,, سراويل جينز تحمل اسم القدس ,, 2024.

وعارض آخرون فكرة "الجينز الإسلامي" لما يحمله ذلك من تكريس لفكرة المجتمعات الموازية بأوربا، والتأكيد على أن المسلمين كائنات مختلفة عن بقية البشر لها متطلبات خاصة، بحسب قولهم.

يقول الطالب التونسي أحمد سلامة (30 عاما): "لسنا بحاجة إلى جينز خاص للصلاة؛ فصلاتنا لا تتطلب زيًّا خاصا كبعض الديانات الأخرى، ومن يرد الصلاة لن يشغله ما يرتديه من ملابس سواء كانت ضيقة أو فضفاضة".

واستطرد: "الأمر لا يخرج عن كونه بحث الشركة عن مكسب مادي، وإذا استجيب لها فقد يعود ذلك بنظرة أكثر سلبية للمسلمين داخل المجتمعات الأوربية".

الباحث الجامعي السوري سامر زياد (30 عاما) وصف استخدام اسم القدس بأنه "دعاية رخيصة". وأوضح بقوله: "من المؤكد أن الشركة تعلم معنى وقيمة هذا الاسم لدى المسلمين، واستغلالها له يثير شكوكا لدى فئة غير قليلة منهم".

وتساءل مستنكرا: "لماذا لم نسمع عن منتج باسم الكنيست أو حائط المبكى أو الفاتيكان؟"، معتبرا أن "مسألة استخدام المقدسات الإسلامية في الأعمال التجارية يجب أن يعاد النظر فيه من قبل المسلمين أولا، ثم رفض استغلال الشركات الكبرى لها في خطوة لاحقة؛ لما في الاستغلال التجاري من انتقاص للمكانة الروحية للمكان".

من ناحية أخرى أشار أحمد بسيوني (32 عاما) -وهو فني إلكترونيات مصري الأصل- إلى أن الجينز الفضفاض فكرة قديمة، موضحا أنها نشأت منذ سنوات وسط الشباب السود بالولايات المتحدة، وكانت سمة مميزة لهم قبل تحولها إلى "موضة"، وانتقالها لأنحاء العالم ووصولها للشباب المسلم.

وختم بسيوني حديثه قائلا: "ما قامت به الشركة الإيطالية ليس إلا تحويرا للفكرة بإدخال بعض التعديلات على المنتج وإعطائه صبغة دينية".

وتقول الشركة الإيطالية المنتجة للجينز الجديد الذي بدأ الترويج له الشهر الماضي: إنه يتميز بالاتساع عند منطقة الساقين، وارتفاع الخصر لتغطية منطقة أسفل الظهر في أثناء السجود، وهو مزود بجيوب كثيرة ليضع فيها المصلي متعلقاته كالهاتف المحمول والساعة في أثناء الوضوء والصلاة.

كما اختار المصمم الإيطالي "لوكا كورادي" اللون الأخضر المستخدم في الرموز الإسلامية ليكون لون الخيوط الجانبية للسروال.

وصرح مسئولون بالشركة، المتمركزة في مدينة أودينا شمالي إيطاليا، بأنهم لا يرغبون في الاكتفاء بالتسويق بين مسلمي إيطاليا فقط البالغ عددهم نحو مليون نسمة، وإنما تريد توسيع نطاق العمل ليشمل شريحة لا تقل عن 18 مليون مسلم بأوربا، وكذلك الانتقال بالمنتج إلى الدول الإسلامية.

وتبلغ قيمة القطعة الواحدة من السروال 25 يورو، غير أن السعر من المتوقع أن يرتفع في حالة تزايد الإقبال عليه بما يتراوح بين 28 و30 يورو.

وفي تصريحات تناقلتها الأسبوع الماضي العديد من الصحف الأوربية قال "لوكا كورادي" مصمم السروال الجديد: إن "أول جينز إسلامي يجب أن يكون مصنوعا بأيد إسلامية". وأوضح أن الشركة اختارت مصنعا في مدينة كراتشي بباكستان ليكون به خط الإنتاج الذي يشغل حوالي 15 ألف عامل مسلم".

ومن ناحية أخرى، أعرب كورادي عن اعتقاده بأن شركته، بحد علمه، هي الأولى في إيطاليا وربما على مستوى العالم التي تبدأ في تصميم هذا المنتج.

يذكر أن الأعوام الأخيرة شهدت إقبالا متزايدا على إطلاق أسماء الرموز الإسلامية أو ذات الصلة بالإسلام على المنتجات كنوع من الدعاية. وأقدم هذه المنتجات كان مشروب "زمزم كولا" الإيراني الذي حرص منتجوه على الإشارة في دعايتهم له على أنه البديل الإسلامي للمياه الغازية الأمريكية.

وعلى غرار زمزم كولا ظهرت منتجات أخرى تحمل أسماء إسلامية مثل "مكة كولا" الذي ظهر لأول مرة في الأسواق الفرنسية عام 2024، و"رواء كولا"، و"مسلم أب"، و"عرب كولا"، و"هدى كولا" بالإضافة إلى منتجات أخرى مثل (حلال تشيكن) بديلا عن شركة الدجاج الأمريكية "كنتاكي".