السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
توفي والد عيسى عندما كان رضيعاً وشقيقته التي تكبره بعشر سنوات تزوجت
وسافرت مع زوجها ليكمل دراسته في الخارج لذلك كانت تمضي
يومها بالاهتمام بوحيدها وتنفيذ أوامره تطهو له طعامه المفضل
ولا تضع لقمة في فمها حتى يأتي ويأكلان سوياً.. كانت إذا خرج مع
أصدقائه وتأخر تبدأ بالقلق وإذا صدف واتصلت هاتفياً به ولم يجب
تبدأ بالبكاء ولا تهدأ إلا بعد سماع صوته. بدأ عيسى ينزعج من تصرفات والدته
فالاهتمام الزائد به جعله موضع سخرية من أصدقائه الذين كانوا يعلقون
عليه عندما تتصل به والدته قائلين هيا اذهب الى أمك فأنت صغير
ولا يحق لك ان تتأخر خارج المنزل، عاد يوماً وهو غاضب جداً.. دخل الى المنزل
والشرر يتطاير من عينيه.. استقبلته والدته كعادتها أمام الباب
وقالت: الحمد لله على سلامتك يا ولدي. فقال لها وهو يصرخ: لماذا تقولين
هذا الكلام هل كنت مسافراً؟ فأجابته لا يا حبيبي لكن يجب ان
نحمد الله عّز وجلّ على انك عدت الى المنزل سالماً. فأجابها لماذا؟
دعيني وشأني انت تزعجينني لقد اصبحت أضحوكة بين أصدقائي
بسببك تتصلين بي كل عشر دقائق تطلبين مني العودة الى المنزل لماذا؟
لأجلس معك لأنك تشعرين بالملل أليس كذلك؟ فقالت: لا يا ولدي، اين وصل
تفكيرك انا لا افكر هكذا، وكل همي ان تكون سعيداً لكن ماذا افعل
انا اخاف عليك، فقال: أنت لا تخافين علي فكل أصدقائي
لديهم أمهات ولا واحدة منهم تتصرف مثلك؟ لماذا إلا يحببن أولادهن؟
بالطبع نعم لكنهن لسن أنانيات مثلك
جلست أم عيسى على الكرسي وغير مصدقة ما يقوله ولدها
نظرت إليه وهو يصعد الدرج بعصبية، يخلع غترته وعقاله ويلقي
بهما على الأرض ويتمتم بكلام غير مفهوم، تدحرجت الدموع
على خديها وشعرت بألم في صدرها فهي لم تكن تتوقع يوما
ان يكلمها وحيدها بهذه الطريقة.. جلست على الكرسي عدة ساعات
ثم توجهت الى غرفته لتطمئن عليه وتدثره ثم جلست بقربه تداعب
وجهه تتذكره رضيعاً وتلوم نفسها لأنها أغضبته وقررت إلا تزعجه
بعد الآن ووعدته بذلك فاعتقد أنها خافت منه ومن صراخه عليها وأخذ
يتمادى وهي صامتة ساكتة لا تتكلم تبكي في غرفتها حتى لا يراها اصبح
لا يتحمل كلمة منها ويقضي معظم وقته في الخارج مع أصدقاء السوء
وكان يخبرهم عن والدته وكيف أدبها فكانوا يشجعونه قائلين الآن انت الرجل
هكذا انت صح.. يبقى ارث والدك والذي تتصرف به والدتك كما تريد والمنزل
الذي تعيش به هل هو باسمك أم لا لأنها تستطيع ان تطردك منه وأن تحول
الأموال لشقيقتك وزوجها ان أغضبتها انتبه يا عيسى.. فقال: إنكم فعلاً نعم
الأصدقاء فأنا لم افكر بهذا الموضوع مطلقاً لكن منذ الغد سوف تتبدل
أشياء كثيرة، سوف ترون بدأت رحلة عذاب أم عيسى مع وحيدها
الذي أفنت حياتها في خدمته ورعايته فانقلب عليها وأصبح
يعاملها وكأنها عدوته وليست والدته اصبح يدخل الى غرفتها ويبحث
بين الأوراق وهي تسأله عما يريد وهو لا يجيبها وان اقتربت منه كان
يدفعها بعيداً، ليكمل ما يفعله الى ان يجد الورقة التي يريدها فيأخذها
ويذهب وهي في إثره تنادي عليه لكنه لا يجيب.. اعتقدت ان مسّاً أصابه
او ان احدهم عمل له عملاً فأصبحت زبونة دائمة للمشعوذين الذين
اخذوا منها مبالغ مالية ضخمة دون فائدة، توجهت بالدعاء الى الله عله سبحانه
يشفق عليه ويعيده الى صوابه قبل فوات الأوان، لكنه للأسف كان قد وصل
الى مكان اللاعودة، بعدما سيطرت المخدرات التي كان يتعاطاها على
ما تبقى من خلايا دماغية لديه وأصبح مدمناً من الدرجة الأولى ففي
ليلة باردة كانت والدته تنتظره كالعادة خلف نافذة غرفتها لتطمئن عليه
فرأته ينزل من سيارته وهو يتعثر، فأسرعت لملاقاته وهي تقول له ولدي
حبيبي ما بك فنظر اليها بعينين غائرتين دون أن يرد عليها، فوقفت تنظر
اليه غير مصدقة، وقالت: أنا والدتك قل لي ما بك؟ ما هذه الرائحة التي
تفوح منك إنها رائحة خمر، فقال: نعم، أنا أشربه لأنسى أنك والدتي التي تسرق مالي
بعد عدة أيام رفعت يدها عليه فما كان منه إلا أن أمسكها وصفعها
على وجهها صفعة قوية أوقعتها أرضاً، وأخذ يركلها بقدميه وهي تصيح
وترجوه ان يتركها لكنه لم يستجب إلا بعد ان توقفت عن الصراخ، فتوجه
الى غرفته لينام، وفي الصباح استيقظ كالعادة لكنه لم يجد الفطور
جاهزاً نظر الى الساعة فوجد ان الوقت لا يزال باكراً كان الأمس بالنسبة
له كأنه حلم فظيع قام من سريره وتوجه نحو غرفة والدته
فوجدها على الأرض كما تركها لكنها فارقت الحياة.
عند محاكمته قال المدعي العام ان تقرير الطبيب الشرعي أثبت
أن الأم المسكينة ماتت من جراء سكتة قلبية وليس من الضرب المبرح
فهي لم تتحمل صدمتها بوحيدها أن يفعل ما فعل
المصدر : الخليج – ملحق شباب الخليج
منقووووووووول:050103travel_emotis
حسب يا الله ونعم الوكيل
يسلمو
ونتمنى أنج أتزيدينا مما حبيتي ..
نتريا يديدج إن شاء الله ..
تحياتي.
تحياتي
العنـــــــــــــــــــــود