لم يكن اهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالشؤون العسكرية وبعدها بناء وتطوير القوات المسلحة، وليد اليوم، بل يمتد لسنوات بدأت بتعيين سموه رئيساً لدائرة الدفاع في إمارة أبوظبي بالمرسوم رقم (9) لعام ،1969 إذ أمر بمجرد توليه المنصب بوضع هيكل للدائرة شمل في البداية ثلاثة أفرع رئيسة، هي العمليات والإدارة والاستخبارات، وتولى سموه منصب القائد العام لقوة دفاع أبوظبي بالمرسوم الأميري رقم (3) لعام ،1974 وبعدها تم تعيين سموه، عند تشكيل مجلس الدفاع العسكري، رئيساً لهذا المجلس بالمرسوم رقم (10) لعام ،1974 وسرعان ما أصدر سموه بموافقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القانون رقم (8) لعام 1974 في شأن تنظيم قوة دفاع أبوظبي.
وتظهر المادة الخامسة من القانون، التي حددت واجبات هذه القوة، توجه سموه نحو توحيد القوات المسلحة، بعد أن كانت لكل إمارة قوة خاصة بها، إذ نصت هذه المادة على أن «تتولى قوة دفاع أبوظبي جميع شؤون الدفاع، وتكون مسؤولة عن حماية البلاد، ولم يقل الإمارة، والدفاع عنها والمحافظة على مقدراتها وسلامة أراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية، وعليها أن تتعاون مع القوات المسلحة الاتحادية والمحلية في الإمارات الأعضاء في الاتحاد في دفع أي اعتداء على أية إمارة من تلك الإمارات، أو على كيان الاتحاد ذاته، وذلك طبقاً لأحكام الدستور».
وحين صدر العدد الأول من مجلة «درع الوطن» في أغسطس من عام ،1971 خاطب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قادة وضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة، بقوله «إنها لسعادة كبرى أن ألتقي بكم من فوق منبر مجلتكم (درع الوطن) وإذا كان لديّ ما أقوله لكم هنا فهو حديث القلب الذي تعودناه معاً في كل المناسبات»، وظل سموه عاماً بعد عام، وفي كل مناسبة، يتوجه بكلمة لأبنائه في القوات المسلحة ناصحاً وموجهاً، ومن كلماته «أعدوا أنفسكم الإعداد المتين واغرفوا من علوم المعرفة والثقافة العسكرية ما يؤهلكم لتكونوا موضع ثقة هذا الشعب» ليؤكد بذلك أنه قائد فذ واكب تأسيس وبناء وتوحيد وتطوير القوات المسلحة.
ولم يترك سموه اقتناء السلاح مقيداً بدولة ما دون أخرى، بل أكد حرصه تأكيداً للسيادة الوطنية التي تقف قواتنا المسلحة حارساً لها على تنويع مصادر السلاح.
وتبنى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، استراتيجية قومية شاملة وفقاً لتوجيهات المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، وبمؤازرة من أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ويعمل صاحب السمو الشيخ خليفة دائماً بصمت، وقد ظل يعمل إلى جوار المغفور له الشيخ زايد سنوات طوالاً، وكانت تصريحاته المتعلقة ببناء وتطوير القوات المسلحة تتسم بالإشادة بالدور الكبير المتعاظم للمغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إذ قال «والحق أن ما وصلت إليه قواتنا المسلحة من تحديث وتطوير لم يكن ليتم لو لم يكن وراءه رجال عظماء ذوو همم عالية، وطموح قائد مظفر يمتلك قلباً قوياً مشبعاً بالإيمان بما فطر عليه من صلابة وما ورثه من الأسلاف من حب الوطن، قائد يعرف كيف يوحد ولا يفرق، يصون ولا يبدد، يبني ويعلي البنيان، ربان ماهر استطاع أن يجتاز كل الصعوبات والمعوقات، وتكاتف مع إخوانه الأوفياء أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، الذين عرفوا جميعا آمال وطموحات شعبهم وساروا نحو هدف نبيل وعظيم، ألا وهو توحيد القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة، فتماسكت الأيدي وصارت أقدر على البناء والعطاء وأصبحت لنا قوة قادرة تنتشر في كل زاوية من هذا الوطن، أقدامها راسخة رابطة الجأش، مقدامة لا تهاب، رافعة أعلامها حامية أمينة، عليها معقد الآمال والرجاء، لا تتأخر عن أداء الواجب وتنفذ بكل حماسة وإيمان كل المهام الصعبة التي توكل إليها».
وفي السادس من شهر مايو عام ،1976 صدر القرار التاريخي بتوحيد القوات المسلحة «من منطلق السعي المستمر لدعم الكيان الاتحادي وتوطيد أركانه وتعزيز استقراره وأمنه واستجابة لرغبة أصحاب السمو رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، في الانطلاق نحو تحقيق آمال وتطلعات الشعب في دمج القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة، لتكون السياج القوي الذي يحمي الوطن، ويؤدي دوره القومي كقوة للعرب».
وكان يوماً مشهوداً يوم وقف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإلى جواره رئيس الأركان، واصطف قبالته قادة القوات المسلحة ورفع سموه لحظتها علم القيادة العامة للقوات المسلحة، فكان هذا إيذاناً ببداية مرحلة جديدة في مسيرة جيش دولة الإمارات، إذ أطلقت الطاقات لعملية تطوير وتحديث شاملة مبنية على أسس علمية بهدف تعزيز قدرات قواتنا المسلحة، وتمكينها من استيعاب أعقد الأسلحة والمعدات واكتساب أفضل المهارات العملية والميدانية والتنظيمية، التي تتفق والمفاهيم العسكرية الحديثة.
ربي يحفظة ويحميه ابوي وسيدي خليفة بن زايد ويحمي كل شيوخنا يا رب
ويديم الامن والامـآن في بلادنا . . "
الله يحفظه و يخليه لنـآ سموي \ خليفة بن زآيـد آل نهيـآن
و يحفظ جميــع شيوخنـآ
و يديم الامن و الامان في الدولة
تسلميــن على النقـل , قوآج الله
يعلنا نفداه ع هل الهيبه هايْ ..
ربي يحفظه .. ويديم لنا السلام والقوات بخير وعافيه
شكرا