حديث رقم
( 59)
26/رمضان/1428 – 8102007
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وبعد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَقَالَ تَحَرَّوْهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ". أخرجه الطيالسى (ص 257 ، رقم 1888) ، وأحمد (2/27 ، رقم 4808) . وأخرجه أيضًا : البيهقى (4/311 ، رقم 8331). وصححه الألباني ( صحيح الجامع، رقم: 2920 ).
** قال المناوي في "فيض القدير شرح الجامع الصغير": (تحروا ليلة القدر فمن كان متحريها) أي مجتهداً في طلبها منكم لينال فضلها (فليتحرها ليلة سبع وعشرين) أي فإن كونها ليلتها أقرب من كونها غيرها.
—————
حديث رقم
( 60 )
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي قَتَادَةَ وَجَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ". حديث أبى هريرة : أخرجه مسلم (4/1763 ، رقم 2246) . وأخرجه أيضًا : أحمد (2/395 ، رقم 9126) ، وابن عساكر (7/267) . حديث أبى قتادة : أخرجه أحمد (5/299 ، رقم 22605) ، وعبد بن حميد (ص 97 ، رقم 197) . وأخرجه أيضًا : الحارث كما فى بغية الباحث (2/830 ، رقم 871) . حديث جابر : أخرجه ابن عساكر (7/268) . وأخرجه أيضًا : الطبرانى فى الشاميين (1/166 ، رقم 277).
** سُئِلَ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم سب الدهر فأجاب قائلا في "فتاوى العقيدة " ( 1 / 197 ): سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم: فهذا جائز مثل أن يقول "تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده" وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر. القسم الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر: فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله. القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة: فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر، لأنه ما سب الله مباشرة، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً.
** انتهى كلامه رحمه الله، ومن ذلك قولهم في هذه الأيام: يلعن الساعة التي فعلت فيها كذا، أو اليوم التي عرفت فيها فلان، وكل ذلك لا يجوز كما ورد في هذا الحديث غيره.
———–
حديث رقم
( 61 )
أولا نعتذر على الإطالة البسيطة لأهمية الموضوع. عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ: قَوْمٌ عُكُوفٌ بَيْنَ دَارِكَ وَدَارِ أَبِى مُوسَى لَا تَنْهَاهُمْ؟ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ: الْمَسْجِدِ الحَرَامِ, وَمَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ"، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَعَلَّكَ نَسِيتَ وَحَفِظُوا, أَوْ أَخْطَأْتَ وَأَصَابُوا. أخرجه الإسماعيلي في "المعجم" ( 112 / 2 ) , و البيهقي في "السنن" ( 4 / 316 ) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" ( 6 / 667 ).
** قال الإمام الألباني في "السلسلة الصحيحة" (6 / 667): وقول ابن مسعود ليس نصا في تخطئته لحذيفة في روايته للفظ الحديث, بل لعله خطأه في استدلاله به على العكوف الذي أنكره حذيفة, لاحتمال أن يكون معنى الحديث عند ابن مسعود: لا اعتكاف كاملا, كقوله صلى الله عليه وسلم: "لا إيمان لمن لا أمانة له, و لا دين لمن لا عهد له" والله أعلم. واعلم أن العلماء اختلفوا في شرطية المسجد للاعتكاف وصفته وليس في ذلك ما يصح الاحتجاج به سوى قوله تعالى: (* وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ *), و هذا الحديث الصحيح, و الآية عامة, والحديث خاص, ومقتضى الأصول أن يحمل العام على الخاص, و عليه فالحديث مُخَصِّص للآية و مُبَيِّن لها, وعليه يدل كلام حذيفة وحديثه.
** انتهى كلامه رحمه الله وخلاصة الموضوع أن اعتكاف العشر الأواخر من رمضان بل وغيرها في غير المساجد الثلاثة المذكورة في الحديث هو من الأخطاء الشائعة جدا في رمضان وهو خلاف سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد فَصَّل الشيخ تفصيلا وافيا لمن يرغب المراجعة فيمكنه تحميل السلسلة الصحيحة
——-
حديث رقم
( 62 )
عَنِ الْمِقْدَامِ بن مَعْدِي كَرِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ وَمَا تُعَلِّقُ يَدَاهَا الْخَيْطَ، فَمَا يَرْغَبُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتَا هَرَمًا". أخرجه الطبرانى (20/274 رقم 648) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 18 / 45 / 1 – 2 ) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" ( 7 / 42 ).
** قال الإمام الألباني في "السلسلة الصحيحة" (6 / 873): قوله: (و ما يعلق يداها الخيط) كناية عن صغر سنها و فقرها. في "النهاية": قال الحربي: يقول من صغرها و قلة رفقها, فيصبر عليها حتى يموتا هرما. و المراد حث أصحابه على الوصية بالنساء, والصبر عليهن. أي أن أهل الكتاب يفعلون ذلك بنسائهم.
** قلت: كان ذلك منهم حين كانوا على خلق و تدين و لو بدين مبدل, أما اليوم فهم يحرِّمون ما أحل الله من الطلاق, ويبيحون الزنى علنا!!
وأسأل الله أن يوفقنا جميعــاً لما فيه الخير
منهاجنا: عَوْدَةٌ لِلْكِتَابِ والسُّنَّة بِفَهْمِ سَلَفِ الأُمَّة
في أمان الله
ويزاك الله خير
في أمان الله
والى الامام دوومااا
في أمان الله