لماذا خدمة الاستشارة العاطفية؟
– يقول الله تعالى: }فاسألوا أهل الذِّكر إن كنتم لا تعلمون{. وأهل الذِّكر هم أهل الاختصاص في كل فنّ وعلم.
– ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: “شفاءُ العِيِّ السؤال”. أي شفاء الجهل، وعلاج المشاكل يكون بالسؤال والاستشارة والتثقيف.
أما لماذا السؤال عن العواطف؟ فلأن العاطفة جزء من حياة الإنسان لا يقدر أن يعيش بدونها، وهي مشاعر متدفقة إن لم تنضبط سَتُتْعِبُ صاحبَها، وتُوصِلُ الإنسان إلى تَغييب العقل، والتصرفات غير المسؤولة ولا المنضبطة ولا الصحيحة، فوجب أنْ يتثقف الإنسان ويسأل عما يسعده ويضبط حياتَه، وبخاصة فيما يتعلق بحالاتٍ تَدفعُه إلى التصرفات المحرجة والخاطئة .. كفوضى المشاعر العاطفية .. بلا ضابط ..
الحب المندفع المتدفق متلاطم الأمواج يُعْمي الإنسانَ عن رؤية الحق والحقيقة، ويُصمّه عن سماعِ الحق والصواب.. وفي هذه الحالة يجب أن تتظافر جهود الإنسان نفسه، وجهود من حوله كي يجعلوا حياة المحب العاشق حياة آمنة ومستقرة وسالمة من التهور والتدهور .. فالعاشق يسأل ويستشير، ومن حول العاشق يسأل ويستشير، لأن المجتمع السليم كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً..
وتحديد الاستشارة بالعاطفية: لأن العطف هو الحنان والرأفة والميول القلبي المتنوع، فالرجل يحنّ على المرأة، والمرأة تحنّ على الرجل، والأمّ تحنّ على ولدها، والوالد يحنّ على ولده، والإخوة والأخوات يحنّون على بعضهم البعض، والمسلم يحنّ على المسلم، ومِن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم مُقرّراً مبدأ العواطف: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”
الحب الحقيقي أن يشعر الإنسان بالآخر فلا يؤذيه ولا يضره ولا يجرحه ..
وتحديد نوع الحب ونوع الحنان ونوع الميول .. يأتي في العلاقات الإنسانية، فالحنان بين المحبين له حالته الخاصة وضوابطه، والحنان بين الزوجين له حالاته الخاصة، والحنان بين الأسرة له وضعه الخاص ..وفي الاستشارة يتحدد كل نوع من الميول القلبي وضوابطه وحدوده ومدى سعادة الطرفين ..