حساسية الأنف تصيب ثلث البالغين في الدولة

وتوصَّلت الدراسة التي أعدَّتها الدكتورة شيرينا السويدي، الأستاذ المساعد لأمراض الحساسية والمناعة في قسم الطب الباطني بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات إلى أنَّ حساسية الأنف تصيب 36 في المائة من القاطنين بمدينة العين، الأمر الذي يؤكد انتشار الحساسية المتصلة بغبار الطَّلع على نطاق أوسع مما كان يُعتقد في السابق .

ويُعتقد أن الانتشار الكبير نسبياً لحساسية الأنف إنما حدث نتيجة التغيرات الجذرية التي طرأت على البيئة التقليدية الإماراتية خلال الأعوام العشرة الماضية، والمتمثلة في تدشين الكثير من المتنزهات والحدائق العامّة الممتدة على مساحات فسيحة، وما اقترن بذلك من زيادة عدد أشجار النخيل والأشجار المختلفة والمناطق العشبية في مُدن الدولة الرئيسية .

وقالت الدكتورة السويدي ان هذه التغيّرات البيئية الواسعة، رغم جوانبها الإيجابية العديدة، كان لها آثار غير مواتية في ما يتصل بتحفيز انتشار أمراض الحساسية عامَّة، لاسيَّما حساسية الأنف، حيث نشاهد في حدائق الدولة ومتنزهاتها آلاف الأشجار والنباتات التي لم تكن معروفةً في الدولة قبل عشرة أعوام لا أكثر .

وتابعت قائلةً: “رغم إجراء هذه الدراسة في مدينة العين بإمارة أبوظبي، غير أن باستطاعتنا أن نستعين بنتائجها كمؤشر إلى انتشار حساسية الأنف في كافة أنحاء الدولة . كما قد يكون للتلوث في إمارتي أبوظبي ودبي آثارٌ إضافيةٌ تتمثل في إصابة المزيد من الأفراد بأعراض حساسية الأنف بسبب الغبار الذي يعدُّ مادةً مُهيِّجةً” .

كما ذكرت الدراسة التي نُشرت في عدد فبراير/ شباط 2024 من الدورية الطبية (Allergy)، أن 72 في المائة من أصل 6543 شخصاً شاركوا في الدراسة الاستطلاعية قالوا إن حساسية الأنف تؤثر سلباً في حياتهم اليومية . كما قال ثُلثهم (34 في المائة) إنهم يعانون من أعراض حساسية الأنف لأكثر من ثلاثة أشهر من السنة، وأن تلك الأعراض تبلغ ذروتها في ربيع كل عام .

ومن عوامل الخطر الأخرى المُحفِّزة للإصابة بحساسية الأنف أن يكون أحد الوالدين مصاباً بها .

كما وجدت الدراسة انتشار هذه الحساسية بين رعايا البلدان العربية، ربما بسبب معايير النظافة الصارمة التي تطبِّقها غالبية الأسر العربية، مما يقلِّل فرصة التعرُّض لأنواع الجراثيم المختلفة، حيث يُعدُّ التعرّض لها بطريقة طبيعية من الأمور التي تعزِّز مناعة الجسم ضدَّها .

وتعدُّ دراسة الدكتورة السويدي سبَّاقةً في تسليط الضوء على انتشار حساسية الأنف بين البالغين في الدولة .

وكانت دراسةٌ عن أمراض الأطفال نُشرت عام 1994 وجدت أن 23 في المائة من الأطفال في الفئة العُمرية 6- 14 عاماً يعانون من حساسية الأنف .

وعلى صعيد متصل، أطلق أطباء كلية الطب بجامعة الشارقة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 دراسةً تشمل أنحاء الدولة عن معدلات انتشار الأمراض التنفسية المُزمنة، مثل حساسية الأنف والرّبو ومرض الانسداد الرئوي المُزمن وغيرها .

ووفقاً للدكتور بسام محبوب فإنه من المتوقع نشر النتائج الأولية للدراسة الاستطلاعية التي تشمل 1500 من المواطنين والمقيمين بالدولة في شهر مايو/ أيار المقبل .