قضت محكمة الجنايات في رأس الخيمة برئاسة المستشار بلال عبدالباقي، أمس، بسج
يحلم المواطن محمد الغفلي البالغ من العمر 24 عاماً، بأن يصبح وزيراً في المستقبل، ويرى أن حلمه مشروع لأنه مدعوم بمؤهلات وقدرات ذهنية وعلمية، حتى لو كان كفيفاً.
أصبح الغفلي شخصاً متعدد المواهب والقدرات، وموزعاً اهتماماته بين الشعر والصحافة والتأليف والتمثيل، واستحق، أخيراً، جائزة أفضل ممثل مسرحي من فئة الإعاقة البصرية عن دوره في مسرحية «الحياة مذاق آخر».
قصة الغفلي مع العمى بدأت منذ ولادته بضعف حاد في البصر، نتيجة انفصال في شبكية العين وتليّف في الأعصاب، عرض العين لضغط شديد، وأدى إلى إصابته بالعمي وهو لم يتجاوز السادسة من عمره، وكان الثاني في أسرته الذي يعاني المشكلة نفسها.
اعتبر الغفلي العمى اختباراً له وقرر تحدي الإعاقة، فتلقى تعليمه متنقلاً بين مراكز التأهيل، إلى حين صدر قرار بدمج المعاقين في المدارس الحكومية، وكان عمره ثمانية أعوام، فغادر مركز دبي للمعاقين بعد أن أكمل فيه الصف الثامن والتحق بمدرسة الإمارات الإعدادية، ومنها إلى مدرسة المعارف، منهياً بذلك تعليمه الثانوي، على الرغم من الصعوبات التي واجهها بسبب «غياب الخدمات المخصصة لذوي الإعاقات في المدارس».
لم يكتفِ الغفلي بحصوله على الشهادة الثانوية بتفوّق، فقرر دخول الجامعة واختار مجال الإعلام الإذاعي لدراسته في جامعة الشارقة، المهيأة لاستقبال ذوي الإعاقة، لكنه واجه مشكلات عدة، إذ وجد نفسه مضطراً إلى التعامل مع الأجهزة والمعدات الإذاعية والتلفزيونية، فاقترح عليه أساتذته وأصدقاؤه دراسة العلاقات العامة بدل الإذاعة والتلفزيون، إلا أنه رفض واختار مواصلة التحدي، وقال «التحقت بما يتناسب مع شخصيتي المشاكسة وميولي العاشقة للتحدي وثقتي بأني أستحق الأفضل، فكانت دراسة الصحافة قراري».
تمكن الغفلي من إثبات صحة قراره، وتحول المشككون في قدراته إلى قراء دائمين لمقالاته التي ينشرها في صحيفة الجامعة (الاتصال)، التي يتناول فيها شؤوناً طلابية عدة، وصار صاحب مدونة اشتهرت بمقالات جريئة، تناولت قضايا محلية مختلفة.
يقول «أعشق الكتابة وأحب القراءة ومتابعة الأحداث المحلية والعربية، السياسية والاجتماعية والثقافية، وتمكنت من اجتياز السنة الأولى في الجامعة، وحاولت، من خلالها، تذليل كل الصعاب التي واجهتني، فواصلت دراستي وأسهمت في الصحيفة الجامعية، كما أنني انتهيت من مشروع تخرجي، وهو عبارة عن مجلة شبابية منوّعة، أطلقت عليها (سرايا)، لاقت استحسان القائمين على مشروعات التخرج».
تميز الغفلي بتعدد مواهبه بين الكتابة والشعر والتمثيل، وإيمانه بقدراته، ويقول إنه طرق جميع الأبواب التي من شأنها تغيير نظرة المجتمع إلى ذوي الإعاقة، ففتحت له واحتوت مواهبه، ويفخر بأن له قصائد تغنّى بها منشدون إماراتيون، بينهم حميد العوضي وعلي النقبي.
وشارك ممثلاً في مسرحية «الحياة مذاق آخر»، وحصل على جائزة أفضل ممثل في المهرجان المسرحي الأول لذوي الإعاقة، ويستعد لإطلالته الأولى في شهر رمضان المقبل بمسلسل إذاعي جديد.
يعمل الغفلي منذ أشهر في مركز الاتصال والمعلومات التابع لهيئة تنمية المجتمع، وفي الوقت ذاته يتابع دراسته الجامعية في السنة النهائية، ويخطط لدراسة الماجستير في العلوم السياسية والدكتوراه في الإعلام، كما ينوي الالتحاق بالمعهد العالي للفنون، لدراسة النقد المسرحي، وهو عضو في مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكفوفين، ورئيس للجنتين الثقافية والاجتماعية في الجمعية.
سبحان الله … الله يوفجه ويسهل عليه دربه ويحقق كل اللي فبــآله
تسلمين خيتووو نكست ع الخبر
ربي لج حـــآفظ