أصابت عمليات القصف التي نفذها التحالف الدولي ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي قلب طرابلس، أمس، وهاجم خطوط إمداد قوات الزعيم الليبي الذي غير موقفه ودعا القبائل الليبية إلى تنظيم مسيرة من كل أنحاء ليبيا باتجاه بنغازي معقل الثورة، يحمل المشاركون فيها «أغصان الزيتون»، لحل الأزمة الراهنة سلمياً، فيما تراجعت قوات النظام، أمس، حتى أجدابيا على بعد 160 كلم جنوب بنغازي.
وقالت وكالة الانباء الليبية الرسمية، إن القذافي «وجه دعوة الى القبائل الليبية لتنظيم مسيرة خضراء تضم عشرات القبائل، تنطلق من كل مناطق ليبيا الى بنغازي حاملة اغصان الزيتون لحل مشكلاتها في ما بينها بطريقة سلمية، ولتفويت الفرصة على الاعداء الذين يسعون لتفتيت ليبيا وسلب ثرواتها».
ووعد القذافي، بحسب الوكالة، بالإفراج عن ثوار من أبناء بنغازي اعتقلتهم الكتائب الامنية التابعة له، مؤكدا انهم سيشاركون في هذه المسيرة.
وقال: «ان هذه المسيرة سيرافقها ابناء قبائل موجودة في بنغازي، تحفظت عليهم وحدات من الشعب المسلح، بسبب قيامهم برفع السلاح في وجهها».
ولم تحدد الوكالة موعداً لهذه المسيرة.
جاء ذلك فيما استؤنفت، أمس، العمليات الجوية الفرنسية الرامية الى فرض احترام منطقة الحظر الجوي في أجواء ليبيا، وبعد النجاح الذي اعلن في اعقاب موجة الضربات الاولى يومي السبت والاحد ضد انظمة الدفاع الجوي والمدرعات قرب خطوط الثوار، فإن المرحلة الثانية تتمثل في مهاجمة خطوط الامداد هذه لشل قدرات تحرك القوات الحكومية.
وكان رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الاميرال مايكل مولن أوضح، أول من أمس، بعدما أكد اقامة منطقة الحظر الجوي أن قوات القذافي موزعة بين طرابلس وبنغازي (على بعد 1000 كلم شرقا) «وسنحاول قطع الدعم اللوجستي عنها اعتبارا من الاثنين».
وليلاً، دمر صاروخ مبنى إدارياً داخل مجمع مقر اقامة القذافي في جنوب طرابلس، وقال مسؤول عسكري في التحالف انه يؤوي مركز «قيادة ومراقبة» للقوات الحكومية.
والمبنى المعني يقع على بعد نحو 50 متراً من الخيمة التي اعتاد القذافي ان يستقبل فيها زواره، لكن عدداً من المسؤولين في التحالف أكدوا أن هذا الاخير لا يسعى إلى استهداف العقيد القذافي مباشرة. وقال المتحدث باسم النظام الليبي موسى ابراهيم للصحافيين الاجانب الذين أقلوا الى الموقع في حافلة، انه مبنى اداري وقد استهدف بصاروخ. وأضاف «انه قصف وحشي، كان يمكن ان يصيب مئات المدنيين المتجمعين في مقر معمر القذافي على بعد نحو 400 متر من المبنى الذي اصيب».
وندد بـ«التناقضات في الخطاب الغربي»، مضيفاً ان «الدول الغربية تقول انها تريد حماية المدنيين في حين أنها قامت بقصف المقر وهي تعلم أن هناك مدنيين في الداخل».
وأول من أمس، هزت انفجارات قوية العاصمة الليبية، احدها في منطقة باب العزيزية، حيث يقيم الزعيم الليبي، وتصاعدت سحب الدخان من منطقة باب العزيزية في جنوب العاصمة الليبية، فيما سمع دوي المضادات الأرضية.
وفي الشرق أفاد مراسلون لـ«فرانس برس» بأن القوات الحكومية الليبية التي شنت هجوما السبت على مدينة بنغازي تراجعت أمس حتى أجدابيا على بعد 160 كلم جنوبا. وشوهدت عشرات الآليات التي دمرتها الضربات الجوية التي شنها التحالف الدولي، على طول الطريق بين المدينتين.
وتجمع مئات الثوار، أمس، على بعد بضعة كيلومترات من أجدابيا، حيث كانت الاتصالات والمياه مقطوعة. وشوهدت سحابة من الدخان الاسود فوق مبنى في المدينة. وكان الثوار الذين تعرضوا لإطلاق نار من قبل القوات الحكومية من داخل المدينة مجهزين بمضادات أرضية وصواريخ «كاتيوشا»، لكنهم لم يعرفوا أي استراتيجية يجب اعتمادها، لأن فتح النار على المدينة قد يؤدي الى إصابة مدنيين. وقال ثائر يدعى سلمان مغربي، «نطلب تصعيد الضربات الجوية. نريد ان يقصفوا مطاراته ودباباته. حتى وإن كنا سنستشهد سندخل اجدابيا اليوم (أمس)، ان شاء الله». وبعد إعلانها وقفا لاطلاق النار لم يحظ بالاحترام، جددت الحكومة الليبية التزامها بوقف جديد لاطلاق النار، ردا على نداء وجهه الاتحاد الافريقي الى «وقف الاعمال الحربية فورا». ونددت واشنطن بهذا القرار ووصفته بأنه «كذبة». وأفاد سكان بأن قوات القذافي تقصف منذ ثلاثة ايام منطقة الجبل الغربي (جنوب غرب طرابلس)، خصوصا مدينتي الزنتان ويفرن اللتين يسيطر عليهما الثوار. وقال ساكن في الزنتان (145 كلم جنوب غرب العاصمة الليبية)، في اتصال هاتفي، ان «قوات القذافي تقصفنا من بعيد بوساطة صواريخ غراد، الامر مستمر منذ ثلاثة ايام، ان القصف كثيف جدا». وأضاف أن «المواجهات كانت عنيفة جدا. تمكن الثوار من صد الهجوم ومنعوا تقدم كتيبة للنظام نحو المدينة» الواقعة في هذه المنطقة الجبلية.
وعليڪم اآلسلام ورحمۃ اللـﮧ وبرڪاتـﮧ
مسســآء آلخييير . . .
….. !!
مشڪور خــآلدع ع آلخبر وربي يعطيڪ آلعافيۃ
ودمت بحفظ آلرحمـטּ ورعآيتــﮧ..~ |