قررت هيئة الصحة في دبي إطلاق مبادرة إنسانية جديدة لإجراء جراحات قلبية للأطفال مجاناً، في شهر مارس المقبل.
وقال رئيس قسم جراحة القلب والصدر في مستشفى دبي، الدكتور عبيد محمد الجاسم لـ«الإمارات اليوم»، إن «المبادرة تستهدف علاج تشوهات قلبية معقدة للاطفال المواطنين والمقيمين»، لافتاً الى أن «الجراحات سيجريها فريق طبي إماراتي، بمشاركة فريق طبي أوروبي، متخصص في إجراء هذا النوع من الجراحات».
ولفت الى أن «هذه الخطوة تأتي استكمالاً لمبادرات سابقة أطلقتها هيئة الصحة في دبي، تمكنت خلالها من إجراء جراحات لـ167 طفلاً»، مشيراً الى ان «نسبة نجاح تلك الجراحات كانت 100٪، ويتمتع الاطفال الذين خضعوا لها بصحة جيدة».
وتفصيلاً، قال الجاسم إن «هيئة الصحة في دبي قررت إطلاق مبادرة جديدة لعلاج قلوب الاطفال الذين يعانون تشوهات حادة في القلب، مثل الثقوب القلبية وتشوه (رباعية فالو) وعدم اكتمال الصمامات».
ولفت إلى أن «المبادرة ستطلق في شهر مارس المقبل، ومن المقرر ان يجري الجراحات أطباء مواطنون، بمشاركة فريق طبي أوروبي، متخصص في هذا النوع من الجراحات الدقيقة». ولفت الى ان الجراحات ستجرى مجاناً لأطفال من مختلف الاعمار، على الرغم من ان كلفتها في الخارج تصل الى 400 ألف درهم، في بعض الحالات.
وذكر الجاسم أن «هذه المبادرة هي السابعة التي تطلقها الهيئة، منذ عام 2024»، مشيراً الى ان «المبادرات الست السابقة التي اجراها اطباء إماراتيون وأوروبيون استفاد منها 167 طفلاً تراوح أعمارهم بين شهر و19 عاماً، أجريت لهم جراحات معقدة، وبلغت نسبة النجاح فيها 100٪».
ولفت الى ان «هذه المبادرات تكتسب أهمية كبرى، لأن تخصص جراحات قلوب الاطفال غير شائع، وكثير من دول العام تفتقر إلى وجود أطباء متخصصين فيه».
من جانب آخر، قال الجاسم إن المبادرة التي اطلقتها هيئة الصحة الشهر الماضي، لإجراء جراحات قلبية للاطفال استفاد منها 10 اطفال، واستمرت الجراحات على مدار خمسة أيام، أجريت خلالها ست عمليات جراحية وأربع جراحات قسطرة.
وذكر أن «الجراحات تنوعت بين اغلاق لثقوب بين الاذينين، وعلاج عدم اكتمال الصمام الميترالي، وحالة لعلاج تشوه رباعية فالو». وأضاف «أجرت المبادرة علاجاً لضيق الصمام الرئوي، الى جانب حالات قسطرة لتوسيع الصمام الرئوي بالبالون».
وتابع «تم إجراء جراحة لعلاج ثقب بين الاذينين بمظلة صناعية، من دون أي تدخل جراحي»، مشيراً إلى أن المبادرة تضمنت إجراء فحوص لـ25 طفلاً مريضاً.
وذكر ان المستفيدين من المبادرة الاخيرة اطفال ينتمون الى دول فلسطين والعراق وسورية وباكستان والهند واليمن، الى جانب أبناء من الدولة.
وأوضح ان الجراحات اجراها فريق طبي ايطالي من مستشفى سان دوناتو ميلانو، مكون من ثمانية أطباء، قاده الجراح الشهير الكسندرو تريجولا، ورافقه جراحون مختصون في القلوب، واستشاريو أمراض قلبية، واستشاريو تخدير وعناية مركزة، وطاقم تمريض مختص في العناية المركزة.
وشارك فريق طبي إماراتي في إجراء الجراحات، ضم الاطباء عبيد الجاسم، وأحمد الكمالي، وسمير سجواني، وشهربان عبدالله، من مستشفيي الوصل ودبي.
وكان مساعد مدير مكتب علاج وشؤون المرضى في الخارج في هيئة الصحة عبدالله ناصر أعلن أن «مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية تكفلت بنفقات علاج الأطفال المقيمين، فيما تحملت هيئة الصحة في دبي علاج الأطفال المواطنين».
وأشار الى ان الفريق الطبي الاوروبي يتمتع بسمعة كبيرة في أوروبا، وآسيا وإفريقيا، وسبق أن أجرى جراحات خيرية في المغرب واليمن وكينيا وموريتانيا والسنغال.