الفسحة في الدين
فهل في ديننا فسحة ؟؟
هذه القلوب قلوب بشر يمشون في الأسواق ويأكلون الطعام ويتأثرون ويؤثرون وينامون ويصيبهم الإرهاق والعياء.. فهي ليست قلوب ملائكة
لا يتزوجون ولا ينامون ولها من بعض صفات الله تعالى ما لها.
ولذلك فالترويح عنها بالمباح ليس تضييعا للوقت وإنما هو من صلب الإيمان الذي علَّمه النبي (صلى الله عليه وسلم) صحابته بالترويح عن القلوب ساعة بعد ساعة؛ "فإن القلوب إذا كلت عميت".
ساعة وساعة :
يقول الصحابي الجليل حنظلة الأسيدي: لقيني أبو بكر وقال:
"كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله، ما تقول؟
قلت: نكون عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يذكِّرنا بالنار والجنة
حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عنده عافسنا – لاعبنا وخالطنا – الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا! فقال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا.
قال حنظلة: فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله
(صلى الله عليه وسلم)، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافَسْنا الأزواج والأولاد والضيعات ونسينا كثيرا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة – وكررها ثلاثا" رواه مسلم في صحيحه.
قطوف من فسحة الرسول (صلى الله عليه وسلم) :
لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)- وهو الأسوة، وتكليفه بتبليغ الرسالة للعالمين أشد وأقوى من تبليغ الدعاة والعلماء – يمزح مع صحابته ويداعب أحفاده ويلاعب نساءه، وكان يقول: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا" رواه الطبراني.
وروى الترمذي أن الصحابة قالوا: يا رسول الله إنك لتداعبنا!.
قال: "إني لا أقول إلا حقا".
وداعب (صلى الله عليه وسلم) امرأة سألته أن يعطيها بعيرا تركبه فقال: "أحملك على ولد الناقة" فتعجبت! ما تصنع بولد الناقة
قال لها: "وهل تلد الإبلَ إلا النوقُ؟".
ويروى أن سيدنا بلالا رضي الله عنه لم يكن عنده ما يذبحه كأضحية غير ديك فقدم به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "قائلا: أيجوز أن أذبح هذا كأضحية ؟؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم-
وهو يمازحه:"أيضحي مؤذن بمؤذن؟؟".
وسئلت السيدة عائشة رضي الله عنها: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا في بيته ؟؟ فقالت: "كان ألين الناس وكان رجلا من رجالكم إلا أنه كان ضحاكا بساما".
هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تعدم فيه الابتسامة والفسحة في الدين رغم ثقل ما كان يحمل، وليس أثقل من وحي الله تعالى، القرآن الكريم وهو يتنزل آية آية على قلبه ليبلغه للناس في بيئة لا عهد لها بالإيمان حيث
إن بينها وبين المسيح عيسى عليه السلام قرونا عديدة.
الصحابة والفسحة في الدين :
ويبقى جيل الصحابة رضوان الله عليهم على ما كانوا عليه من مسؤوليات جسيمة في عهده صلى الله عليه وسلم أو بعد التحاقه بالرفيق الأعلى
محافظين على هذه الفسحة في تعاملاتهم وسلوكهم وبالحق والمباح.
يروي عز الدين بن الأثير في كتابه "أُسْد الغابة" أن "نعيمان" كان مزَّاحا سافر إلى الشام تحت إمرة أبي بكر، ومعهم "سويبط" رضي الله عنهم، وكان سويبط في هذا السفر مكلفا بالزاد، سأله نعيمان أن يطعمه فأبى. فاحتال عليه وأتى قوما أكد لهم أن له غلاما يريد أن يبيعه، وباع سويبطا بعشر قلائص نوق – ووضعوا الحبل في عنقه وذهبوا به، لولا أن أبا بكر تدارك الموقف لما علم بما حدث.
ورجعوا إلى المدينة، وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعل نعيمان فلبث هو والصحابة يضحكون حولا – عاما – من هذه الفعلة.
نعيمان وسويبط رضي الله عنهما من أبطال غزوة بدر الكبرى، وأهل بدر رمز الجهاد ومرجع الفضائل إلى يوم القيامة.. كان في حياتهم فسحة
فهذا الإمام أبو حنيفة كان يوما يمشي بين صاحبيه محمد وأبي يوسف، وكان قصيرا وهما طويلان، فقال أحدهم مداعبا له: أنت كالنون في "لنا"
فرد الإمام على الفور: إذن لولا أنا لكنتما "لا".
فهل منعه المحراب والفقه وحفظ القرآن وما كان عليه من ورع وتقوى أن يمزح مع صاحبيه؟
ويقول أبو حيان التوحيدي في كتابه "الإمتاع والمؤانسة"
"النفس تملُّ كما أن البدن يكلُّ، وكما أن البدن إذا كل طلب الراحة، كذلك النفس إذا كلت طلبت الروح – الراحة – وكما لا بد للبدن أن يستمد ويستفيد بالاستجمام كذلك لا بد للنفس من أن تطلب الروح عند تكاثف الملل الداعي إلى الحرج".
فالفسحة والفكاهة نزهة يحتاجها قلب المؤمن حتى لا يمل من زرع بذور الإيمان في أرض لاتحرث .
ودمتم بود
الصغيرونه
الصغيرونه
معلومات طيبه
دمتي بود
لا عدمناك
الصغيرونه
عل الموضووووع الجميل..
دمتي بسهاله…
لا عدمناج
الصغيرونه
والدين دين يسر بس في ناس فاهمه غلط
وتسلمين في معلومات اول مره اسمع عنها
لا عدمناج
الصغيرونه