السلامــ عليكمــ والرحمه
اليوم بغيت احط شي من التراث شي يخص الشعر لانه احس محد رمس عنه
:::
الشاعر سالم بن محمد الجمري ينتهي نسبه إلى قبيلة العميمي من امارة دبي وهو أحد كبار شعراء النبط وأحد رواد الشعر في دولة الامارات ومن المتقدمين فيه وأحد المشار إليهم بالبنان وله حببت ذائع بالغ الشهرة ويمتاز بغزارة الانتاج مع جودته اضافة إلى كل ذلك فهو يمتلك حقلا خصباً من الخيال اللامتناهي ومعجما لغويا وفيرا يجمع بين القديم والجديد وقد ذهب في ميدان الشعر كل مذهب فبكا وشكا ومدح فأحسن المدح وساجل الشعراء فكان بارعاً, اضافة إلى فن الغزل والتشبيب والذي فاق به أقرانه لما تميز به من عاطفة شفافة واحساس مرهف وقلب دائم الخفقان وكلمات رقيقة تنم عن شاعر يضم بين حناياه الشاعرية الفذة وهذا ما تجلى حقيقة في شعر سالم بن محمد الجمري.
ومن خلال ديوانه لآلئ الخليج والذي حفظ لنا بين دفتيه لآلئ وكنوز شاعرنا الكبير نبحر في قصائد كثيرة تختلف وزنا وفكرة وأسلوبا ومعنى ومن خلال هذه القصائد تتضح شخصية سالم الجمري الذي كرس للغزل جل وقته فخرجت قصائده رقيقة مثل صاحبها تنهال على الأسماع وكأنها شلال عذب متدفق تملأه العذوبة والشفافية لذا أخذت المرأة في شعره مكانا مرموقاً وحيزا كبيرا حتى أتت معظم قصائده تتحدث عن المرأة.
وتكاد تكون جميع قصائده غزلية حتى أصبح رائدا لمدرسة شعرية تجعل المرأة هي كل مقوماتها فحمل لواءها لما تميز به من فنون كثيرة كان له في بعضها قصب السبق والريادة ومنها هذه المقارنة:
ولو سلمى تغني لي شوية
ترى مريم تغني لي أصوات
ولو سلمى قرت لي بالتحية
ترى مريم قرت لي بالمرسلات
ولو سلمى سقتني من ثغرها
ترى مريم مطالعها شفاتي
وأصبح الشعراء فيما بعد يقتفون أثره في هذا المجال, ثم انه أكثر من ذكر الأسماء في قصائده وكان يصرح بها دون كناية فحوت قصائده أسماء كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:
علي يا خوي قلبي لا تلومه
وليع بحب مريم في حياتي
آه قلبي قد تولع وانجبر
من هوى سلمى أنا ماني بخير
(يمعلق المشموم.. يا بو ثلاث ارقوم.. حصه مع كلثوم.. نوره وزين الروح)
ثمة فن الوصف والذي أتقنه شاعرنا اتقانا تاما, فقد مثلت المرأة في شعره دوراً بارزاً ما جعله يبوئ المرأة مكانا له شأنه في حنايا شاعريته ولا تخلو قصيدة واحدة من وصف حسي للمرأة بحيث جعلها ذلك الصنم المقدس الذي يقف عليه دائما, وقد أفرد لهذا الفن أكثر شعره ومعظم أبياته فأصبح إماما له وسيدا يتبعه الكثير ممن هم في جيله وأطلق العنان لنفسه متغزلا قائلا:
الحب خلاني أمهبل
خذني هوى بو زلف منشول
بو حاجبين و طرف اكحل
وامهندٍ كالسيف مسلول
والخد فوقه ورد امطل
ادعج نهاب لعقول
عذب اللما سلساله اعسل
واشفا تشافي جسم معلول والصدر كالديباج واشكل
يا ظبي كما القنديل مصقول
ويأتي في قصيدة أخرى بالأوصاف ذاتها ولكن ببحر وقافية وروي آخر ويقول:
بو يديل اشقر لاس
ونشل عن مضمره زاد
والحواجب سمر أقواس
والخشم كالسيف منقاد
له نهود جعد يلاس
كنهن تفاح بغداد
ودائما ما تحمل المرأة أوصافا معينة وثابتة ودائما ما تكون لينة العود بيضاء الصدر وخصرها نحيل وجبين أبيض كأنه غترة الفرس فيقول:
سباني حب بو عقص تثنا
حسين اللون وضاح الجبينا
وصدر يشبه ابروق المزنا
زهى بالنهد كنه شوب تينا
خصوره من ردوف يتعبنا
يلي منه مشى عوده يلينا؟
وعلى هذا النسق كانت تأتي أغلب قصائده وهي تتفق دائما في وصف معين كما أسلفت وكان هذا الفن دارجا عند الشعراء في فترة الستينيات وتختلف من شاعر إلى شاعر, ومن هذا الفن تبدو المرأة واضحة تمام الوضوح في شعر سالم الجمري, فهو يصورها في شعره تماماً كما يصورها الفنان فوتوغرافيا في عصرنا الذي نعيشه فيجعلنا أمام امرأة نراها أمام اعيننا.
تبقى المرأة عاملاً مؤثراً في شعر سالم الجمري, وبخاصة في مطالع قصائده, فغالبا ما يبتدئ الشاعر قصيدته بكلمات رقيقة جدا يخاطب فيها الطير والهواء وكل معالم الطبيعة عن محبوبته وأصبح رمزاً يعرف به الجمري وان لم يذكر اسمه على القصيدة لكثرة ما أورده في شعره وقلما فعلها من الشعراء غيره, ومن أجمل وأعذب ما قاله مطلعه الشهير:
يا طير سلم ع الحبيب
قله تراني مستصيب
وجروح قلبي ما برت
وانت الدوى وانت الطبيب
ويقول في مكان آخر مخاطبا النسيم العليل:
حي ابنسيم هب من صوب اعربي
نسنس وهيظ مزملي والحاني
وتذكرت نفسي مزار احبيبي
في ليلة يهنى به الولهانِ
ثم نراه في موضع آخر يخاطب العرافين ليرشدوه إلى موضع محبوبته والتي هي بالنسبة له كل الحياة ويقول:
وابرحت ادوّر وانشد أصحاب الودع
ان كان حد اعرف وين امحلته
قالوا غزالك في محلٍ مرتفع
عليك عسره يالمعنى وصلته
قلت اسكتوا عني لعذلكم ما ستمع
والحر كيف يلقا صيدته
وله في هذا الفن أبيات كثيرة, وجل مطالع قصائده هكذا, فعدد القصائد التي يبتدئها مخاطبا الطبيعة عن المرأة التي ينشدها تبلغ ثلثي قصائده والأمثلة كثيرة ولا يتسع الموقف لها.
وقبل النهاية لابد ان تكون هناك بعض الكلمات والتي من خلالها اتمنى ان أكون انصفت ذلك الشاعر الكبير والذي يعد أحد أعمدة الشعر الذي ترتكز عليه الساحة الشعرية في الامارات الشاعر سالم بن محمد الجمري الذي رحل بجسده وبقي بشعره وأدبه الذي ملأ به الآفاق وأروى الكثير ممن ظمئوا ماء الشعر الجميل والمتين والمرصن, وأكنوا لهذا الشاعر كل الوفاء والتقدير وللمرأة التي عاشت في أعماق سالم الجمري امرأة وحبيبة وفيها قال هذان هذين البيتين اللذين عشقهما كل سامع وإليهما ينتهي فن الجمال الشعري.
أرى الشوق له ذوق يا عاشقين
ومحلا المعاتب بين الثنين
إذا ذاك مغرم وهذا ظنين
عتاب المحبة ترى له حلاه
كما اهدى للمرأة بيتين من الشعر لا يدانيهما أي بيت:
ولولا الحب ما غنى المغني
ولا اشتاقن لصوته مطرباتِ
ولا سجلت للعشاق فني
ولا لانن قلوب السيداتِ
انا سمعت علي بالروغة يغني شي من هالقصايد
صح لسانه
و تسلمين حبوبة
ان شاء الله عيبتك القصايد ^_*
على القصايد
وتسلمين على اختيارج الممتع فالمواضيع
دمتي بود