المصدر: محمد فودة دبي
حصل المواطن محمود موسى علي، الذي يعمل مشرف رقابة على المواقف في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، على جائزة استثنائية عن التميز في الخدمة المجتمعية، ضمن «جائزة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، للتميز»، نظراً لتعاونه بشكل إيجابي مع الشرطة، ومواجهة جرائم وقعت أمامه في الشارع مصادفة.
واستحق علي تكريماً خاصاً باعتباره أول مدني يفوز بهذه الجائزة وسط حشد من العسكريين من رجال الشرطة الذين فازوا بجوائز مختلفة، وذلك بعد إلقائه القبض على لصين في واقعتين مختلفتين سرقا أكثر من 200 ألف درهم، إضافة إلى المساعدة على ضبط عصابة تهريب خمور، وإعادة محفظتين عثر عليهما في الطريق تحتويان على مبالغ مالية كبيرة، ما دفع شرطة دبي إلى تكريمه أربع مرات.
وقال علي إن «دوره في إحباط جرائم عدة برز بعدما انفردت (الإمارات اليوم) بنشر تفاصيل مواجهاته مع اللصوص، معتبراً أن تكريمه من جانب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد بمثابة جائزة عالمية، لأنه حصل على جائزة استثنائية في دولة يعيش فيها فعلياً أكثر من 200 جنسية». وأوضح أن «الجريمة الأولى التي تدخل فيها وقعت في عام ،2002 حين كان يزاول عمله وسمع الناس تنادي باللغة العربية (امسك اللص)، فتحرك بسرعة وحدد المجرم ولاحقه حتى أوقعه أرضاً، واتصل بالشرطة بعدما سيطر على اللص، واكتشف أنه سرق حقيبة نسائية تحوي 75 ألف درهم».
وأشار إلى أنه فوجئ بعد نحو ثلاثة أشهر باتصال من شرطة دبي يطلب منه الذهاب إلى القيادة العامة، إذ تلقى تكريماً وشهادة تقدير وساعة عليها شعار شرطة دبي من المسؤولين فيها.
وتابع علي: «بعد نحو أربعة أعوام، وحين كنت أزاول عملي في منطقة نايف، شاهدت أشخاصاً يلاحقون رجلاً وينادون (امسك اللص)، ورأيته يتجه نحوي فبادرت إلى الاختفاء خلف حافلة حتى اقترب ثم فاجأته وأوقعته أرضاً وأمسكت به، وتبين لي أنه كان يراقب شخصاً أثناء خروجه من أحد البنوك وسرق منه حقيبة تحوي 120 ألف درهم.
وأشار إلى أن «دورية شرطة حضرت سريعاً إلى المكان وقبضت على اللص، وبعد ثلاثة أشهر تلقيت اتصالاً هاتفياً من القيادة العامة لشرطة دبي يطلبون تكريمي للمرة الثانية، وحصلت على ساعة وشهادة تقدير، تتضمن إشادة بدوري في الحفاظ على السلامة والأمن العام».
وأوضح علي أن «وجوده في الشارع زاد من قوة ملاحظته وقدرته على تحديد التصرفات المشبوهة»، لافتاً إلى أنه في عام ،2008 شاهد ثلاثة أشخاص يتحركون بشكل مريب بالقرب من سيارة مرسيدس في منطقة الرفاعة، وحين اقترب منهم فروا سريعاً وغادروا المكان.
ولفت إلى «أنه لم يتعقبهم، لكنه عاد إلى السيارة مجدداً ووجد فيها عدداً كبيراً من صناديق الخمر، ولم يستطع تحديد ما إذا كانت هذه الصناديق تخصهم أم أنهم كانوا يخططون لسرقتها»، مضيفا «اتصلت بالشرطة التي قدمت إلى المكان وفتشت السيارة ووجدت فيها هاتفاً محمولاً، وعرفت لاحقاً أنه تم التوصل إلى هؤلاء الأشخاص وتبين أنهم تابعون لعصابة تعمل في تهريب الخمور».
وأشار إلى أن «شرطة دبي كرمته أخيراً للمرة الرابعة تقديراً لأمانته بعد أن عثر على حافظة نقود تحوي 3000 درهم، حين كان يسير في منطقة الكرامة مع ابنه وابنته، فاتصل على الفور بالشرطة وسلمها الحافظة».
وأوضح علي أن «تكريمه من شرطة دبي كان حافزاً له في التصرف بإيجابية تجاه ما يراه من سلبيات»، خصوصا أنه يقضي يومياً في الشارع قرابة ثماني ساعات، لافتاً إلى أن بعض الناس يتصرفون بنوع من السلبية كأنهم ليسوا جزءاً من هذا المجتمع ولا يهمهم أمنه.
وأشار إلى «أنه فوجئ باهتمام كبير من جانب جهات عدة، بعدما نشرت «الإمارات اليوم» تجاربه مع المجرمين، معرباً عن ثقته بأن قصته ربما تكون دافعاً لآخرين للتصرف بالطريقة نفسها، مشيراً إلى أنه كرم كذلك من جانب دائرة عمله.
وأفاد بأن «الاهتمام الذي وجده من مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، العميد خليل إبراهيم المنصوري، وكذا المسؤولين في إدارة الجودة، وحرص «الإمارات اليوم» على نشر قصته، كان بمثابة حافز له على التصرف بالطريقة نفسها تجاه وطنه، حتى جاءت جائزة سمو الشيخ سيف بن زايد لتكون وساماً على صدره.
وأكد أنه ليس بالضرورة أن يتصدى كل شخص بنفسه للصوص أو المجرمين، لكن على الأقل يتعين أن يشارك بفاعلية مثل إعاقة المجرم، أو سرعة إبلاغ الشرطة على الأقل، موضحاً أنه لم ينتظر إطلاقاً أن يمنحه أصحاب الأموال النسبة القانونية، وهي 10٪ من الأموال التي أسهم في إعادتها، فهو واجب عليه ولا ينتظر مقابلاً من أحد.
وأوضح أنه يفخر بدعم أمه وزوجته ويغرس هذه القيم في أبنائه، ويكفيه أنهم يفخرون به ويدركون أنه يتصرف بما يملي عليه واجبه، مؤكدا أن رجال الشرطة لا يتوانون عن القيام بواجبهم، لكن لا يمكنهم القيام بهذا الدور دون مساعدة وتفاعل من الجمهور.
جريــدة امــــارات اليـــــــوم
Posted via Mobile Device