ســب الدهــــر

السؤال :

هل لعن اليوم أو الساعة يدخل ضِمن سبّ الدهر ؟

الجواب :

نعم ، يدخل هذا في سب الدّهر ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبّ الدهر ، فكيف بِلعنه ؟

فلا يجوز مثل هذا القول لِمَا فيه مِن سوء الأدب مع الله تبارك وتعالى .

المجيب الشيخ /
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد

إن ساب الدهر أو اليوم إن اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك
وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك
وهو يسب من فعله فهو يسب الله تعالى…( تعالى شأنه جل علاه )
وإن سب الدهر لكونه ظرفاً للمكروه فقد سب مخلوقا لا يستحق السب وهو أولى بالسب منه.

وقد جاء في الحديث الصحيح قول الله تعالى:
يؤذنيي ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار.
رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.

قال الخطابي : معناه أنا صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر
فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها
وإنما الدهر زمان جعل ظرفا لمواقع الأمور .
وكانت عادتهم إذا أصابهم مكروه أضافوه إلى الدهر فقالوا : بؤساً للدهر، تباً للدهر .
ولا تعارض بين هذا الحديث القدسي وبين قوله تعالى (في يوم نحس مستمر)
فنحوسة هذا اليوم بالنسبة لهم لا إلى ذات اليوم
فمن المعلوم أن ذلك اليوم لم يكن نحساً على الصالحين، بل على الكفار من قوم عاد
وكان يوم نصر وتأييد للمؤمنين الصادقين .

قال الشافعي في تأويل هذا الحديث:
والله أعلم إن العرب كان من شأنهم أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب
التي تنزل بهم من موت أو هرم أو تلف أو غير ذلك…
ويقولون أصابتهم قوارع الدهر وابادهم الدهر
فيجعلون الليل والنهار يفعلان الأشياء فيذمون الدهر بأنه الذي يفنيهم ويفعل بهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تسبوا الدهر على أنه الذي يفنيكم والذي يفعل بكم هذه الأشياء
فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء إنما تسبون الله تبارك وتعالى، فإنه فاعل هذه الأشياء.

والحديث صريح في النهي عن سب الدهر مطلقاً، سواء اعتقد أنه فاعل أو لم يعتقد ذلك.
وذكر ابن القيم عليه رحمة الله أن سب الدهر فيه ثلاث مفاسد:
أحدها: سبه ممن ليس أهلاً للسب، فإن الدهر خلق مسخر من خلق الله منقاد لأمره
متذلل لتسخيره فسابه أولى بالذم والسب منه.
الثانية: أن سبه متضمن للشرك، فإنه سبه لظنه أنه يضر وينفع.
الثالثة: أن السب منهم وقع على من فعل هذه الأفعال.

وقوله في الحديث : أنا الدهر قال الخطابي معناه:
أنا صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر
وإنما الدهر زمان جعل ظرفاً لمواقع الأمور
ولهذا قال في الحديث: وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار.
والدهر ليس من أسماء الله ولو كان كذلك لكان الذين قالوا: وما يهلكنا إلا الدهر مصيبين.

والله أعلم وأجل

الـــرابــــط

فقد نهى الشرع عن سب الزمن والوقت الذي هو الدهر في أحاديث منها
ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر
وأنا الدهر أقلب الليل والنهار. رواه مسلم بلفظ: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر.

وسب الزمان أو الدهر إن اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك
وإن عتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك وهو يسب من فعله فهو يسب الله
وإن سب الدهر لكونه ظرفا فقد سب مخلوقا لا يستحق السب..

هـــــذا والله تعالى أعلم وأجـــــل

وأسأل الله أن يهدي الجميع من أعمالهم وألفاظهم السيئة أثناء الغضب أو غيرها
وأن تكون أعمالنا الصالحة في الميزان أعمالنا الصالحة…آميـــن

حووور >> جزاك الله خير الجزاء على هذا النقل الطيب والميسر
فتوى طيبة من الشيخ / عبدالرحمن السحيم……حفظه الله
وتم حفظها على طوووول ههههه والله يعطيج العافية مراقبتنا..
مبدعة دوووما بطروحاتج في المواضيع الإسلامية والذي تفيدنا وتفيد الأعضاء
عساج ع القوة يا رب وإن شاء الله في ميزان حسناتج أختي…آميــــن

ودمتـــي بحفظ الرحمن