التعليم والتثقيف يعتمد بشكل أساسي على الكتب؛ لذا من أراد أن يتعلم ذاتياً أن يتقن مهارات القراءة الصحيحة، فالقراءة مهارة وفن لا يجيده كثير من الناس، فكم من القراء الذين يبذلون جهداً وأوقاتاً طويلة في القراءة، ومع ذلك فإن حصيلتهم قليلة جداً. ولاشك أن الخلفية العلمية والثقافية للشخص لها أثر كبير في عملية الاستيعاب، إلا إن طريقة القراءة وكيفية التعامل مع الكتاب تؤثر بدرجة عالية في مستوى الفهم والاستيعاب.
وفي هذه المقالة سوف يكون حديثي عن كيفية القراءة والذي تعتبر محور أساسي في عملية الاستيعاب. فالقراءة مهارة تكتسب بالتعلم وتتطور بالممارسة والتمرين، وبقدر ما تكون مهارتك عالية بقدر ما يكون استيعابك لما تقرأ عالياً. وسأذكر باختصار بعض القواعد الأساسية في كيفية القراءة الصحيحة، فإن معرفة القواعد يشكل مرونة أو على الأقل هي شرط لاكتساب المهارة.
قبل القراءة:
أولاً: القراءة الفعالة تبدأ قبل القراءة، فالقارئ الجيد يحدد هدفه من القراءة، فقبل كيف تقرأ، أسأل: لماذا أقرأ؟ ما الهدف من وراء قراءتي؟
ثانياً : حدد المكان الذي سوف تقرأ فيه الكتاب. ويشترط في المكان أن يكون خالياً من الملهيات والصوارف التي تعيقك أو تقطع عليك تركيزك خلال القراءة. وكذلك لابد أن يكون المكان بعيداً عن الضوضاء والإزعاج فالقراءة نشاط فردي تتطلب هدوءاً لزيادة درجة الاستيعاب. فاختر المكان الهادئ، على أن تكون إضاءة المكان صحية.
ثالثاً: حدد طريقة قرأتك مع الكتاب فهل ستكون قراءتك متقيدة بالزمن أم بالكمية، وأعني بالزمن هل ستقرأ مثلاً نصف ساعة من الكتاب يومياً بصرف النظر عن كم قرأت من الكتاب، ففي هذه الحالة يكون الاهتمام بالوقت، أم أن قراءتك تهتم بالمقدار، فمثلاً تقرأ عشرين صفحة يوميا
رابعا: قبل شراء الكتاب اجعل لك عادة أن تقرأ فهرس الكتاب ومقدمته والخاتمة وما كتب خلف الكتاب ومقتطفات سريعة ومختصرة من ثنايا الكتاب. فهذه القراءة لهذه المواقع تبين لك: هل أنت بحاجة لشراء هذا الكتاب؟ وهل الكتاب يحقق هدفك؟
وتبين لك أيضاً ـ من خلال هذه النظرة السريعة ـ جودة قلم الكاتب. فإن الكتاب الجيد المتقن السبك له أثر كبير على الارتقاء بالمستوى الفكري والبلاغي القارئ .
خامسا: حدد جدول زمني ثابت للقراءة، وإن كان القارئ الجيد يقرأ في كل وقت؛ ولكن لوجود أعمال أخرى ضرورية في حياتنا فإننا بحاجة شديدة إلى تحديد وقت زمني يومي ثابت للقراءة.
سادسا: لا تذهب إلى القراءة وأنت في حالة عصبية منفعلة، أو تشعر بالضغط النفسي والإكراه فإن عملية الاستيعاب تعتمد بدرجة عالية على مقدار حضورك الذهني. احرص دائماً أن تقرأ وأنت بشوق ومحبة للقراءة. فقراءة الراغب المحب ليست كقراءة المكره المضطر. اجعل عقلك ومشاعرك وعواطفك تدفعك إلى القراءة
سابعا: فكر كثيراً في الكتاب، وحاول دائماً أن تحدث نفسك عن قراءة الكتاب الذي اخترته، وأنك سوف تنهيه في الوقت المحدد
خلال القراءة:
أولاً: لا يكن همك من القراءة إنهاء صفحات الكتاب؛ بل اجعل الغاية هي فهم ما بين يديك، ومن العبارات المشهورة الصحيحة: لا تسأل كم قرأت ولكن كم فهمت، فإذا كان هدفك إنهاء الكتاب فقط فإنك بهذا تسعى إلى إجهاد نظرك من غير طائل، والقراءة الجيدة الإيجابية يجب أن يصاحبها التفكير والاستنتاج وأعمال الفكر في المقروء فالهدف الأساسي من القراءة هو فهم ما تقرأه، ولا يتم الفهم إلا بالتفكير في المقروء، ووضع الأسئلة واكتشاف الأجوبة من خلال القراءة.
• دوّن في ورقة خارجية تلخيصاً لما قرأت.
• اقرأ بصوت مسموع وببطء.
• حاول أن تتخلى عن استنتاجك السابق واقرأ بنظرة جديدة ومغايرة.
ثانياً: أقرا بتركيز، فالتركيز هو لب القراءة وجوهرها الأساسي، وقراءة بدون تركيز ضياع للوقت والجهد، فمستوى نجاحك في القراءة يعتمد ـ بعد توفيق الله ـ على درجة تركيزك، والتركيز عملية تحكم وانضباط وترويض للنفس حتى يكون لدى الشخص القدرة على الاستغراق في عملية القراءة، فهو مهارة يتعلمه المرء كما يتعلم أي مهارة أخرى. ونحن قد نستطيع القراءة لفترة طويلة ولكننا قد لا نستطيع أن نملك المتابعة الذهنية والتركيز فيما نقرأ.
ثالثاً: دون ما تقرأ، فمن أساسيات القراءة تدوين المذكرات، فبقدر ما تستطيع اكتب كل شيء تراه مفيداً وهاماً حتى وإن كنت صاحب ذاكرة قوية فذة فأنت مطالب بكتابة المذكرات لتكون قارئ جيد، فكتابتك للمذكرات يعني استخدام أكثر من حاسة، والمذكرات تعتبر حجر الزاوية لنجاحك
رابعاً: قبل أن تشرع في قراءة الكتاب، يجب أن تضع أسئلة، ـ فمن صفات القارئ الرديء أنه لا يضع أسئلة ولا يجيب على أي سؤال يتبادر إليه ـ اكتب هذه الأسئلة في ورقة وضعها على غلاف الكتاب: ماذا يبحث الكتاب بمجمله؟ ما مدى أهمية المعلومات التي طرحها؟ هل الكتاب شامل في تناوله للموضوع؟ كيف تناول الكتاب عرض أفكاره؟ ثم تضع أسئلة متعلقة بخصوصية الموضوع وتبحث عن أجوبة لجميع أسئلتك.
خامساً: ناقش الكتاب، ضع الإشارات والعلامات على الكتاب، وإن كان هناك بعض القراء يرفضون هذه الطريقة ولكنني أجد أنها أسلوب فعّال لعملية الاستيعاب وهي تدل على مقدار التفاعل مع الكتاب، وإيجاد نوع من النقاش البناء مع ما هو مدون في الكتاب. إن موافقتك للكتاب و مخالفتك و علامات التعجب والاستفهام يجب أن تظهر واضحة في الكتاب.
بعد القراءة:
عند انتهاءك من قراءة الكتاب لا يعني إنهاء العلاقة بالكتاب، فلتثبيت المعلومات يتطلب الأمر مراجعة ما قرأت، ولكن قبل المراجعة يجب أن تجاوب على هذه الأسئلة:
• ما المواضيع التي احتاج إلى مراجعتها؟
• كم من الوقت احتاج لمراجعة كل موضوع؟
• ما أماكن القوة والضعف لدي؟
وخلال مراجعتك لابد أن تجاوب على جميع الأسئلة التي دونتها خلال قراءتك، فلا تعني المراجعة إعادة القراءة بشكل سريع على أمل أن تستعيد ذاكرتك كل المعلومات؛ بل هي أكثر من مجرد القراءة فهي تتطلب الكتابة، والتحدث، والنقاش، وتحليل الأفكار المتعلقة بالموضوع؛ بل أحياناً يتطلب الأمر إعادة قراءة فصول كاملة كي تفهم ما قرأت بشكل واضح.
الكتاب عدة مرات فيعتمد ذلك على مقدرة ذاكرتك وعلاقتك بالموضوع.
موضوع مفيد للجميع ..
ننتظر منج المزيد من المواضيع المميزه
تسلمين الغلا ع الموضوع المفيد
ننتظر يديدج
ســـــــــلامي
دموع الشوق
إن شاء الله الكل يستفيد من هالنقاط
مشكوره يالغاليه ع الموضوع
بانتظار المزيد
::
مرسي
على الموضوع
القيم
:
ويعطيك العافيه
:
في امان الله