تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رسائل «انشر ولك الأجر» خرافة ترفضها الشريعة

رسائل «انشر ولك الأجر» خرافة ترفضها الشريعة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عادت للانتشار مرة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر إرسال رسائل نصية على الجوال وعلى البريد الإلكتروني دعوات عنوانها «انشر ولك الأجر»، «في رقبتك ليوم القيامة» لنشر أحاديث وأذكار وآراء وقصص وحكايات ذات طبيعة دينية، وهو الأمر الذي ترفضه الشريعة وتعتبره خرافة. بعض هذه الرسائل تختتم بجملة «أرسلها إلى عشرة من أصحابك أمانة في ذمتك وستسأل»، أو «أرسلها إلى أصحابك، وستسمع خبرا جيدا الليلة»، أو «انشر هذا ولك الملايين من الحسنات»، أو «انشرها وستسر بخبر سعيد أو رزق سيأتيك»، وبعضها ينتهي بتحذير ويتوعد المرسل إليه بأنه إذا لم ينشرها فسوف يصيبه مكروه في نفسه أو أسرته خلال أيام «إذا تجاهلتها سيصيبك مكروه»، أو «انتظر غضب المولى إذا لم تنشرها».
يقول المفكر الاسلامي الدكتور أحمد فؤاد باشا، إن الرسائل الإلكترونية أصبحت من أكثر وسائل تداول المعلومات ومصدر تواصل ونشر الأخبار بطريقة خفية غير رسمية، مضيفا أن الفضاء الالكتروني يجذب الكثيرين لسهولة دخوله والحرية التي يمنحها لمستخدميه في كتابة ونشر ما يريد على مستوى واسع بلا رقابة أو مراجعة.

خداع الناس

ويؤكد أن الحرية في إرسال الرسائل الالكترونية يساء استخدامها في بعض الأحيان، حيث يتعمد البعض كتابة بعض القصص وتقديمها للناس على أنها حقائق مؤكدة وينشرها على مدى واسع في غضون ساعات معدودة بواسطة استخدام البريد الإلكتروني أو رسائل المحمول، موضحا أن الخطورة تكون مضاعفة عندما تتضمن هذه الرسائل أمورا دينية وأحكاما شرعية ويحمل بعضها مناشدة لإعادة إرسالها لآخرين، أو تحذير من التهاون وعدم نشرها وإلا سيصيبك مكروه أو سيسوء حظك أو ستموت قريبا، الأمر الذي يسبب بعض الأوهام والوساوس والانزعاج.

وقال إن التأثير السلبي لهذه الرسائل لا يمكن إنكاره، فهي تؤدي إلى تشتت التفكير والانشغال عن الأعمال المهمة وتعكر الصفو وتسبب القلق، مشيرا إلى أن اغلب هذه الرسائل لا يعرف مصدرها أو مصداقيتها أو المصلحة التي تحققها.
وحذر من نشر هذه الرسائل خاصة التي تعرض أمور الدين ومفاهيمه وأحكامه، مؤكدا أنها يمكن أن تتضمن أحاديث كاذبة أو ضعيفة وحكايات ملفقة مدسوسة لا يمكن التحري عن دقتها أو الوقوف على صحتها، وبالتالي لا تعتبر مصدر معلومة شرعية، ومن أمثلتها الرسائل التي تعرض قصصا عن أناس شاهدوا النبي- صلى الله عليه وسلم- أو حلموا بأحد الصالحين أو التي تتحدث عن كرامات لأشخاص.
وأضاف أن هذه الظاهرة تكشف عن تفشي عقلية الخرافة ووجود خلل اجتماعي وثقافي وديني خطير وسيطرة الغيبيات وعقلية القطيع وعدم ترسخ العقلية العلمية والمنطقية في مجتمعاتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.