من الحقائق التي تؤكد أن أضرار التدخين أمر ثابت لا يحتمل الشك أن هناك ما يزيد على 50000 بحث عن أضرار التدخين منشورة في المجلات العلمية، بينما لا يوجد بحث واحد يشير إلى أي فوائد للتدخين ، من ناحية أخرى أظهرت البحوث في السنوات الأخيرة بشكل قاطع الآثار المباشرة للتدخين على صحة الإنسان،والأضرار المختلفة التي يسببها التدخين في أجهزة ووظائف الجسم المختلفة.
وقد انتشرت مؤخرا ظاهرة التدخين في البلدان النامية بصورة وبائية، وقد أثبتت البحوث بصورة مؤكدة العلاقة الإيجابية بين التدخين والإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية ، فمن بين المدخنين وجد أن 20 في المائة يعانون من نزلات شعبية ، ويعاني 19 في المائة من آلام في الصدر،ويعاني 17 في المائة من ضغط الدم المرتفع، ويعاني 24 في المائة من ارتفاع نسبة الدهون بهم.
ويتكون دخان السجائر من المكونات الآتي ذكرها :
1- القطران : وتختلف كميته من 3 : 40 مجم في كل سيجارة تبعا لطولها ودرجة حرارة الاحتراق في طرفها ونوع الفلتر المستخدم.
2- النيكوتين: وتتراوح كميته من 1, : 2 مجم في السيجارة الواحدة تبعا لنوع السجائر وطولها، وهو المسبب الرئيسي للأضرار التي تصيب الشرايين وخاصة شرايين القلب التاجية ، وهو المادة التي تعطي النكهة للمدخن وتؤدي بدورها إلى الإدمان ، الأمر الذي يفسر عجز السجائر الخالية من النيكوتين عن مساعدة المدخن في الإقلاع عن هذه العادة.
3- أول أكسيد الكربون : وتتراوح كميته بين 20:2 مجم في السيجارة الواحدة تبعا لنوع السجائر ونوع الفلتر وكمية الهواء التي يتم استنشاقها مع الدخان .
ويحتوي النفس الواحد المستنشق من السيجارة بين 1 : 5 في المائة من غاز
أول أكسيد الكربون الذي يتميز بقابليته العالية بالالتحام بالهيموجلوبين في الدم ،
وهذه القابلية تفوق قابلية الأكسجين بنحو 200 مرة ، فيقوم بمهاجمة
هيموجلوبين الدم ويتحد معه ليحل مكان الأكسجين به ، الأمر الذي يؤدي إلى
تسمم أنسجة الجسم .
ويساهم أيضا غاز أول أكسيد الكربون في زيادة كمية الكوليسترول المترسبة على جدران شرايين القلب ،الأمر الذي يزيد من احتمالات الإصابة بالذبحة الصدرية.
4- عدد كبير من سموم أخرى تصل إلى 48 مادة ما يسبب السرطان ومنها على سبيل المثال الهيدرازين، النيكل، الداي ميثيل نيتروزامين، الفلورانثين ، النافثالين، النيتروبيرلين ، البنزوبيرين ، الأرسنك ، ميثيل الكاربازول ، الكادميون ، الفورمالدهيد ، فينيل الكلورايد وكذلك النافثيليمين الذي يسبب سرطان المثانة في التدخين.
5- مادة " البولنيوم 210 " الموجودة في التبغ ودخانه ، والتي تحتوي على إشعاع ومواد أخرى تسبب تشويه الأجنة وإصابتهم بسرطان الدم ( اللوكيميا)
وتترسب هذه المواد السامة – السابق ذكرها – بنسبة 80 في المائة في الشعب الهوائية في حالة حبس الدخان في الصدر لمدة ثانيتين فقط ، ثم تتسرب إلى داخل أنسجة الرئة ومنها إلى الدم مسببة أضرارا في كافة أعضاء الجسم الأخرى.
ومن الجدير بالذكر أن الدخان يمثل ضرر شديد سواء قام المدخن باستنشاق الدخان بعمق أم لم يستنشقه ، فقد أثبتت التجارب أن وظائف التنفس وسعة التنفس تقل في المدخنين بصرف النظر عن عمق استنشاق الدخان ، كما أن الدخان الذي يترسب في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي يتسبب بصورة مباشرة في سرطان الأحبال الصويتة ، والدخان الذي يتسرب داخل أطراف الشعب الهوائية يسبب سرطان هذه الشعب .
الأمر الأكيد هو أنه مهما تغيرت نسبة ترسب هذه المواد الضارة في الحنجرة أو أطراف الشعب – نتيجة لاختلاف طريقة التدخين من شخص إلى آخر ،وبطء أو سرعة وعمق سحب دخان السيجارة أثناء التدخين ، فالضرر قائم في الجزئين العلوي والسفلي من الجهاز التنفسي ، ومن البديهي أن تتوقف نسبة النيكوتين في الدم بصفة عامة على عدد من العوامل منها :نوعية التدخين ،عدد مرات التدخين، المدة التي يستغرقها حبس النفس وكم مرة يتكرر في الدقيقة، المدة التي يستغرقها حبس النفس وكم مرة يتكرر في الدقيقة ، بالإضافة إلى المدة التي يستغرقها حبس النفس داخل الفم والشعب الهوائية.
والأمر الأشد خطورة الذي أثبتته الدراسات ، أن نسبة النيكوتين وأول أكسيد الكربون والبنزوبيرين – المادة المسببة للسرطان – الموجودة في الدخان الذي ينبعث من السيجارة وينتشر بالحجرة تزيد على نسبتها في الدخان الذي يستنشقه المدخن مباشرة ، من هنا يتضح حجم الضرر الذي يتعرض له غير المدخنين الموجودين في نفس الحجرة.
وفور تدخين سيجارة واحدة تتزايد نسبة النيكوتين بشكل سريع في الدم ، وقد تصل إلى أقصى قيمة لها وهي 40:10 مجم/لتر في أقل من خمس دقائق ثم تقل تدريجيا حتى تصل إلى نصف هذه القيمة خلال نصف ساعة ، لكن آثار النيكوتين تظل موجودة في الدم لمدة ساعة تقريبا ، ومع تكرار التدخين تتراكم كميات النيكوتين في الدم والذي يتم امتصاصه من داخل الشعب الهوائية لأن دخان السجائر حمضي وليس قلوي كدخان السيجار، وقد ثبت أن الرجال المدخنين أكثر تعرضا للوفاة مبكرا بسرطان الرئة من نظرائهم غير المدخنين ب22 مرة ، وأن النساء المدخنات أكثر تعرضا للوفاة مبكرا بنفس المرض من غير المدخنات ب12 مرة ، كذلك نجد أن المدخنين من الجنسين أكثر تعرضا من غيرهم ب10 مرات للإصابة بالنزلة الشعبية المزمنة ومرض الإمفيزيما ، وحيث أن إدمان التدخين غالبا ما يسبق إدمان الكحوليات والمخدرات ، فإن درجة تعرض المدخنين لإدمان المخدرات والكحوليات تزيد خمس عشرة مرة عن درجة تعرض غير المدخنين.
الله يعطيج العافية
الله يعطيج العافية
الله يعين
يعطيج العافيه
نرقب الزوود من جدااج
دمتي بحفظ الرحمن
شموخي يذلك