طوبى لكم أيّها الحجاجُ بالنِّعَمِ
عند الحطيمِ حطَمْتُمْ مصدر السَّقَمِ
ترَكْتُمُ الأهل لبَّيتُم نداء هدى
نداءَ من تركَ الأهواء في ندَمِ
اللهمَ لبيك من أعماقكم صدَرتْ
بها انطلقتم إلى الغايات والقِمَمِ
لبيك يا ربِّ معبوداً ومُعْتَصَماً
وليس غيرك ندعو بارئَ النَسَمِ
طفْتُمْ ببيتٍ أقام اللهُ عزَّتَهُ
طوفوا بهِ واملئوا الأرواح بالقِيَمِ
كأنَّ تطوافَكمْ سبعاً تجَلَّ لكمْ
أمرَ الإله بأنْ طوفوا على النُظُمِ
نُظْمَ الخليقةِ كيف اللهُ دبّرها
فليس في الكون أمرٌ غير منسجمِ
طوفوا على الكون بالأفكار تبصرةً
تطوافكم ليس تطوافاً على قدَمِ
وخاطبوا الله أنَّ الروحَ هائمةٌ
فوق الحقيقة لا تجري على عدَمِ
تطوافكم ليس تطوافاً على حجَرٍ
بل أنّهُ دورة الإحياء للهِممِ
وبعدها سعيُّكُمْ عند الصفا أملٌ
سبعاً إلى مروةٍ يجري بلا برَمِ
تهرولون كما أمِّ الذبيح سعَتْ
حتى تبسّمَ ثغرُ الماء للأُممِ
تبسّموا أيها الحجاج وارتشفوا
من زمزمَ الطّهرِ أخلاقاً بلا لُجُمِ
تحسّسُوا بردهُ حتى يُحَفِّزَكُم
إلى التعامل بالألطاف والكرمِ
وعندما تكشفُ الأرواح ظلمَتَها
تأتي إلى عرفاتٍ دونما صمَمِ
تدعو هناك دعاء الحبِّ في ولَهٍ
وتستغيثُ من الأهواء بالندَمِ
ياربِّ عبدُك مأسورٌ بذلّتهِ
فامنُنْ عليهِ بعفوٍ صُبَّ كالدِّيَمِ
إنّي أتيتكَ ياربِّ على قلَقٍ
من الذنوب التي صارتْ كما الصّنَمِ
وها أنا في مِنى أرمي الذنوب كما
أمرْتَني بجمارٍ أخمدتْ حمَمي
رميتُ مَنْ صدّني عن أمر آخرتي
فالحمد لله من أجرى الهدى بدَمي
حسين إبراهيم الشافعي
سيهات
السعودية