آخر: "ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر بها من خطاياه".وفي حديث آخر: "لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة، في جسده، وفي ماله، وفي ولده، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة"وفي الحديث الصحيح :ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل الحديث وهو حديث صحيح ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم مثلا : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له رواه الإمام مسلم في صحيحه عن صهيب بن سنان رضي الله عنه ،والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة نسأل الله أن يجعلنا وإخواننا من الصابرين إنه جواد كريم فهم يتمثلون الصبر بأكمل صوره وأجلى معانيه، فهم يتواصون بالصبر على طاعة الله ويشد بعضهم أزر بعض. ويذكر بعضهم بعضًا بعاقبة الصبر على طاعة الله، ويتذاكرون ثواب الله بينهم, ويتواصون على الصبر على الدعوة إلى الدين الحق ودعوة الناس إلى الطريق المستقيم وتحمل الأذى والصبر على أذى الناس، ويتذكرون حديث المصطفى : ((المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم))قال الإمام ابن القيم الجوزية في كتابه العظيم {طريق الهجرتين و باب السعادتين}
أن الصبر سبب فى حصول كل كمال، فأكمل الخلق أصبرهم، ولم يتخلف عن أحد كماله الممكن إلا من ضعف صبره، فإن كمال العبد بالعزيمة والثبات، فمن لم يكن له عزيمة فهو ناقص، ومن كانت له عزيمة ولكن لا ثبات له عليها فهو ناقص.فإذا انضم الثبات إلى العزيمة أثمر كل مقام شريف وحال كامل، ولهذا فى دعاء النبى صلى الله عليه وسلم الذى رواه الإمام أحمد وابن حبان فى صحيحه: ((اللَّهم إنى أسألك الثبات فى الأمر والعزيمة على الرشد))، ومعلوم أن شجرة الثبات والعزيمة لا تقوم إلا على ساق الصبر، فلو علم العبد الكنز الذى تحت هذه الأحرف الثلاثة أعنى اسم ((الصبر)) لما تخلف عنه.
قال النبى صلى الله عليه وسلم: ((ما أُعطى أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر))، وقال عمر بن الخطاب [رضى الله عنه] حين غشى عليه: أدركناه بالصبر.
وقال الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله وبعض الناس يظن أن هذا الذي يصاب بالأمراض ونحوها مغضوب عليه وليس الأمر كذلك فإنه قد يبتلى بالمرض والمصائب من هو من أعز الناس عند الله وأحبهم إليه كالأنبياء والرسل وغيرهم من الصالحين كما تقدم في قوله صلى الله عليه وسلم : أشد الناس بلاء الأنبياء الحديث وكما حصل لنبينا صلى الله عليه وسلم في مكة وفي يوم أحد وغزوة الأحزاب وعند موته صلى الله عليه وسلم وكما حصل لنبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام ، ولنبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ، وذلك ليرفع شأنهم ويعظم أجورهم وليكونوا أسوة صالحة للمبتلين بعدهم .
وقد يبتلى الإنسان بالسراء كالمال العظيم والنساء والأولاد وغير ذلك فلا ينبغي أن يظن أنه بذلك يكون محبوبا عند الله إذا لم يكن مستقيما على طاعته ، فقد يكون من حصل له ذلك محبوبا ، وقد يكون مبغوضا ، والأحوال تختلف والمحبة عند الله ليست بالجاه والأولاد والمال والمناصب وإنما تكون المحبة عند الله بالعمل الصالح والتقوى لله والإنابة إليه والقيام بحقه وكل من كان أكمل تقوى كان أحب إلى الله .
وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب وإنما يعطي الإيمان والدين من أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه فمن ابتلى بالكفر والمعاصي فهذا دليل على أنه مبغوض عند الله على حسب حاله ثم أيضا قد يكون الابتلاء استدراجا فقد يبتلى بالنعم يستدرج بها حتى يقع في الشر وفيما هو أسوأ من حاله الأولى قال تعال : سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب على معصيته فاعلم أنما هو استدراج ثم قرأ قوله تعالى : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ أي آيسون من كل خير والعياذ بالله . ويقول جل وعلا : أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ
وقد يبتلى الناس بالأسقام والأمراض ونحو ذلك لا عن بغض ولكن لحكمة بالغة منها رفع الدرجات وحط الخطايا كما تقدم بيان ذلك .
وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان والصبر مشتق من صبر اذا حبس ومنع؛ فهو: حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي والتسخط، وحبس الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب.
وهو ثلاثة انواع: صبر على فعل ما امر الله به، وصبر على ترك ما نهى الله عنه، وصبر على ما قدره الله من المصائب.
قال الله تعالى: {مَا اَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ اِلَّا بِاِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} : قال علقمة: "هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم انها من عند الله، فيرضى ويسلم". وقال غيره في معنى الاية: اي: من اصابته مصيبة، فعلم انها بقدر الله، فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله؛ هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ويقينا صادقا، وقد يخلف عليه ما كان اخذ منه. وقال سعيد بن جبير: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} ؛ يعني: يسترجع ويقول: {اِنَّا لِلَّهِ وَاِنَّا اِلَيْهِ رَاجِعُونَ} .
وفي الاية الكريمة دليل على ان الاعمال من الايمان، وعلى ان الصبر سبب لهداية القلوب، وان المؤمن يحتاج الى الصبر في كل المواقف:
_يحتاج اليه مع نفسه امام اوامر الله ونواهيه بالزام نفسه بالتزامها.
_ويحتاج الى الصبر في مواقف الدعوة الى الله تعالى على ما يناله في سبيلها من مشقة واذى؛ قال تعالى: {ادْعُ اِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ اَحْسَنُ اِنَّ رَبَّكَ هُوَ اَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ اَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} الى قوله: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ اِلَّا بِاللَّهِ} .
_ويحتاج الى الصبر في موقف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما يلاقيه من اذى الناس؛ قال تعالى عن لقمان: {يَا بُنَيَّ اَقِمِ الصَّلَاةَ وَاْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا اَصَابَكَ اِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْاُمُورِ} .
_المؤمن بحاجة الى الصبر امام مواجهته المصائب التي تجري عليه؛ بان يعلم انها من عند الله؛ فيرضى، ويسلم، ويحبس نفسه عن الجزع والتسخط الذي قد يظهر على اللسان والجوارح.
_هذا من صميم العقيدة؛ لان الايمان بالقدر هو احد اركان الايمان الستة، وثمرته الصبر على المصائب؛ فمن لم يصبر على المصائب؛ فهذا دليل على فقدان هذا الركن او ضعفه لديه، ومن ثم سيقف امام المصائب موقف الجزع والتسخط،.في وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أكرم الخلق على الله، وكذلك صحابته، يصيبهم الجوع، ويصيبهم الفقر والفاقة، وهم أكرم الخلق على الله بعد النبيين، والكفار يسرحون ويمرحون في النعم من باب الاستدراج لهم.
فلا يستدلّ بزهرة الدنيا على كرامة أهلها عند الله سبحانه وتعالى، وإنما يستدل بكرامة العبد على الله إذا كان على عمل صالح، سواء كان غنيًّا أو فقيرًا، فهذا هو الكريم على الله سبحانه وتعالى، ومعايير الناس أن أهل الدنيا وأهل الغنى والثروة هم أكرم عند الله عز وجل، وأن أهل الفقر وأهل الفاقة إنما كانوا كذلك لهوانهم على الله.
أخوك الاسد السلفي
يزاك الله خير خوي ..
يزاااااك الله خييير …
تسلم خويه ع المجهوووود الطيب
( الاسد السلفي )
يزاك الله خير أخوي
ولج الأجر ان شالله
* حزوووووووووووووووووووووون *
**********drawGradient()