** البنتاغون يخطط لإنشاء جيش من الحشرات شبه الآلية **
****************
هل يمكن للفراشة الرقيقة أن تصبح أداة من أدوات التجسس العسكري؟
يفكر علماء وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في إنشاء جيش من الحشرات شبه الآلية التي يمكن التحكم بها عن بعد وإرسالها في مهام مثل الكشف عن متفجرات وغيرها وإرسال رسائل بث إلى مركز خاص للتحكم.
وتتلخص الفكرة في زرع رقائق لأنظمة إلكترونية في جسم الحشرة عندما تكون في مرحلة الخادرة (وهي المرحلة في تطور الحشرة بين اليرقة والحشرة الكاملة).
وقال خبراء للبي بي سي إن بعض الأفكار المطروحة ممكن تطبيقها، لكن البعض الآخر تبدو "مضحكة لغرابتها".
وكان البنتاغون قد فشل في تحقيق فكرة مماثلة تعتمد على استخدام الدبابير أثناء طيرانها وبحثها عن الطعام أو الإناث للتكاثر.
والفكرة الجديدة هي من بنات أفكار ما يسمى بـ"وكالة أبحاث المشاريع الدفاعية المتقدمة" ومهمتها المحافظة على التفوق التقني العسكري للولايات المتحدة.
وقد طلبت الوكالة من الجهات المعنية والمهتمة تقديم أفكار خلاقة في إطار هذا المشروع.
"خط التجميع"
وتعتقد هذه الوكالة الدفاعية أنه يمكن للعلماء الاستفادة من تطور الحشرات مثل اليعسوب والعثة أو الفراشات في مرحلة الخادرة من مراحل نموها.
وحسب الوثيقة التي اقترحها الوكالة نراها تسهب في الحديث عن الفكرة فتقول:" خلال كل مرحلة من مراحل نمو الحشرة يمر جسمها بمرحلة تجدد يمكنها شفاء الجروح وإعادة وضع الأعضاء الداخلية حول الأجسام الغريبة."
أما الأجسام الغريبة التي تقترح وثيقة الوكالة زرعها في جسم الحشرة فهي عبارة عن رقائق إرسال واستقبال إلكترونية تتيح للعلماء التحكم بالحشرة لاحقا بعد بلوغها المرحلة النهائية من النمو, أو يمكن استخدامها للكشف عن بعض المواد الكيماوية المعينة, بما فيها تلك التي تدخل في تركيب القنابل.
وتعتقد الوكالة الدفاعية الأمريكية أنه يمكن عبر جراحة خاصة إنشاء ما يشبه خط تجميع خاص لإنشاء جيش من الحشرات المهجّنة شبه الآلية.
واشترطت الوكالة على أي جهة متقدمة للمشروع من أجل الفوز به أن تنجح في جعل حشرة ما تتجه حتى مسافة خمسة أمتار من هدف محدد موجود على بعد مائة متر.
كما يجب على الحشرة شبه الآلية أن تتمكن من بث بيانات من مستشعرات خاصة تتضمن معلومات عن البيئة المحلية التي تقوم الحشرة باسكتشافها.
ويمكن لهذه المستشعرات أن تكون مستشعرات للغاز أو مستشعرات صوتية (أي ميكروفونات) أو مستشعرات للصور (أي كاميرات فيديو), إلخ.
"خيال"
وقال الدكتور "جورج ماك غافين" خبير "علم الحشرات" في "متحف التاريخ الطبيعي" التابع لجامعة أوكسفورد إن الفكرة تبدو "مضحكة".
وأضاف الدكتور جورج: "ليست كل الأفكار الغريبة عديمة القيمة، بعضها يفضي إلى إنتاج بضائع تجارية. وشعوري أن هذا لن يفضي إلى شيء من هذا القبيل."
وقال الدكتور جورج إنه يبدو أنه من المستحيل زرع هذه التقنية المتمثلة في الشرائح الإلكترونية في الأماكن الصحيحة خلال مرحلة تطور الحشرة, ولاسيما ما يخص تحديد خط طيران الحشرة, لأن ذلك يستلزم إعادة تشكيل النماذج المُخّية للحشرة.
وقال البروفيسور "أندرو باركر" مدير الأبحاث في "قسم علم الحيوان" التابع لـ"متحف التاريخ الطبيعي" في لندن والخبير في ما يعرف بـ"علم المحاكاة الحيوية" :"إن المفهوم ليس مُغْرباً إلى حد كبير، لكنْ له حدوده".
وأضاف باركر "أن التقنية قد تتيح جعل الحشرة تعمل على كشف مواد كيماوية مثل المتفجرات أما السيطرة على مسار طيرانها بالكامل فذلك يبدو بعيد المنال جدا."
وأبدى "ستورات هاين" الخبير في "علم الحشرات" في "متحف تاريخ العلوم" تأييده لموقف زميله "باركر" بخصوص إمكانية استخدام الحشرات في الكشف عن المتفجرات، لكنه قال "إن الجزء المتعلق بالمزاوجة بين التقنية والحشرة ليس له وجود إلا في عالم الخيال".
وأضاف هاين:" إن استقبال رسائل بث بموجات مصغرة ترسلها الحشرات يتطلب وجود طبق استقبال يكون قريبا جدا وقطره عدة أقدام, وهو شيء من شأنه أن يعرض أي عملية سرية للكشف."
يذكر أن "وكالة أبحاث المشاريع الدفاعية المتقدمة" التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أنشئت عام 1958 للمحافظة على تفوق التكنولوجيا العسكرية الأمريكية على خصومها خلال الحرب الباردة.
ويقول موقع الوكالة على الإنترنت إن عدد العاملين فيها 240 شخصا بميزانية قدرها مليارا دولار أمريكي. ويقول مؤيدوها إن كثيرا من مشاريعها تكللت بالنجاح، وإن كانت قد تعرضت لانتقادات أيضا بسبب إخفاقها في مشاريع أخرى.
**********drawGradient()
لا تعليييييييييق ..
* آخـــــــــــــــر الأحــــــــــزااااااااااااااااااااااااااان *