أن غالب الأمراض منشؤها الفراغ، والدليل على ذلك ما جاء في الحديث الذي رواه البخاري:( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ). ففي الفراغ تنشأ الأمراض النفسية، وتكثر فيه التسلطات الشيطانية، وتكون مأوى صالحاً للرذيلة والأمراض الخطيرة، قال الشاعر:
أن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
وقال الأمام الشافعي رحمه الله: إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالرذيلة، فمشاعر القلق والحسد والخوف لا تستيقظ ألا في الفراغ، فعليك بأن تشحن وقتك كله بذكر الله، حتى تطمئن هذه القلوب الحائرة. وليعلم المرء أنه محاسب في كل وقت يضيعه في غير ذكر الله، ولن يستثن من الوقت ألا ( دخول الخلاء) حيث لا ينبغي ذكر الله فيه، ومع ذلك يقول العبد: ( غفرانك ) بعد خروجه، مع أنه لم يعمل معصية، أي: يا رب أن هذا الموضوع لا يليق ذكرك فيه.
وبهذا تعلم أنك مطالب بذكر الله في جميع أوقاتك، وقد أثنى الله عز وجل على الذاكرين له بقوله: ( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم … ) " آل عمران 191".
وإذا داوم العبد على ذكر الله عز وجل وأرتبط قلبه به، زالت عنه العلل النفسية والأمراض المعنوية، وحصلت له الطمأنينة القلبية ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) " الرعد 28".
ويصبح متعلقاً بربه، راجياً له، متضرعاً أليه، مفوضاً أمره أليه، يردد هذا الدعاء المبارك : ( اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا أله ألا أنت) والله تعالى يقول: ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) " يوسف 21" وبعد هذا فلا مجال للقلق والوساوس لديه.
فيجب على المسلم أن يتحول إلى ( ورشة عمل ) أن يكون في عبادة وطاعة، وكذلك أن يكون في عمله الدنيوي الذي يعينه على طاعة الله تعالى، والأنفاق على نفسه وبيته، ويحفظه من سؤال الناس.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إني لأبغض الرجل ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا من عمل الآخرة.
أن الإسلام لا يعترف بالفارغين العاطلين عن خدمة أنفسهم ومجتمعاتهم وأمتهم، قال تعالى: ( فإذا فرغت فأنصب وإلى ربك فأرغب ) " الشرح 7و8".
فهل يكون مع هذا التوجيه لدى المسلم أوقات فراغ؟
وفي ميزان حسناتك
ألا بذكر الله تطمئن القلوب ,, والفراغ قاتل نقتله بالذكر
يزاج الله خير عالموضوع
ونترقب يديدج
.
.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك