ذلكَ المولودُ الجميلُ الذي يولدُ في لحظةِ صفاء ؛ فتحتفي بهِ كلُّ القلوب ، وتستبشرُ لمرآه كلُّ العقول ، فتُعلن الأفراح
داخلَ الأرواح ، ويسودُ البشرُ كيانَ كلِّ من تلقّاها ..!
هي ذلكَ البلسم الشّافي من أصعبِ الأدواءِ وأكثرها تعقيداً ، فمن تألّم قلبهُ واستهُ كلمة ، وجبرتهُ برقّةٍ ؛ فعادَ سليماً
مستبشراً . ومن أرّقتهُ الهمومُ بجبروتها ، والحياةُ بسطوتها ؛ أحيتهُ كلمة ذات همّة ، فتناسى الألمَ بشتّى معانيهِ ،
وانقلبَ يشقُّ الأرضَ بهمّتهِ ، يعمرُها بعزيمة ، ويبنيها بإيمانٍ تردّد من أصداء كلمة .
والمحزونُ تواسيهِ كلمة تصبّره ، تعدهُ الحُسنى وزيادة ، تكفكفُ دمعهُ وتغرسُ في قلبه بسمة . فإن رأيتهُ فهو الصّابرُ ،
وإن حادثتهُ فحديثُ القانعِ المتصبّر ، فما يزالُ يترنّمُ بكلماتِ الرّضا ، لعلّ الخالق تعالى عنهُ يرضى .
مفتاحُ المعرفةِ كلمة ، ولعلّ ( اقرأ ) كانت منبع حضارتنا الإسلاميّة على مرّ عصور ، كلّ من يمرُّ على ( اقرأ ) يحملُ تلكَ
الأمانة ، فما يزالُ ينهلُ علماً ، تارةً به متعبداً ، وتارةً به عاملاً ومعلماً . حتّى عمرت الأرض علماً وحضارةً ورقيّاً .
وطريقُ القلوب كلمة ..!
تراها متألّمةً شاحبةً مسودّة ، فتأتيها الكلمةُ الطّيبة فتغسلها ، وتنقّيها ، وتعملُ فيها تطهيراً حتى تشفّ ، فتضيء
بداخلها قناديلاً ما تزالُ تشعُّ . زيتها المضيء كلمة !
ونورُ العقول كلمة طيّبة ..
إذا استعبدها الجهلُ واستعمرها بجنوده من كلماتٍ لا أصل لها ، أقحمت نفسها إقحاماً في اللغة ، واستباحت لنفسها
وظيفةَ غير شرعيّة ، فراحت تسرقُ وتنهبُ من لُبّ العقول ، وتشيعُ فساداً ، وتدمّرُ حياة ، فتفرضُ سطوتها ، وتملي
أوامرها بعنجهيّة ، فلا ينقادُ إليها إلا الضّعفاء ، ولا يصغي إليها إلا الجهلاء . فيالحسرة من أغوتهُ كلمة ، فغدا من جنود
إبليس وأتباعه مسيّراً في ظلمات يحسبها نوراً ..
ولو سمح لأنوار الكلمة الطّيبة أن تتسلّل إلى داخله ، لحاربت مدّ الشّر ، ولبصّرتهُ بالخير ، وعرّفته بالشّر ، ولقادتهُ إلى
مواكب المؤمنين ، فغدا عارفاً طريقهُ ، متبصّراً سبيله على هدى من ربّه .
يقولون .. إنَّ الكلمة سلاحُ الضّعفاء .
وأقولُ .. إنَّ الكلمة ينبوعُ الحكمة ، ومفتاحُ العلوم ، وهي ذلك الجسرُ السّحريُّ الذي يعبرُ بنا إلى حيثُ نريد ، متى نريد !
شريطة أن نحسن التّحكم بأنغام الحروف ، وقطرات الحبر وهي تنسكبُ بجمالٍ على الرّق ، فندرك أيّ رسالة حمّلناها لها
، وأيُّ نورٍ قلدناها إيّاه .
فكيف نستهينُ بكلمة ؟ وقد تبني لنا في الجنّة قصوراً ، أو تغرسُ بساتين نخيل ، أو ترتقي بنا نحو فردوسٍ تهفو
نفوسنا إليه !
الكلمة توأمٌ للصّحة والشّباب والعلم والمال .. ادّخارٌ لا يبلى ، ونعيم لا ينقطع .
فلنتصدّق بكلمة حبّ على أولئكَ الذين ما خفقت قلوبهم يوماً بمعناه ، ولننشر حروفنا في أصقاع الأرض دعاةً مصلحين
رُوّاد كلمة ، ولننشر سلاماً منبعهُ أثيرُ كلمة ..
وليكن نصب أعيننا دائماً .. أنَّ الحروف مثلُ قطر الغمام لها أساس نقيّ ، نحنُ من نوجهها إمّا إلى قيعان أو إلى جنّة
وارفة
لها بالاً قد تدخل بها الجنة.وإذا نطقت بالكلمة الطيبة فإنها ستبعدك عن النار :
((اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يكن فبكلمة طيبة))
بارك الله فيج اختي على المشاركة ..
يزااج الله خير..
غزلان
يعطيكم العافية ع المرور
فيـ ميزانـ حسناتجـ انـ شاء اللهـ ..
و نترقب كلـ مميز منـ صوبج ^^