فتاة المدينة .•~

بليلةِِ باردة..يسودٌ الظلام أرجاء المدينة..
وأمام المدفئة..الكٌل متوسدٌ فراشه..

كانت هناك تتنقل في شوارع المدينة..
ومن الجوع..كانت تبكي بحرقه..

طرقت بابا”..فظهرت عجوزٌ شريره..
طردتها..واغلقت الباب تلك اللئيمه..

تخبطت في الطرقات تلك الصغيرة..
ترتجي رحمة” من القلوب الرحيمة..

طرقت بابا” آخر..وهي بحالةِِ أليمه..
تطلب شرابا”..وقطعة رغيفِِ صغيرة..

بصوتِِ مبحوحِِ قالت..أنا يتيمة..
أرحموني..ليس لي أحدٌ بالمدينة..

أدخلتها صاحبةٌ المنزلِ المسكينة..
تألمت لأجل هذه الطفلةِ الصغيرة..

قدمت لها حساء”..وقطع رغيف شهيه..
قالت تفضلي أيتها البنتٌ الجميلة..

كٌلي ماشئتِ..فالخيراتٌ كثيرة..
الدنيا بخير..والناس بها رحيمة..

تركتها بمنزلها..حتى صارت كبيرة..
فتاة” بالغة” تقاسيمها جميلة..

أحبها ابنها وصارت له عشيقة..
يكتب شعرا” وكلماتا” عجيبة..

طلبها زوجة”..فرفضت تلك الجميلة..
قال أبعد كل هذا..حبي لاتريدينه..

فأجابت لي شرطٌ..بل شروطٌ كثيرة..
لو تلبي أولها..أكون لك خادمة” مطيعه..

قال لكي ماشئتِ..اطلبي ياجميلة..
كل شرطِِ وطلبِِ منك..أنا أٌجيبه..

قالت..أمك أصبحت كبيرة..
وطلباتها صارت حقا” كثيرة..

ابعدها عني كي أصبح حرة” طليقة..
لا يقيدني أحد فأنا فتاةٌ جميلة..

قال لها..اذهبي فإنتي طليقة..
أفعلي ما شئتِ أيتها الجميلة..

حبي لأمي أكبر من شيءِِ تريدينه..
لأجلها أنا أصبحٌ كالخادمةِ المطيعه..

اتظنين بإني اتخلى عن عجوزِِ مسكينة
لأجلِ فتاةِِ ناكرة” للمعروف..حقا” أنتي مسكينه..